إسرائيل تذكّر حزب الله بخطوطها الحمراء
٢٧ أبريل ٢٠١٧قصفت إسرائيل موقعا عسكريا جنوب غربي مطار دمشق بالصواريخ حيث أكد يسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي لراديو الجيش التحرك الإسرائيلي فيما يبدو، مشيرا بالقول"الواقعة التي حدثت في سوريا تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سوريا". فيما أكدت المعارضة السورية أنّ طائرات عسكرية وطائرات شحن تجاري تحلق بانتظام من إيران لإمداد حزب الله وفصائل أخرى بالسلاح. وتتوجه الطائرات مباشرة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وفي حوار مع DW أكد فيتشسلاف ماتوزوف، المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي بشأن دعم حزب الله لنظام بشار الأسد مؤكداً أن مصير الأخير هو الرحيل عن سوريا في حال التوصل لحل سياسي هناك. ورغم أن إسرائيل حاولت أن تنأى بنفسها عن مجريات الحرب الأهلية في سوريا، فإنها تراقب عن كتب تحركات أعدائها هناك سواء تعلق الأمر بحزب الله أو بحليفه التقليدي إيران.
خطوط إسرائيل الحمراء
من جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ إسرائيل "لن تسمح بحشد قوات إيران وحزب الله على حدود مرتفعات الجولان". وعبّر عن قلقه بشأن"النشاط الإيراني في سوريا واتخاذ إيران من الأراضي السورية قاعدة لتهريب السلاح لحزب الله في لبنان". فهل يعني هذا أن رسالة القصف الإسرائيلي مفادها أنّ طهران لن يُسمح لها مستقبلا باستعمال المجال الجوي لسوريا والعراق لدعم حلفائها هناك، وهل يعني أنّ إسرائيل باتت تؤكد أنها لن تسمح لإيران بتأسيس موطئ قدم عسكري دائم في سوريا. من جانبه أكد وزير السياحة الإسرائيلي من حزب اللكيود، ياريف ليفين، أنّ بلاده ستمنع تسريب أسلحة مخلة بالتوازن في لبنان. وأكد الوزير ليفين أن إسرائيل ملتزمة بإحباط أي محاولة لنقل مثل هذه الأسلحة.
وحسب تقديرات إسرائيلية فإن إيران تقود ما لا يقل 25 ألف مقاتل في سوريا بما في ذلك أفراد من الحرس الثوري ومسلحون شيعة من العراق وأفغانستان وباكستان. كما تعتبر إسرائيل أن حزب الله يملك ترسانة أسلحة تضم أكثر من مائة ألف صاروخ يمكن للكثير منها قصف أي منطقة داخل إسرائيل. وحرصت الدولة العبرية على عدم التورط عسكريا في مجريات الأزمة السورية إلا أن مسؤوليها يُذكرون دوما بخطوط حمراء يؤدي تجاوزها لرد عسكري فوري من قبيل نقل الأسلحة المتطورة لحزب الله و تأسيس "مواقع إطلاق" لشن هجمات على إسرائيل من مرتفعات الجولان.
مستقبل حزب الله في سوريا؟
توقع فيتشسلاف ماتوزوف، المحلل السياسي الروسي حتمية انسحاب حزب الله من سوريا في حل التوصل لحل سياسي هناك. فيما يُستبعد أن يغير القصف الإسرائيلي قواعد اللعبة في الصراع السوري على المدى المنظور. وهذه ليست هي المرة الأولى التي تتدخل فيها إسرائيل في سوريا أو ضد حزب الله لأن الأخير ليس إلا جزء من لعبة شطرنج أوسع ضمن ما يسمى بالهلال الشيعي. فقد لعبت إيران دورا محوريا في حملة نظام الأسد لسحق مقاومة المعارضة وهي تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي الذي يشكل حزب الله أحد أدواته الرئيسية في المنطقة.
وقد تمكنت طهران فعلا من ممارسة هذا النفود على مساحة واسعة تمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان وهو قوس نفوذ كانت قوى عربية سنية خاصة السعودية تحذر منه منذ سنوات. ومن غير الواضح كيف ستتفاعل إسرائيل مستقبلا مع هذا القوس، وهل ستختار مواجهة مفتوحة أم ضربات انتقائية. ويدل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تعليق الاتفاق النووي مع إيران على أن الدولة العبرية ترى في الجمهورية الإسلامية خطرا استراتجيا يهدد وجودها.
ح.ز/ م.م (DW، رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)