إسلام موبيل: مسجد متنقل يجوب ألمانيا للتعريف بالإسلام
٥ أغسطس ٢٠٠٦
ساءت صورة الإسلام في الغرب لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، بحيث أصبحت كلمة "مسلم" مرادفة "لإرهابي" وُألصقت بالدين الحنيف صفات التطرف والعنف ضد الأخر واضطهاد المرأة وما إلى ذلك من الصفات السلبية. لذا بدأت بعض الجماعات الإسلامية تنشط في هذه المجتمعات بهدف تصحيح صورة الإسلام والتعريف بحقيقة الدين الحق كما هو في الكتاب والسنة، لا كما تصوره وسائل الإعلام الغربية أو كما تعبر عنه الجماعات المتطرفة المحسوبة على الإسلام والتي تمارس بإسم الإسلام كل أشكال العنف وتبيح القتل وسفك الدماء وما إلى ذلك من الأعمال المنافية للإسلام. ولأن المسلمين في الغرب هم المتضرر الأول من هذه الصورة النمطية والمغلوطة التي تكونت عن الإسلام والمسلمين، فقد كان هؤلاء المسلمون هم السباقين إلى الأخذ بيد المبادرة في العمل على التعريف بدينهم وتصحيح صورتهم وصورة دينهم في ذهنية الغربيين. ويعلم هؤلاء المسلمون بأن المواطن في الغرب لا يعرف الكثير عن الإسلام وبالتالي فإن الأحكام المسبقة لديه سببها الجهل بحقيقة الإسلام وندرة المعلومات حول هذا الدين وليس بسبب العداء المتأصل لدى هؤلاء كما يزعم بعض الغلاة. ومن هذه المبادرات التي تستحق الإشادة بها ما قام به مجموعة من الشباب المسلمين في ألمانيا بإنشاء ما يشبه مركز المعلومات الإسلامي أو المسجد المتنقل وأطلقوا عليه "إسلام موبيل".
كسر طوق العزلة والخروج من حالة التقوقع على ألذات
في عام 2001 التقى شباب وشابات من أبناء الجالية المسلمة في ألمانيا وتناقشوا أمور دينهم والكيفية التي يستطيعون بها تصحيح صورة الإسلام المغلوطة والتعريف بالإسلام الصحيح في المجتمع الألماني. وكان هؤلاء الشباب يدركون أن الآخرين لن يأتوا إليهم للبحث عن حقيقة الإسلام وإنما على عاتق المسلمين أنفسهم تقع مهمة الذهاب إلى الآخرين لكسر الحاجز النفسي بينهم وبين أصحاب الديانات بدلا من الانغلاق على النفس والتقوقع حول ألذات والبقاء خلف جدران المساجد التي لا يدخلها غير المسلم أصلا ولا يعرف بما يدور فيها. فالشكوى من أن الأخر، غير السلم، لديه أحكام سلبية مسبقة عن الإسلام دون القيام بأي شيء يذكر من شأنه تغيير هذه الأحكام المسبقة لن تغير من الأمر شيئا.
"إسلام موبيل": مسجد متنقل للتعريف بالإسلام
قرر هؤلاء الفتية والفتيات إنشاء إتحاد فريد من نوعه يكون بمثابة إطار تنظيمي لعملهم وآلية لتحقيق الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه. فخطرت ببالهم إنشاء مسجد متحرك يجوبون به المدن الألمانية تكون مهمته ليس إقامة الصلوات بل تزويد الألمان بمعلومات عن الإسلام ووضعهم في أجواء إسلامية شبيهة بأجواء المسجد. وقد تم لهذا الغرض إعادة تصميم وتجهير سيارة نقل في شكل مسجد يضم تقريبا كل ما يمكن أن يحتويه المسجد بما في ذلك المنارة. وقد أطلق على هذا المسجد اسم "إسلام موبيل" نظرا لكونه متحركا. وقد زُود "المسجد المتنقل" بشاشات عرض وملصقات ولوحات خشبية كلها تقدم للزائر معلومات مختصرة ومركزة عن أسس وقواعد الإسلام ونبذه تاريخية عنه. كما يحتوي "المسجد المتنقل" على صالة خلفية يمكن الجلوس فيها ومتابعة فيلم تسجيلي عن المساجد وعن الإسلام على شاشة عرض كبيرة نسبيا. ويتنقل "المسجد المتنقل" مابين المدن والتجمعات السكانية ليتوقف في الأماكن العامة والاسواق ويفتح أبوابة للزوار الذين ما إن يدخلون إليه حتى يجدون أنفسهم في أجواء روحانية إسلامية تختلف تماما عن تلك التي كانت مرسومة في مخيلتهم عن المسجد التقليدي الذي لم يدخلونه قط في حياتهم والذي ينظر إليه البعض بشك وريبة. بل إن البعض بما في ذلك الجهات الأمنية وبعض السياسيين المتطرفين يعتقد ان المسجد ما هو إلا معمل مهمته تفريخ إرهابيين ليس إلا. لكن فكرة المسجد المتحرك حظيت بإعجاب الكثير من زواره الذين لا يجدون حرجا من طرح بعض الأسئلة والاستفسارات عن الإسلام ما كانوا سيجدون جوابا لو لا وجود "المسجد المتنقل"