"إثنَينِ الورود" - احتفالات كرنفالية "ذهبت مع الريح"
كثيرون في ألمانيا انتظروا بفارغ الصبر "إثنَينِ الورود" للرقص والغناء والاستمتاع بالعروض الكرنفالية. لكن سوء حالة الطقس، الذي صاحبته رياح وأمطار، أجبر العديد من المنظمين على إلغاء هذه العروض أو تقليصها بشكل كبير.
من الصعب على المرء في ألمانيا أن يتصور كرنفال "إثنَينِ الورود" (بالألمانية: Rosenmontag) بدون مواكب تتضمن عروضا كرنفالية ودمى وعربات مختلفة. بيد أن سوء الأحول الجوية، التي رافقتها رياح عاتية وأحيانا عواصف، أجبر العديد من المدن، وبينها معاقل الكرنفال ماينز ودوسلدورف، على إلغاء مختلف المواكب الكرنفالية.
البعض أصر على الاحتفال بالكرنفال، على غرار هذا الرجل المتنكر بملابس الهنود الحمر في دوسلدورف، والذي يحاول الصمود أمام الرياح. لكن كيف سيكون الأمر إذا ما سقطت أغصان شجر أو أجزاء من الدمى الضخمة، التي تنقلها العربات في مواكب الكرنفال على جمع من الناس؟ الخوف حول سلامة المواطنين دفع السلطات في ماينز ودوسلدورف إلى إلغاء المواكب الكرنفالية.
في مدينة دوسلدورف قرر المنظمون عرض بعض العربات التي تحمل تماثيل كاريكاتورية، بدلا من السير في مواكب في الساحات العامة. هذه العربة مثلا تحمل تمثالا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقد ابتلعتها موجة كتب عليها "موجة اللاجئين".
منظمو كرنفال دوسلدورف بقوا على عهدهم في نقد الأوضاع السياسية عبر السخرية اللاذعة: فهذه العربة التي تتضمن تمثالين باللون الأزرق ثم تمثالا باللون البني عبارة عن تصوير ساخر لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي تأسس قبل عامين كحركة احتجاجية على سياسة ألمانيا في منطقة اليورو، ليتحول بمرور الوقت إلى حزب يميني متطرف. فاللون البني يرمز في ألمانيا إلى التطرف.
في الواقع، من غير الصعب التعرف للوهلة الأولى عن الشخص المقصود بهذا التمثال الكاريكاتيري! وفي حال تعذر ذلك، فالإجابة هي: إنه المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، الذي كان أثار جدلا واسعا بتصريحاته الداعية إلى حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة.
هنا في مدينة ماينز بقيت العربات متوقفة في الصالات وعلى متنها أكياس وأكياس من الحلوى، التي كان من المقرر أن يلقيها المنظمون على الناس، الذين يقفون على حافة الطرق للتمتع بعروض مواكب الكرنفال. وطبعا السؤال هو ماذا سيفعل المنظمون الآن بتلك الحلوى؟
مدينة كولونيا تتحدى الطقس السيئ وتقرر السماح بمواكب الكرنفال ولكن بدون أحصنة ولا تماثيل كبيرة ولا لافتات أيضا. ورغم الرياح والأمطار خرج سكان، كعادتهم كل سنة، متنكرين وهذه المرة مسلحين بمظلات مطر للاحتفال بالكرنفال.
رغم الطقس السيئ، فإن البعض ينتظر هنا بفارغ الصبر مرور العربات متسلحا بملابس وأحذية تقي من البرد والأمطار على أمل أن يتمتع بعروض كارنفالية ممتعة وأن يحصل على قطع من الحلوى.
عمدة مدينة كولونيا هينريته ريكه بدورها لم تغب عن الكرنفال رغم الأمطار والرياح والبرد، حيث خرجت مرتدية ملابس كرنفالية زاهية لتحيي سكان المدينة وزوارها من أحباء كرنفال "إثنَينِ الورود".
ونظرا لما وقع في ليلة رأس السنة في كولونيا وكذلك الخوف من المخاطر الإرهابية الكامنة، تواجدت الشرطة في كولونيا بأعداد كبيرة لتأمين سير مختلف الفعاليات الكرنفالية ليوم "إثنَينِ الورود" في جو من الأمن والأمان.