إسرائيل تودع شارون بإقامة جنازة رسمية
١٣ يناير ٢٠١٤شارك آلاف الإسرائيليين والعديد من الزعماء والمسؤولين الأجانب اليوم الاثنين (13 يناير/ كانون الثاني 2014) في مراسم تشييع جثمان رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ارييل شارون الذي وافته المنية أمس الاول السبت عن 85 عاما. عقبها جرى دفن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في مقبرة بمزرعته جنوبي إسرائيل .
وحضر مراسم التأبين التي أقيمت أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) نائب الرئيس الأمريكي جو بادين. وكان نعش شارون ملفوفا بعلم إسرائيل. وألقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس كلمة أثنى فيها على شارون ووصفه بأنه قائد "يعرف كيف يفوز". وتوفي شارون السبت بعد أن ظل في غيبوبة ثماني سنوات إثر إصابته بسكتة دماغية في أوج قوته السياسية.
وشارك وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي وصل مساء الأحد إلى إسرائيل، في مراسم دفن ارييل شارون. ومن المقرر أن يجتمع شتاينماير خلال زيارته بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وطالب وزير الخارجية الألماني الإسرائيليين والفلسطينيين بمزيد من "الشجاعة" خلال المفاوضات الجارية حول الاتفاق الإطاري بشأن حل الدولتين. كما طالب الوزير الألماني خلال زيارته الرسمية الأولى لإسرائيل منذ توليه مهام منصبه الطرفين بدعم مساعي نظيره الأمريكي جون كيري للسلام.
من جانبه، أشاد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، ووصفه بأنه شخصية قوية غير عادية. وقال بايدن إن أمن إسرائيل والشعب اليهودي كان النجم الذي يهتدي به شارون في طريقه، وأضاف: "كان ذلك عمل حياته". وذكر بايدن أن قرار شارون بالانسحاب من قطاع غزة عام 2005 كان "صعبا ومثيرا للجدل"، مضيفا أن شارون ناضل بصلابة من أجل أمن إسرائيل، معتبرا ذلك سبب تلقيبه بـ"البلدوزر".
أما توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، فذكر أن أرييل شارون كان يسعى للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة. وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق خلال مراسم تأبين شارون في الكنيست. وذكر بلير أن أمن إسرائيل كان الهدف الأسمى لشارون كقائد عسكري ودبلوماسي، وقال: "لقد قام بخطوات لم يتوقعها أحد".
وأحيا موت شارون الجدل حول تاريخه. ويدين منتقدوه الوحشية التي أدار بها العمليات العسكرية، بينما يرى فيه أصدقاؤه استراتيجيا عبقريا أذهل العالم حين سحب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من قطاع غزة عام 2005. وكان شارون مكروها على نطاق واسع من العرب لما اعتبروه سياسات قاسية وعدوانية ومن بينها اجتياح لبنان عام 1982 في محاولة للقضاء على المقاتلين الفلسطينيين بالإضافة إلى حملات عسكرية وبناء مستوطنات في أراض محتلة. كما يضمر كثيرون في العالم العربي مشاعر كراهية لشارون بسبب مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982 والتي راح ضحيتها المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وارتكبتها ميليشيات مسيحية متحالفة مع إسرائيل عندما كان شارون وزيرا للدفاع.
ع.ش/ ف.ي (رويترز، أ ف ب، د ب أ)