إسرائيل تؤكد مواصلة الحرب في غزة بعد قرار مجلس الأمن
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣شنّت إسرائيل السبت (23 كانون الأول/ديسمبر 2023) عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وبعد خمسة أيام من المفاوضات، طالب المجلس الذي يواجه انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال الحرب التي اندلعت قبل أكثر من شهرين، في قرار الجمعة بزيادة "واسعة النطاق" للمساعدات دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ترفضه واشنطن حليفة إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح السبت مقتل 18 شخصا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط القطاع "خلال الليلة الماضية". وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يواصل "القصف المكثف" لمختلف أنحاء القطاع، مشيرة الى مقتل أكثر من 400 شخص في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
من جهته، أعلن الجيش ليل الجمعة تدمير مجمع أنفاق "استراتيجي" ومقرات لحماس في مدينة غزة بشمال القطاع.
يأتي ذلك بعيد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي يدعو "كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى غزة، واتّخاذ إجراءات "عاجلة" بهذا الصدد و"تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية". ويطالب النص أيضا باستخدام "كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة" لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.
وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا. لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، إذ أن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.
وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض الدول من عدم احترامها.
في ذات السياق أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن 136 موظفا من موظفي المنظمة الدولية لاقوا حتفهم خلال الحرب المستمرة منذ 75 يوما في قطاع غزة. وكتب غوتيريش على صفحته على موقع "إكس" "قتل أكثر من 136 من زملائنا في غزة خلال 75 يوما- وهو شيء لم نره من قبل في تاريخ الأمم المتحدة. اضطر معظم موظفينا إلى مغادرة منازلهم. أحييهم وأحيي الآلاف من عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم وهم يدعمون المدنيين في غزة".
وفي منشور آخر، انتقد غوتيريش مرة أخرى تصرفات إسرائيل في الصراع وكتب "الطريقة، التي تنفذ بها إسرائيل هذا الهجوم تسبب عقبات واسعة لتوزيع مساعدات إنسانية داخل غزة". وأضاف أنه من أجل جلب مساعدات إنسانية بشكل فعال إلى غزة، هناك حاجة إلى أمن وموظفين ، يمكنهم العمل بأمان".
"فقر غذائي حاد"
ومن طرفها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بأن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". وقالت المنظمة، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم السبت، إن تقديراتها تشير إلى أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم.
وذكرت أن "هذه النتائج تشير إلى أن جميع الأطفال دون الخامسة في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة".
وتابعت: "يأتي هذا الخطر غير المقبول في وقت تشهد فيه المنظومات الغذائية والصحية في قطاع غزة انهيارًا كاملاً". وأشارت إلى أن "أكثر من ثلثي المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والأدوية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية بسبب الهجمات"، كما دعت إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت المنظمة أفادت، في تقرير صدر عنها، نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن أكثر من 400 طفل يُقتلون أو يصابون في كل يوم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ع.ج/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)