arab. Sprache als Pflichtfach in den israel. Grundschulen
١ أكتوبر ٢٠١٠قوبل قرار وزارة المعارف بإلزام المدارس اليهودية الابتدائية في شمال إسرائيل بتعلم اللغة العربية ابتداء من هذا العام الدراسي بترحاب شديد من جميع الأطياف السياسية. كما رأت فيه النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلية حنين زعبي ( التجمع الوطني الديمقراطي) اعترافا بالهوية القومية وليس باللغة فقط. وبموجب هذا القرار تستخدم للمرة الأولى 55 معلمة عربية من الأكاديميات تتقنّ اللغة العربية والعبرية للتعليم في المدارس العبرية.
ويشرح الدكتور شلومو ألون المفتش العام في وزارة المعارف سمات هذه الخطوة لدويتشه فيله بالقول "هذا التوجه يحمل معه تفاعلا جديدا بين الطلاب والمعلمات للتعرف على العادات والتقاليد والحضارة العربية". ويضيف ألون لدويتشه فيله بأن وزارته "رصدت ثماني مدربات للمعلمات من أجل ضمان نجاح المشروع وهو رقم قياسي بالمقارنة مع مدرب أو اثنين لكل لواء".
تنافس العلوم مع اللغة
واجتازت إسرائيل تحديات عديدة على مدى تاريخها خلال 62 عاما في تعليم اللغة العربية التي تعتبر ثاني لغة رسمية في البلاد يتم التعامل بها في جميع الدوائر الحكومية بعد اللغة العبرية. وعن هذه التحديات يقول البروفسور ساسون سوميخ رئيس قسم الأدب العربي في جامعة تل أبيب سابقا لدويتشه فيله :" كان جهاز التعليم يفتقر إلى معلمين إسرائيليين أكفاء، ومن ناحية ثانية لم يكن المعلمون العرب يشعرون بالارتياح للتعليم في مدارس ابتدائية إسرائيلية في بداية نشأة الدولة قبل تمكنهم من اللغة التي يتحدث بها التلاميذ".
وتدل معظم الإحصائيات أن إسرائيل تعتبر أغنى دولة في العالم بعدد علمائها بالمقارنة مع مساحتها مما يعكس توجه المجتمع إلى آفاق علمية وتقنية، بالدرجة الأولى، تدفع الطلاب في مرحلة التوجيهي، في بعض الأحيان ولأسباب عملية، إلى تفضيل لغة أجنبية أكثر شيوعا في الصناعات المتطورة.
ولعلّ أكثر الأسباب تأثيرا للابتعاد عن اللغة العامية الدارجة تكمن في أن غالبية الطلاب اليهود والعرب في دولة إسرائيل يتعلمون في أطر تربوية منفصلة. أضف إلى ذلك أن اللغة العربية في الجهاز التربوي اليهودي اختيارية.
العلم في الصغر كالنقش على الحجر
وقد اختارت وزارة المعارف تطبيق هذه التجربة في منطقة الجليل بشمال إسرائيل وعلى تلاميذ الصف الخامس، الذين يبلغ معدل أعمارهم عشر سنوات. ويذكر الدكتور شلومو ألون سببين لهذا الاختيار ويقول "إن هذا جيل بعيد عن السياسة والآراء المسبقة وشغله الشاغل هو النجاح في التعليم وبالتالي فان اللغة تثير لديه تعاطفا لفهم الآخر، لاسيمّا وأن الجليل منطقة مأهولة بالعرب" .
وكان عادي الدار، رئيس بلدية كرميئيل ورئيس مجلس السلطات المحلية في إسرائيل سابقا، وهو من أصل عراقي، أول المبادرين إلى تطبيق البرنامج في المدارس الابتدائية. وقد أبصرت هذه المبادرة النور قبل خمس سنوات وذلك كدراسة تجريبية في 15 مدرسة ونمت منذ ذلك الحين لتشمل 240 مدرسة.
وعن هذا المشروع يقول الدار لدويتشه فيله "إننا نعيش في بيئة عربية ونتعامل معها باستمرار، الأمر الذي يحتم على كل فرد في دولة إسرائيل تعلم اللغة العربية والحضارة العربية لتمهيد السبيل للتعاون المشترك بين أبناء الشعبين وتعميق التفاهم".
معطيات مشجعة
وبالرغم من كل التحديات، فإن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد المعلمين للغة العربية بالمقارنة مع دول أخرى تشبه حالتها عموما. إذ يتجاوز هذا العدد أربعة أضعاف عدد المعلمين في الولايات المتحدة، التي يقطنها ملايين العرب. ويبلغ عدد معلمي اللغة العربية في إسرائيل أكثر من 1000 معلم، معظمهم من اليهود الذين يهتمون بتعليم اللغة الفصحى؛ علما أن الاتجاه يتغير الآن نحو تعليم اللغة العامية تدريجيا.
ويلاحظ القائمون على تعليم اللغة العربية أن الإقبال على امتحانات الثانوية باللغة العربية في ازدياد مطرد. فقد ارتفع عدد التلاميذ من 1500 في عام 2000 إلى 2200 في العام 2010. كما أن هناك المئات من التلاميذ الذين ينجحون في مادة "العالم العربي والإسلام" في الامتحانات الثانوية. كذلك يفضل 60% من تلاميذ الثانوية تعلم اللغة العربية كلغة ثانوية بعد الانكليزية واجتياز الامتحان الموسع، على تسع لغات أخرى مثل الفرنسية والروسية.
لا شك في أن إتقان اللغة العربية والتعرف على الثقافة العربية سيؤديان إلى الحدّ من المخاوف والأحكام المسبقة وتعزيز الالتزام بتبني النهج الديمقراطي والتسامح، والفهم المتبادل بين اليهود والعرب. وهو الفهم الذي يعتمد على الاحترام المتبادل والمساواة مع الإشارة إلى أن هذه المبادرة ستحث الجيل المقبل من القياديين على بناء مستقبل مشترك.
ليندا منوحين عبد العزيز - تل أبيب
مراجعة: أحمد حسو