إشادة بالانتخابات العراقية كخطوة نحو الديمقراطية ومكافحة الإرهاب
٣١ يناير ٢٠٠٥وسط إجراءات أمنية مكثفة أدلى العراقيون بأصواتهم في أول انتخابات تجري منذ الإطاحة بنظام صدام حسين. ورافق ذلك قيام السلطات العراقية بإغلاق الحدود والمطارات وحظر سير العربات المدنية في محاولة لمنع شن هجمات على الناخبين ومراكز الاقتراع. ورغم الاحتياطيات الأمنية ألقت موجة من الهجمات الانتحارية وأخرى بقذائف الهاون بظلالها على عملية الانتخاب. وقد أدت الهجمات إلى مقتل 36 شخصاً بينهم 30 مدنياً وستة من الشرطة في حين أصيب 96 بجروح حسب مصادر وزارة الداخلية العراقية. وكان أكثرها دموية تلك التي وقعت أمام أحد المراكز الانتخابية في بغداد وأسفرت عن مصرع سبعة مدنيين وشرطيين. وأعلنت جماعة الزرقاوي في بيان لها على الانترنت تنفيذها لـ 13 عملية انتحارية. ونجا وزير العدل العراقي من الموت إثر هجوم انتحاري أمام منزله أدى إلى مقتل أحد حراسه وجرح أربعة آخرين.
إقبال كثيف للشيعة والأكراد
شهدت المناطق الشيعية وخاصة النجف والبصرة إقبالاً قوياً على مراكز الاقتراع. وعلى العكس من ذلك لم تشهد المنطقة المعروفة بالمثلث السني مثلا هذا الإقبال. كما لم يُفتح هناك سوى القليل من المراكز الانتخابية أبوابه. وفي سامراء توقفت عملية الاقتراع بعد ساعات قليلة من بدئها بسبب الأوضاع الأمنية. أما في شمال العراق فاستقبل السكان يوم الانتخابات بالفرح والخوف. وشهدت المدن الكردية مثل أربيل والسليمانية ودهوك إقبالاً شديداً. وأعلنت منظمة "عين" التي أشرفت على نحو عشرة آلاف مراقب مستقل للانتخابات أنها جرت بشكل ممتاز ولم تشهد سوى القليل من أعمال العنف والمخالفات.
الياور يهنيء العراقيين
كان الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات التي وصفت بالتاريخية وقال " إنني سعيد وفخور بهذا الصباح المبارك. وأهنئ جميع العراقيين وأطلب منهم عدم التخلي عن حقوقهم وأدعوهم إلى التصويت من أجل العراق". أما رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي فقال"إنها بداية حقبة جديدة، إذ يقرر العراقيون للمرة الأولى مستقبلهم ويتحدون القوى الإرهابية". وصرح المسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عادل اللامي أن نسبة المشاركة في جميع أنحاء العراق بلغت 72 بالمئة. وأضاف "أستطيع أن أزف إليكم نبأ انتصار الحرية وإلحاق الهزيمة بالإرهاب."
خطوة مهمة لبناء أسس ديمقراطية
أوروبياً قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الانتخابات ضربة مباشرة في قلب الإرهاب ليس في العراق وحده وإنما في بريطانيا وفي كل العالم. وهنأ منسق السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي خافيير سولانا العراقيين لما أبدوه من شجاعة وعزم في الانتخابات ليتراجع بذلك عن انتقادات وجهها الأسبوع الماضي وأشار فيها إلى أنها قد تكون كارثة. وعبر وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر عن تقديريه العظيم للشعب العراقي الذي أثبت من خلال هذه الانتخابات عزمه وتصميمه على بناء بلد يعمه السلام والديمقراطية. وأضاف أن ألمانيا مستعدة للتعاون في دعم العملية السياسية في العراق على أساس قيام الأمم المتحدة بالدور الرئيسي على هذا الصعيد. وصرح بيلا اندا الناطق باسم الحكومة الألمانية أن الانتخابات مرحلة مهمة على طريق تحقيق أسس وقواعد ديموقراطية وأن المشاركة فيها تعبر عن تصميم أغلبية العراقيين وإرادتهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم. وقال أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان "أن العراقيين الذين خرجوا اليوم للإدلاء بأصواتهم شجعان وهم يعلمون أنهم يصوتون من أجل مستقبل بلادهم، وعلينا تشجيعهم ومساعدتهم للإمساك بزمام مصيرهم". أما الرئيس الإيراني السابق علي هاشمي رافسنجاني فاعتبر أن إجراء انتخابات حرة ونظيفة في العراق سيشكل مثالاً يحتذى به بالنسبة للدول العربية. وأضاف " أعتقد أن الأمريكيين والبعثيين لا يريدون حصول ذلك".
بوش: الانتخابات نجاح مدو ورفض للإرهاب
خارجياً وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الانتخابات بأنها "نجاح مدو" وقال في تصريحات نقلها التلفزيون من البيت الأبيض "أن الشعب العراقي بمشاركته رفض بحزم فكر الإرهابيين المعادي للديموقراطية، ورفض أن يخضع لتخويف السفاحين والقتلة". وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن الانتخابات "سارت أفضل من المتوقع"، ووصفتها بأنها "خطوة كبيرة إلى الأمام" في عملية انتقال البلد إلى الديموقراطية، لكنها أضافت أنه ما يزال أمام العراقيون الكثير من العمل الشاق لإكمال طريقهم.