إسبانيا ضد كرواتيا .. السعي للقب الأوروبي يبدأ بمواجهة نارية
١٥ يونيو ٢٠٢٤آخر مباراة جمعت بين المنتخبين الإسباني والكرواتي في نهائيات أمم أوروبا انتهت 3/5 لصالح الإسبان بعد اللجوء إلى الأشواط الإضافية. نتيجة تؤكد حجم الندية بين المنتخبين القويين وقدرة المباراة على أن تكون واحدة من أفضل مباريات دوري المجموعات على الأقل في هذه النسخة من أمم أوروبا، حيث سيلتقيان في افتتاح مباريات المجموعة الثانية.
وتقام المباراة السبت 15 يونيو/ حزيران مع الساعة السادسة مساء بتوقيت ألمانيا الصيفي، على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية، الذي سيشهد أيضا المباراة الختامية للبطولة يوم الأحد 14 يوليو/ تموز.
إسبانيا تبقى دائما من المرشحين للقب، ففي نسخة عام 2020 وصلت إلى نصف النهائي وأقصيت بصعوبة أمام إيطاليا بضربات الترجيح. لكنها قدمت كأس عالمٍ متواضع بعد خروجها في دور الـ16 أمام المنتخب المغربي بضربات الترجيح كذلك بعد أداء متوسط في دور المجموعات تأهلت من خلاله بأربع نقاط فقط.
عاش المنتخب الإسباني الكثير من التغييرات في السنوات الأخيرة، بسبب عدم الاستقرار في المدربين منذ نهاية مرحلة 2016. يقود المنتخب حالياً لويس دي لا فوينتي، الذي تسلم القيادة منذ خروج إسبانيا من نهائيات كأس العالم.
استفاقة مصارعي الثيران؟
حقق هذا المدرب أول لقب له مع المنتخب الإسباني وهو دوري الأمم الأوروبية. وللمفارقة جاء اللقب على حساب المنتخب الكرواتي بضربات الجزاء في صيف 2023. التتويج كان مهماً جداً لإسبانيا نظراً لأنها قدمت أداءً جيداً بفوزها في نصف النهائي على إيطاليا 2-1، ثم كسرها عقدة ضربات الجزاء أمام كرواتيا في النهائي.
ستدخل إسبانيا بتغييرات كبيرة في تشكيلتها التي خاضت نهائيات كأس العالم. غالباً سيتم الزج باللاعب المتألق لامين يامال أساسياً ليكون أصغر لاعب يلعب أساسياً في نهائيات أمم أوروبا، بينما أدت الإصابات إلى التأثير سلباً على الثنائي غافي وبيدري، لاعبا وسط برشلونة. الأول لا يوجد في القائمة، بينما الثاني تم استدعاؤه، لكن يتوقع أن يكون احتياطيا.
خط الوسط الأساسي غالباً سيتم استبداله بالكامل مقارنةً بنهائيات كأس العالم، وسوف يلعب فيه الثلاثي رودري المتألق مع مانشستر سيتي، وفابيان رويز لاعب باريس سان جيرمان. وأمامهم سيلعب داني أولمو، لاعب الوسط الهجومي لفريق لايبزيغ الألماني.
كذلك من المتوقع أن يشارك نيكو ويليامز، جناح أتليتيكو مدريد، أساسياً، وهو الذي قدم 17 تمريرة حاسمة هذا الموسم وسجل ثمانية أهداف.
مشاكل في رأس الحربة
لكن مشاكل المنتخب هي رأس الحربة. لا يزال الاعتماد كبيراً على ألفارو موراتا قائد المنتخب في هذه النسخة. قدم موراتا موسماً جيداً بتسجيله 21 هدفاً مع ناديه أتليتيكو مدريد، ولكن لا يوجد لاعب قوي يلعب مكانه في حالة الحاجة إلى مهاجم إضافي، فلاعب ريال مدريد خوسيلو، كان احتياطياً في جل مباريات الموسم، ولا يتميز بالنجاعة التهديفية التي قد تحتاجها إسبانيا.
في الدفاع تخلى المدرب عن وضع رودري في مركز محور الدفاع وأعاده إلى خط الوسط. ومن المتوقع أن يعتمد على إيميرك لابورت وعلى روبين لونورماند في المحور، أو الاستنجاد بخبرة ناتشو بعد موسمه المتميز مع ريال مدريد.
ولن يلعب لابورت في أول مباراة بعد إصابته في التدريبات، ليضيف متاعب جديدة لخط الدفاع الذي لا يتوفر على أسماء قوية كما كانت عادة إسبانيا في سنوات خلت. ومن الصعب جدا تجاوز داني كارفاخال في الظهير الأيمن بعد موسمه الرائع مع ريال مدريد، والمفاجأة الجديدة أليخاندرو غريمالدو في الظهير الأيسر بعد تألقه مع ليفركوزن هذا الموسم.
كرواتيا: حصان أسود دائم؟
في المقابل، لم يعد ممكناً تجاهل قوة المنتخب الكرواتي الذي حقق نتائج أفضل من إسبانيا في آخر مونديالين بحلوله توالياً في المركزين الثاني والثالث.
كرواتيا التي تعيش استقراراً في العارضة الفنية مع المدرب زلاتكو داليتش تبقى دائماً من المرشحين لتحقيق اللقب، رغم أن التشكيلة لا تظهر قوية مقارنةً بالسنوات الماضية؛ بسبب تقدم عدد من اللاعبين في السن واعتزال لاعبين من الجيل الذهبي كإيفان راكيتيتش.
قوة كرواتيا تظهر في خط الوسط بوجود القائد لوكا مودريتش الذي قد يلعب آخر منافسة دولية له مع المنتخب، بالإضافة إلى نجم وسط مانشستر سيتي ماتيو كوفاسيتش، ولاعب النصر السعودي مارسيلو بروزوفيتش.
ولا يظهر خط الهجوم قوياً مع تقدم إيفان بيريسيتش في السن رغم إمكانية الدفع به أساسياً، وسيتم التعويل بشكل كبير على كراماريتش مهاجم هوفنهايم الألماني كرأس الحربة، أو البدء بمهاجم أوساسونا أنتي بوديمير الذي قدم موسماً جيداً سجل فيه 18 هدفاً.