أول جمعية ألمانية تركية للكرنفال تنال إعجاب الجمهور
١٧ فبراير ٢٠١٢يعيش رولف روزنكرانتس (62 عاما) في مدينة "نويس" في شمال غرب ألمانيا ويعمل في مجال إدارة المؤسسات المتعثرة أو ما يعرف بـ"إدارة قضايا الإفلاس"، وهو من محبي أنشطة الكرنفال التي تقام سنويا في منطقة الراين الوسطى والسفلى في ألمانيا، وهي منطقة تضم في معظم مساحتها مناطق في ولايتي رينانيا الشمالية ووستفاليا وراينلاند بفالتس. ويضع رولف أغنية كرنفالية نغمة لجواله طوال العام يسمعها هو ومن حوله مع كل اتصال هاتفي يتلقاه. ويزداد عدد هذه الاتصالات الهاتفية في الفترة الحالية بصفة خاصة، لأن رولف أسس ولأول مرة جمعية ألمانية تركية لمحبي الكرنفال.
11 عضوا بينهم سبعة أتراك ينشئون الجمعية
كانت فكرة هذه الجمعية تراوده هو وصديقه التركي رمضان ياغان منذ مدة طويلة، لكنهما لم يجعلاها ترى النور إلا منذ قريب بعدما اختيرت ابنة رولف في دوسلدورف العام الماضي أميرة للكرنفال. وقامت الابنة، حسبما يفرض عليها اللقب، بتنظيم محاضرات ولقاءات، ومن هنا أصبح موضوع الكرنفال حاضرا بقوة على جدول الأعمال اليومي لرولف روزنكرانتس، الذي قال لدويتشه فيله: "روادتنا فكرة إنشاء جمعية كرنفالية من جديد، وفعلا قمنا بإنشائها في نوفمبر تشرين الثاني 2011."
قبل إنشاء الجمعية الكرنفالية أخذ الصديق التركي رمضان يجس نبض معارفه بشأن الموافقة عليها، كما قام رولف بالحديث مع معارفه أيضا، وسرعان ما بلغ عدد المؤيدين لإنشاء الجمعية 11 فردا بينهم ثلاثة ألمان وسبعة أتراك (ستة رجال وامرأة واحدة)، إضافة إلى صديق مقدوني. في ألمانيا يجب أن يبلغ عدد من يريدون تأسيس جمعية سبعة أفراد على الأقل. وكان الأصدقاء يريدون تسجيل الجمعية يوم 11/11/2011، لكن ذلك لم يحدث بسبب وجود بعضهم في إجازة، لكنهم سجلوها على كل حال في نهاية شهر نوفمبر.
عقبات ما قبل التأسيس
كان رولف ورمضان على علم تام بأن العقبات التي تواجه الأجانب في ألمانيا للاشتراك في جمعية كرنفالية كثيرة . ويرغب رولف بهذه الخطوة حسب وجهة نظره في "أن يقلل من هذه العقبات، وأن يساعد الناس حينما يرون أعضاء أتراك أو برتغاليين أو كرواتيين أو مقدونيين في جمعية الكرنفال الألمانية التركية"، ويضيف "أن هذا أسهل للأجانب من الانضمام إلى جمعية ألمانية محضة." وقد بلغ عدد أعضاء الجمعية حتى الآن 40 عضوا. ولن تنظم جمعية الكرنفال الألمانية التركية فعاليات في كرنفال هذا العام، إذ سيحاول أعضاؤها هذه المرة التعرف على الكرنفال من داخله، لذلك يقوم الأعضاء بزيارة جمعيات كرنفالية أخرى والمشاركة في اجتماعاتها.
ترحيب من قبل الجمعيات الألمانية
ويعرب رمضان ياغان (48 عاما) عن انبهاره بالود والترحاب اللذين لقيهما من قبل أعضاء جمعيات كرنفالية ألمانية. ويقول إنهم يجلسون ويغنون ويتناولون الجعة سويا. ويضيف رمضان "إنهم يستقبلونا بمنتهى التسامح، ويدمجونا في برامجهم ويطلبون منا الصعود إلى المسرح ويمنحوننا أوسمة ونياشين.
ولا يريد رولف ورمضان البقاء على رأس جمعية الكرنفال الألمانية التركية إلى الأبد، ويتمنون أن يأتي من يحل محلهما. ويقول رمضان الذي يعمل مستشارا لشركات مختلفة، ومعظم زبائنه من الأتراك: "ربما نكون قد أرسلنا إشارة إلى الناس في ألمانيا ليأخذوا نموذجنا، ويؤسسوا جمعيات أخرى، وهذه مسألة ستسعدنا كثيرا."
"وسائل الإعلام تركز على القلة القليلة"
ويريد رمضان تحقيق شيء آخر من خلال الجمعية، ويقول "ربما تدعونا جهات سياسية، وعندها يمكننا أن نقدم شيئا إيجابيا، فنحن كبرنا وترعرعنا هنا، ونشعر بأننا في بلدنا، فألمانيا هي مركز حياتنا." ويعتبر هذا التركي المحب للكرنفال أن هناك أقلية قليلة غير مندمجة من الأجانب تركز عليها وسائل الإعلام بنظرة سلبية جدا. وبتأسيسهما أول جمعية كرنفال ألمانية تركية استطاع رولف ورمضان أن يجعلا وسائل الإعلام تتحدث عنهما بإيجابية.
أرنه ليشتنبيرغ/ صلاح شرارة
مراجعة: أحمد حسو