أولمبياد لندن 2012: ألعاب شعبية بمزاج لندني
٢٢ يوليو ٢٠١٢سُمح لتلاميذ المدارس والممرضات وفئات أخرى تمثل المجتمع البريطاني بحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012، من أجل تمثيل تنوع سكان الجزر البريطانية وإبداعهم وروح الدعابة لديهم. ويجب على اللجنة المنظمة تنسيق مشاركة قرابة 10 آلاف شخص في حفل الافتتاح في الملعب الأولمبي، من أجل أن يقدم العرض "صورتنا كأمة"، كما يقول المنظمون. وعلى الرغم من أن تفاصيل حفل الافتتاح يجب أن تبقى طي الكتمان حتى يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 27 تموز/ يوليو 2012، إلا أن المخرج داني بويل ألمح إلى تجسيد صورة ريفية، مكونة من 70 خروفاً و12 حصاناً وثلاث بقرات، ودجاج وإوز وثلاثة كلاب رعي.
وتقدر تكاليف حفل الافتتاح الفخم هذا أكثر من 33 مليون يورو، لكن بويل لا يطمح بذلك إلى الوصول إلى الفخامة التي رافقت حفلي افتتاح دورات سابقة في الصين او اليونان، فالألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012 ليست مخصصة للنخب الاجتماعية، وإنما للشعب عامة، كما يقول. وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان أوضح المخرج أنه يطمح إلى "إنسانية دورة الألعاب الأولمبية في سدني 2000"، التي سُميت في ذلك الوقت: "ألعاب الشعب".
تذاكر قليلة ومكلفة للغاية
ووفق بعض التقارير الإعلامية فقد تم بيع من خلال الإنترنت قرابة سبعة ملايين تذكرة من عددها الإجمالي البالغ 8.8 مليون تذكرة. وجزء من التذاكر المتبقية ويُقدر عدده بنصف مليون تذكرة معروض للبيع في السوق السوداء بأسعار باهظة للغاية. الأمر يبدو كنكتة بالنسبة لسكان لندن، فالمنافسات تجري في ديارهم، وهم لا يستطيعون تحمل كلفة تذاكر مشاهدتها.
وذلك لأن الطلب على هذه التذاكر أكبر من المعروض منها، كما يقول ممثل اللجنة المنظمة للرياضيين في أولمبياد لندن جوناثان ادواردز في حوار مع DW. ويضيف ادواردز بالقول: "هذا شيء عظيم بالنسبة للجنة المنظمة، ففي نهاية المطاف يعود ما مقداره 25 في المائة من العائدات من مبيعات التذاكر لها. وبالإضافة إلى ذلك فقد وعدنا لجنة التنظيم الدولية، بل وجميع الرياضيين من مختلف دول العالم، بأن الرياضيين سوف يتنافسون في ملاعب معبأة بالجمهور، وهذا ما سنحصل عليها".
ويشير ادواردز إلى أن منافسات دورة الألعاب الأولمبية ستصل الجماهير خارج الملاعب أيضاً، لكنه لا يريد في الوقت ذاته التقليل من خيبة أمل الناس، موضحاً أنه حتى بدون الحصول على تذكرة لمشاهدة إحدى المنافسات، يمكن مشاهدة الكثير من الفعاليات التي ستُقام في العاصمة البريطانية لندن. "يوجد برنامج ثقافي ضخم، ومهرجان لندن 2012 والكثير من الإمكانية للمشاركة في فقراتها".
مشاكل المرور أمر لا مفر منه
توافر التذاكر في جانب، والفوضى المرورية التي يتوقع أن تغص بها العاصمة لندن في جانب آخر، يتخوف منه الكثير من اللندنيين. في حزيران/ يونيو الماضي نصح غاريت ايمرسون سائقي السيارات بالابتعاد عن مركز المدينة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بأي حال من الأحوال. وقال رئيس منظمة "النقل في لندن"، والمسؤولة عن نظام المرور في العاصمة لندن، ستبدأ الكثير من الاختناقات المرورية قبيل افتتاح الدورة، محذراً بالقول: "ستكون لندن مليئة بالسيارات والناس". وبحسب ايمرسون ستكون هناك أكثر من ثلاثة ملايين رحلة إضافية خلال الدورة، إضافة إلى أن الصحافيين والرياضيين سيصلون لندن قبل انطلاق الدورة، "لذلك سيكون من الطبيعي أن يغص مركز المدينة بالاختناقات المرورية".
ويوصي المسؤولون عن حركة المرور في لندن سائقي السيارات بشكل خاص تجنب طريق "شبكة الطرق الأولمبية"، التي تمتد لـ 175 كلم، فطوال ستة أسابيع على الأقل سيتم تحويل مناطق واسعة من المدينة إلى مناطق يُحظر فيها مرور السيارات العادية، غير تلك التي تقل المنظمين والرياضيين والشخصيات المهمة، وهو ما يُذكر ربما ببعض طرقات العاصمة موسكو في العهد السوفيتي، حيث كانت بعض الطرق مخصصة لمرور سيارات كبار المسؤولين، المسماة بـ ZIL
سائقي سيارات الأجرة في لندن غاضبون من حرمانهم من استخدم طرقات الـ ZILهذه، خوفاً على عملهم. "إن الألعاب الأولمبية سوف تؤثر علينا كثيراً. همنا الأول هو الاستخدام الكامل لطرقات الـ ZILوشبكة الطرق الأولمبية"، كما يقول ستيف ماكنمارا، المتحدث باسم رابطة سائقي سيارات الأجرة المرخصة في لندن، في حوار مع DW. ويضيف ماكنمارا بالقول: "بالإضافة إلى ذلك، يتم حظر المرور في كل الطرقات الرئيسية في لندن، أي بطول 38 ميلاً".
الغضب هو على الأرجح لا مفر منه عندما تقوم أي مدينة بتنظيم مثل هذا الحدث العالمي الضخم، لكن رغم ذلك فإن الألعاب حين تبدأ سوف تغير من مزاج اللندنيين بالتأكيد.
غابريل بورود/ نينا-ماريا بوتس/ عماد غانم
مراجعة: يوسف بوفيجلين