Der Film 'Novemberkind' - DDR-Geschichte einmal anders
٢٢ نوفمبر ٢٠٠٨بعد تجاوز التجزئة السياسية الألمانية وإعادة توحيد ألمانيا في عام 1990 جابه المجتمع الألماني نوعاً من الصدام الفكري بين أبنائه الذين عاشوا في شطري ألمانيا الشرقي الشيوعي ووالغربي الرأسمالي. ودخلت إلى لغة الكلام المستخدمة يومياً مصطلحات مثل هذا شرقي "Osi" وهذا غربي "Wesi "، تدل على اختلاف النظرة إلى الكثير من الأمور.
لكن هذه العملية واكبتها حركة فنية على صعيد السينما والمسرح، عالجت بطريقة أو بأخرى الماضي الألماني الشرقي والصعوبات التي كانت تواجه الناس هناك. ويجد المخرج الشاب كريستيان شفوخوف، الذي عاش أيام طفولته وفتوته في ألمانيا الشرقية، يجد أن تصوير الواقع الذي كان سائدا في ألمانيا الشرقية لا يتم بشكل موضوعي وشمولي، ولا يتحدث إلا عن السلبيات. الأمر الذي دفعه إلى الخروج عن هذا التصوير وعن النموذج السينمائي الذي يقسم السينما الألمانية إلى شرقية وغربية.
"أبن نوفمبر" في سوق الغرائب
نجح المخرج الألماني الصاعد كريستيان شفوخوف في فيلمه الأول "أبن نوفمبر" في محاولته تصوير تاريخ ألمانيا الشرقية بطريقة جديدة، فقد أخرجه بأسلوب معبر يحرك المشاعر ويحث على التأمل في ماضي ألمانيا الشرقية بعمق وهدوء وصمت. عن هذا يقول المخرج الشاب في مقابلة مع دويتشه فيله: "أجد الطريقة التي يتم بها تصوير قصة ألمانيا الشرقية خالية من كل منطق ، فهناك برامج تلفزيونية لا تقدم عن ألمانيا الشرقية سوى صورة محدودة، إما على شكل سوق فيه كل أنواع الغرائب، أو في صورة بلاد قاتمة خالية من أي شيء آخر إلا من الناس الذين يستبد بهم الحزن ". ويضيف شفوخوف بالقول: "أنا لست من الذين يحنون إلى الشرق، ومع ذلك لدي شعور بأنني لا أستطيع من خلال كل تلك القصص التي تسرد عن ألمانيا الشرقية أن اكتشف مهد طفولتي من جديد".
وحين قرر شفوخوف تصوير فترة طفولته وفتوته في ألمانيا الشرقية، اختار طريقاً آخر بعيداً عن الأسلوب المتبع في غالب الأحيان والذي يصور ألمانيا الشرقية في قالب حزين في ظل جهاز أمن الدولة "الشتازي"، والممارسات التي تتم في هذا الإطار مثل الوشاية والرقابة والسجن. ويقول المخرج الشاب إنه كتب سيناريو الفيلم بالتعاون مع أمه، بعد جمع معلومات تاريخية وقصصاً على مدار سنوات عديدة، بحثاً عن موضوع يصلح أن يتم تطويره إلى قصة. ويضيف شفوخوف: "على حين غرة ظهرت شخصية إنغا، التي أرسلنها في رحلة". ويصف هذا الاكتشاف بأنه كان بالنسبة له ولأمه تجربة آسرة للمشاعر.
الاصطدام بالماضي في كل حين
يصور الفيلم قصة الفتاة إنغا، التي تصطدم بحقيقة ماضيها أينما حلت، حيث يُقال لها إن أمها قُتلت أيام ألمانيا الشرقية خلال محاولة للهرب من البلد الشيوعي. وعن قصة الفيلم يقول شفوخوف: "قصة الفيلم خيالية، لكن عملية البحث عن الهوية الفعلية بدأت بالنسبة إلى أبناء جيلي منذ حوالي ست سنوات، وذلك عندما لاحظنا أننا قضينا نصف حياتنا في ألمانيا الشرقية والنصف الآخر في ألمانيا الموحدة. فسيرة حياتنا تختلف عنها لدى من هم في عمرنا ممن ترعرعوا في ألمانيا الغربية، لهذا بدأ كل واحد منا بالتساؤل: من أنا في الحقيقة؟ هل أنا ألماني غربي ؟ أم شرقي؟ أم ألماني فقط؟".
رحلة الماضي القريب
وهكذا فإن فيلم شفوخوف هو رحلة إلى الماضي الألماني القريب، كما أن الفيلم يطرح تساؤلات ويبحث عن الأسباب ويصور الكيفية التي نظم الناس فيها حياتهم في تلك الأيام. وهذا يعني كما يقول شفوخوف أن الإنسان لم يكن يقف أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الانتهازية أو الهرب ويضيف المخرج الشاب معلقاً: "لا يصدقني أحد حين أقول لقد عشت طفولة في غاية السعادة وأن أبواي لم يمسسهما سوء خلال عيشتهما في تلك البلاد. لكنني لا استطيع أن أجيب بهذه الطريقة على السؤال عن ألمانيا الشرقية، بل أستطيع الإجابة على هذا السؤال من خلال تصوير قصص وحكايات عن تلك الفترة".