إزالة الشعر من الجسم... موضة تستهوي المرأة والرجل
١٠ أغسطس ٢٠٠٩ترى كاتارينا هوغ، صاحبة مركز لإزالة الشعر بمدينة كولونيا أن إزالة الشعر بالحلاوة مسألة عادية في البلدان العربية لكنها مازالت في بدايتها في ألمانيا. وتشير هوغ في هذا السياق إلى أن هذه الطريقة بدأت تشهد إقبالا كبيرا من قبل الألمانيات وكذلك العربيات اللواتي تعودن عليها في بلدانهم. فهذه الطريقة في رأيها تزيل الشعر لمدة أطول وتحافظ على نعومة البشرة. وبالإضافة إلى إزالة الشعر بواسطة الحلاوة، يفضل الكثير من الألمان الليزر، الذي يمكن بواسطته التخلص من الشعر بصفة نهائية لكنه يكلف مئات من اليورو.
طرق مختلفة لإزالة الشعر من الجسم
هناك العديد من الأفراد الذين يعانون من كثرة الشعر في الجسم ويفضلون اللجوء إلى هذه الطريقة كما يوضح كاي بيتزتشكي، مدير إحدى المصحات الخاصة بالتجميل ومعالجة الجلد بمدينة فرانكفورت ويقول: "في الغالب يتم اللجوء إلى استعمال الليزر لإزالة الشعر من الجسم إما لأسباب تجميلية أو لأسباب مرضية كالخلل في إنتاج الجسم للشعر وهي حالة تنتشر أكثر لدى النساء" على حد تعبيره. و تعتمد إزالة الشعر بالليزر على بعث ضوء غير مرئي يعبر الجلد إلى المنطقة المسؤولة عن الشعر، ويعوق قدرتها على إنتاج الشعر. وبعد حوالي خمس أو خمسة عشر يوما من إزالة الشعر بالليزر يظهر شعر غامق على سطح الجلد، وهذا هو الشعر الذي تمت معالجته وليس شعرا جديدا ينمو، ويمكن إزالته فقط بمسحه بالماء.
وتعتبر إزالة الشعر بالخيط مسألة شائعة في البلدان العربية، لكنها لم تعرف بعد انتشارا في ألمانيا، وتعتمد هذه الطريقة على لف الخيط على الأصابع بطريقة محكمة تسمح للخيط بالدوران بطريقة مرنة حول المنطقة المراد إزالة الشعر منها. بالإضافة على ذلك تسمح هذه الطريقة بإزالة الشعر من جذوره. وتوجد أنواع أخرى لإزالة الشعر كالحلق وهي طريقة سهلة لكنها تتطلب تكرارها يوميا. أما الكريمات، التي يمكن أيضا استخدامها لإزالة الشعر فيه تعتمد على مواد كيميائية قد تؤذي البشرة. وفي ألمانيا هناك استعمال شاسع للآلات الكهربائية التي تزيل الشعر لمدة أطول.
الرجل ينافس المرأة في إزالة الشعر
إزالة الشعر من الجسم لم تعد تقترن فقط بالمرأة بل أصبحت تعرف اهتماما حتى لدى الرجل في ألمانيا، وذلك رغبة منه في التزين والاهتمام بمظهره الخارجي. فصارت إزالة شعر الظهر والصدر والحاجبين تستهوي العديد من الرجال، لاعتبارات توضحها كاتارينا هوغ: " لدينا زبائن من الرجال يريدون إزالة الشعر لأسباب مهنية أو رياضية كالدراجيين أو السباحين". وتضيف قائلة: "بعضهم يرغب في التزين لصديقاتهم، كما هناك أفراد يشعرون بالراحة بعد إزالتهم للشعر خصوصا بواسطة الحلاوة". وهذا ما أكده بيتر، شاب ألماني، يداوم على إزالة شعر جسمه، لأنه يعتبر ذلك جزء من نظافة الجسم، وأن الاهتمام بالجسم ليس مرتبطا فقط بالمرأة، فالرجل كذلك يجب أن يعتني ببشرته حتى تحبه النساء.
لكن في البلدان العربية لم يقتنع الرجل بعد بمسألة إزالة الشعر من الجسم، وما يزال يعتبرها عيبا حسب عامر، شاب أردني الذي يقول: "بالنسبة لي كشاب عربي لا أعتقد أن إزالة الشعر من طرف الرجال موجودة في مجتمعنا، فهي تقتصر فقط على النساء. وإذا تعاطى الرجل لهذا الأمر لا أعتقد أنه سيكون رجلا"، معتبرا أن الشعر الذي يغطي جسم الرجل يعد أهم صفات الرجولة.
وإذا كان عامر يعتبرها أحد صفات الرجولة فإسماعيل، شاب مغربي، لا يخالفه الرأي كثيرا. فهو لا يتقبل حتى أن يكون له صديق يزيل الشعر من جسمه لأسباب تجميلية، فيما يبدي تفهمه إذا كانت الدوافع الصحية تقف وراء إزالة الشعر. أما أيمن شاب تونسي يعيش في ألمانيا، فيرى أنها مسألة شخصية، ويقول: " في تونس هناك شباب يفضلون إزالة شعر الحاجبين والصدر في الصيف للظهور بمظهر أكثر جاذبية".
أثار جانبية لإزالة الشعر
إذا كانت إزالة الشعر تحسن المظهر الخارجي لجسم المرأة أو الرجل وتمنح الجسم النعومة المطلوبة، فلها أعراض جانبية قد تؤدي إلى الإصابة بحساسية الجلد كما هو الحال بالنسبة لإزالة الشعر بالليزر، الذي يتطلب قبل وبعد استعماله عدم التعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن شهر، حسب باي بيتزشكي. فهو ينصح أيضا بعدم استعمال الليزر عندما تكون المرأة حاملا، أو عند إصابة الشخص بمرض السكري أو في حالة تناوله لمضادات حيوية كيفما كان نوعها، لأن ذلك يؤدي إلى حرق الجلد. وما عدا هذه الحالات فالليزر لا يسبب إلا احمرارا يزول بعد ساعة فقط، حسب رأي الخبير.
بيد أن الحلاوة كذلك قد تترك حروقا خفيفة على البشرة، خصوصا إذا لم تستعمل بالطريقة الصحيحة وإذا ما تُركت على الجلد مدة طويلة. و الكريمات كذلك من شأنها التسبب في التهابات إذا كانت البشرة حساسة ولم تحترم المدة المناسبة لاستعمالها. ويُنصح في أغلب الأحيان استعمال كريم مرطب للبشرة بعد إزالة الشعر، وعدم إزالة الشعر من البشرة الملتهبة. ومن المستحسن استشارة طبيب الجلد في جميع الحالات.
الكاتبة: سارة زروال / سارة قسطنطين
مراجعة: طارق أنكاي