إدارة بايدن تندد بقمع المتظاهرين وخامنئي يتهم جهات خارجية
٣ أكتوبر ٢٠٢٢وصفت إدارة الرئيس جو بايدن اليوم الاثنين (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2022) بـ"المقلقة والمروّعة" الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن غضهم إزاء وفاة مهسا أمينيبينما كانت معتقلة لدى شرطة الأخلاق.
واعتبرت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، في تصريح على متن الطائرة الرئاسية، أن الحملة الأمنية للسلطات الإيرانية "مقلقة ومروّعة"، مشيرة إلى "تقارير تفيد برد السلطات الأمنية على تظاهرات الطلاب الجامعيين السلمية بالعنف وعمليات توقيف واسعة النطاق".
وأضافت أن الطلبة "يحق لهم الرد على طريقة تعامل الحكومة مع النساء والفتيات والحملة الأمنية العنيفة المتواصلة ضد التظاهرات السلمية"، مشيرة إلى أنّ الحملة الأمنية المشددة تدفع الشباب في إيران إلى مغادرة البلاد "والبحث عن الكرامة والفرص في مكان آخر".
بيد أنها لم تشر إلى احتمال أن تؤثر الحملة على جهود الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب عام 2018.
خامنئي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل
في غضون ذلك اعتبر الزعيم الإيراني علي خامنئي أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع كان "مخططا لها مسبقا"، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل، بالوقوف خلفها، قائلا إنّ "بعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما".
وأضاف خامنئي أن "حادثة وفاة الفتاة الشابّة كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي".
وفي حين جدد تأكيد متابعة التحقيق في مقتل أميني، دعا السلطة القضائية إلى التعامل مع من وصفهم بـ "مثيري الشغب" بـ "شكل متسق مع مستوى مشاركتهم" في تدمير الممتلكات وتقويض الأمن.
وأثارت وفاة أميني موجة تضامن عبر العالم، فخرجت تظاهرات في أكثر من 150 مدينة خلال نهاية الأسبوع، وقامت نساء كثيرات خلالها بقص شعرهن تضامنا مع الإيرانيات.
وبعد أن امتدت التظاهرات الاحتجاجية في إيران إلى الجامعات، أوردت وسائل إعلام محلية أن شرطة مكافحة الشغب تواجهت مع مئات الطلبة في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران التي تعد أهم جامعة علمية في إيران، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وعُلّقت الدروس الحضورية اعتبارا من الاثنين في الجامعة.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربروك في تغريدة الاثنين "من الصعب تحمل ما يحصل في جامعة شريف في إيران"، مضيفة "شجاعة الإيرانيين لا تصدق، وقوة النظام الغاشمة هي تعبير عن مخاوف السلطة من التعليم والحرية".
والإثنين أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أنه أعطى توجيهات باستدعاء الدبلوماسي الإيراني مهدي حسيني متين، قائلا إن "العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد محتجين في إيران صادم حقا". وتابع "اليوم أبلغنا السلطات الإيرانية بموقفنا بوضوح، إذ بدلا من تحميل جهات خارجية مسؤولية الاضطرابات، عليهم أن يتحمّلوا مسؤولية أفعالهم والإصغاء لهواجس شعبهم".
وأضاف "سنواصل العمل مع شركائنا لمحاسبة السلطات الإيرانية عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان".
وسبق أن اتهمت إيران قوى خارجية بتأجيج التظاهرات. وتمّ الأسبوع الماضي توقيف تسعة مواطنين أجانب بينهم أشخاص من فرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا وبولندا.
وقتل 92 شخصا حتى الآن خلال التظاهرات بحسب "منظمة حقوق الانسان في إيران".
م.س/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)