إسن:"التغيير من خلال الثقافة – والثقافة من خلال التغيير"
٢٣ يونيو ٢٠١١من يزور إسن اليوم ويبدأ جولته من وسط المدينة البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة، لن يحس بالكثير من الماضي الطويل لإسن. فقد تعرض وسط هذه المدينة الواقعة في قلب منطقة الرور ذات الكثافة السكانية العالية لقصف مكثف أثناء الحرب العالمية الثانية أدى إلى تدميره بالكامل تقريبا. وتطغى اليوم على شوارع وأحياء إسن بنايات تعود إلى التجارب المعمارية أثناء ستينات وسبعينات القرن الماضي.
غير أن هذا الانطباع الأولي غير صحيح. ففي وسط المدينة وعلى مقربة من محطة القطارات الرئيسية توجد على سبيل المثال كاتدرائية مدينة إسن والتي يصعب رؤيتها بين المحلات التجارية الكبيرة ومطاعم الأكلات السريعة. ومن هذه الكاتدرائية أمسكت النساء ولفترة امتدت لألف عام تقريبا بزمام الأمور في مدينة إسن، وذلك عبر راهبات هيئة الوقف الكنسية خلال العصور الوسطى. وتضم مقتنيات الكاتدرائية في إسن اليوم أهم كنوز الفنون الدينية في ألمانيا.
مركز صناعة المناجم في القرن العشرين
إسن التي تعتبر واحدة من بين أكبر عشر مدن ألمانية، اشتهرت عالميا بكونها مركزا لصناعة المناجم. ويعود تاريخ المناجم فيها إلى عدة قرون. فمن خلال اكتشاف واستثمار الفحم الحجري أصبحت إسن في القرن العشرين أكبر مدينة للمناجم في أوروبا. تاريخ صناعة المناجم لا يزال واضحا في إسن إلى يومنا هذا، وذلك من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي تستغل مناطق المناجم المتوقفة عن العمل كمسرح لها.
ومن أشهر المناجم، والذي يعتبر أحد معالم منطقة الرور، هو منجم "تسول فيرآين Zollverein" الذي أدرجته منظمة اليونيسكو على لائحة كنوز التراث الإنساني. وتشهد هذه المنطقة فعاليات وحفلات موسيقية وعروضا مسرحية وأنشطة ترفيهية متنوعة تجتذب ما يقارب 800 ألف زائر سنويا.
هناك معلم آخر يذكر بتاريخ إسن الصناعي أيضا، وهو فيلا التلال، القصر السابق لعائلة رجل الأعمال المعروف كروب والذي يضم 220 غرفة يحيط بها منتزه مترامي الأطراف. كما يتردد عشاق المسرح والأوبرا والموسيقى على دار أوبرا "آتالو" والمسمى على اسم المهندس المعماري الفيلندي الشهير "آلفار آتالو" ، وكذلك مسرح غريلو ودار الفرقة السمفونية في إسن. أما إسن المعاصرة فنجدها حيث توجد الجامعة. ففي عام 1972 تأسس المعهد العالي العام في إسن ليندمج في عام 2003 مع جامعة ويسبروغ.
سفينيا اولينغ
مراجعة: طارق أنكاي