إدانات أوروبية ودولية للانقلاب العسكري في موريتانيا
٧ أغسطس ٢٠٠٨عبر الاتحاد الأوروبي عن إدانته الشديدة للانقلاب العسكري في موريتانيا، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة العودة إلى النظام الدستوري والحياة الديموقراطية "في أقرب وقت". وجاء في بيان الرئاسة الفرنسية للاتحاد أن "رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي تدين بكل حزم الانقلاب الذي نفذه الجنرال محمد ولد عبد العزيز في موريتانيا". وأكدت باريس التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي على البعد الديمقراطي في موريتانيا من خلال إشارتها إلى أن "الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله انتخب في آذار/مارس 2007 في انتخابات حرة وشفافة".
وفي الوقت ذاته ناشد الاتحاد الأوروبي الأطراف الموريتانية بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتغليب لغة الحوار على لغة الانقلابات من أجل حل التوترات السياسية التي تشهدها موريتانيا حاليا. من جهة أخرى أكد بيان الاتحاد الأوروبي أن رئاسة مجلس الاتحاد ستواصل السهر بشكل خاص على أمن رعايا الاتحاد الأوروبي في هذا البلد.
وبرلين تندد....
من ناحيتها أعربت الخارجية الألمانية عن "قلقها" الشديد إثر الانقلاب العسكري في موريتانيا. كما ناشدت برلين القوى السياسية في موريتانيا بأن تعمل على حل الموقف وفقا للدستور. ودعت الخارجية الألمانية في بيان لها إلى ضرورة "السماح للمؤسسات الشرعية والمنتخبة ديمقراطيا باستئناف عملها بأسرع ما يمكن". وقال البيان إن الانقلاب يهدد التقدم صوب الديمقراطية الذي أحرزته هذه الدولة على مدار السنوات الثلاث الماضية على الرغم من العقبات الاقتصادية الصعبة.
دعوات للعودة إلى المسار الديمقراطي
هذا وتوالت ردود الأفعال المنددة بالانقلاب العسكري من قبل عدد كبير من العواصم الغربية والمؤسسات الدولية، إذ نددت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بالانقلاب العسكري في موريتانيا وطالبت بإطلاق سراح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ورئيس الوزراء. من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "عميق الأسف" للإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في موريتانيا، داعيا إلى ضرورة عودة "سلطة القانون" في هذا البلد.
وعربيا، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إنه يتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في موريتانيا. كما أعرب موسى عن تخوفه من تداعيات هذه التطورات على مسار العملية الديمقراطية التي شهدتها موريتانيا خلال الفترة الماضية وحظيت بتقدير دولي وعربي.
انتخابات ديمقراطية جديدة؟
وجاء هذا الانقلاب فيما يبدو عقب خطوة اتخذها الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله بإقالة أربعة من كبار ضباط الجيش. وفي هذا السياق كان بيان إذاعة التليفزيون الموريتاني قد ذكر أن "مجلس الدولة " برئاسة قائد الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز قد تولى السلطة.
وفي تطور لافت أعلن المجلس الأعلى للدولة، وهو الهيئة التي تولت مقاليد السلطة في موريتانيا أمس الأربعاء، التزامه القاطع بتنظيم انتخابات رئاسية "حرة وشفافة" في أقرب وقت ممكن. وقال المجلس في بيان نشر فجر اليوم الخميس إن الانتخابات ستجرى بالتشاور مع المؤسسات والقوى السياسية والمجتمع المدني. كما تعهد المجلس أيضا باحترام كافة الالتزامات الدولية والمعاهدات الملزمة لموريتانيا.