إدانة أممية لتفجير بيروت وإسرائيل تنفي تورطها فيه
١٦ أغسطس ٢٠١٣ندد مجلس الأمن الدولي بشدة بالاعتداء الدموي الذي وقع الخميس (15 أغسطس/أب 2013) في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل جماعة حزب الله الشيعية، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات. ودعا المجلس الأممي اللبنانيين إلى "الامتناع عن الانخراط في الأزمة السورية". وفي بيان صدر بالإجماع، أشار أعضاء المجلس ال15 إلى "ضرورة ملاحقة المسؤولين" عن الاعتداء الذي وصفوه بأنه "عمل شنيع". وجاء في البيان أن "أعضاء مجلس الأمن يدعون جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية أمام محاولات ضرب استقرار البلد". وأشاروا أيضا إلى "الأهمية بالنسبة لجميع الأطراف اللبنانية (..) الامتناع عن أي انخراط في الأزمة السورية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دان في وقت سابق هذا الاعتداء ودعا اللبنانيين إلى الوحدة. وحسب ما جاء في بيان للأمم المتحدة، فقد قال بان كي مون "في هذه الفترة من التوتر الشديد، على جميع اللبنانيين البقاء موحدين والتجمع خلف مؤسسات الدولة والحفاظ على الأمن والاستقرار".
وأدى الانفجار الهائل الناجم عن سيارة مفخخة أمس الخميس في منطقة محلة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تعد معقلا لجماعة حزب الله الشيعية، إلى مقتل مابين 17 إلى 22 شخصا (حسب مصادر مختلفة) فيما أصيب المئات. وحسب أحدث حصيلة أوردها مصدر في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لوكالة فرانس ارتفع عدد القتلى إلى "22 قتيلا على الأقل"، فيما ذكر الصليب الأحمر اللبناني أن عدد الجرحى بلغ أكثر من 325 شخصا، علما أن حصيلتي القتلى والجرحى ليست نهائية.
وجاء الانفجار وسط توتر طائفي بسبب تدخل حزب الله ضد المعارضين المسلحين السنة في الحرب الأهلية في سوريا. كما يأتي بعد شهر من إصابة أكثر من 50 شخصا في انفجار سيارة ملغومة في نفس المنطقة. وأعلنت آنذاك مجموعة غير معروفة مقاتلة ضد النظام السوري تطلق على نفسها اسم "اللواء 313 مهام خاصة" مسؤوليتها عن التفجير، مشيرة إلى أنه رد على وقوف الحزب إلى جانب نظام الرئيس الأسد.
بيريز: إسرائيل ليست متورطة في التفجير
من جانبه، نفى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تورط بلاده في الانفجار، وقال إنه فوجئ بأن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان حمّل إسرائيل المسؤولية عن الانفجار، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية الالكترونية اليوم الجمعة. وأضاف بيريز "يتعين وقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط . إسرائيل ليست متورطة ولن أتطرق إلى تفاصيل دقيقة".
وكان الرئيس اللبناني قد أعتبر أن "موقع هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين، خصوصاً في ذكرى حرب تموز" (بين حزب الله وإسرائيل عام 2006) بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وقال إن التفجير "يعتمد إيصال الرسائل على دم المواطنين الأبرياء وأرواحهم وأرزاقهم".
يذكر أن جماعة سنية غير معروفة تطلق على نفسها اسم "سرايا عائشة" كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجير، وتعهدت بمزيد من الهجمات ضد حزب الله. ولم يتسن التحقق على الفور من البيان الذي بث على الانترنت.
ع.ج.م/ش.ع (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)