أوكرانيا تؤكد أن هجومها المضاد "بات وشيكا"
٢٨ أبريل ٢٠٢٣أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم الجمعة (28 أبريل/ نيسان 2023)، أن الاستعدادات للهجوم الأوكراني المقرر خلال فصل الربيع الذي تم الكشف عنه منذ فترة طويلة، أوشكت على الاكتمال.
وقال ريزنيكوف في مؤتمر صحفي في كييف إنه "بشكل عام، نحن مستعدون بالفعل بنسبة كبيرة"، ومع ذلك، لم يكشف عن تفاصيل محددة لأسباب أمنية.
وتدافع أوكرانيا عن نفسها ضد الغزاة الروس منذ أكثر من 14 شهرا. ومن شأن هجوم أوكراني مضاد بدعم من معدات غربية متطورة أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة.
وتؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شنّ هجوم حاسم لعكس مسار الغزو الروسي وتحرير نحو 20% من الأراضي - بما في ذلك شبه جزيرة القرم - الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية.
ولمساعدتها، زودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس.
ورحب وزير الدفاع الأوكراني الجمعة بوصول مدافع سيزار إلى بلاده مرسلة من الدنمارك، من دون أن يحدد عددها. وكانت كوبنهاغن وعدت في شباط/فبراير بتسليم كييف 19 من هذه المدافع الفرنسية الصنع.
وقال ريزنيكوف إن أوكرانيا تلقت الكثير من المعدات الحديثة، وإن التدريب على بعض المعدات الغربية مستمر. ومع ذلك، فإنه بالنسبة لبعض أنظمة الأسلحة لم يكتمل بعد تدريب الجنود الأوكرانيين عليها، ولكن بعد ذلك، سيتم تجميع الجنود مع وسائل التكنولوجيا العسكرية في مكان الانتشار. وقال ريزنيكوف: "بمشيئة الرب، إذا كان الطقس مناسبا ووافق ذلك قرار القادة، فسنقوم به".
ويتدرب الآلاف من القوات الأوكرانية في الغرب على استخدام معدات عسكرية مختلفة في ساحة المعركة.
وكان ريزنيكوف قد حذر أمس الخميس، من الآمال العريضة المتوقعة من الهجوم المضاد. وأعرب ممثلو الحكومة عن توقعاتهم باستعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بالفعل في عام 2014، في غضون فصل الصيف المقبل أو بحلول نهاية العام على أقصى تقدير.
من جانبها، حشدت روسيا آلافا من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها استكمال احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.
رئيس أوكرانيا يدين "ليلة رعب روسية"
وفي سياق متصلأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة عبر موقع تويتر ما وصفه بأنه "ليلة رعب روسية"، عقب وابل من الهجمات الصاروخية الروسية.
وكتب زيلينسكي، بصورة منفصلة، عبر تطبيق تليجرام: "يواصل الغزاة إثبات أن الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو الرعب والقضاء على الأوكرانيين، وكل ما هو أوكراني".
وقال الرئيس إن 10 مبان سكنية تعرضت للقصف بمدينة أومان، بمنطقة تشيركاسي، في وسط أوكرانيا، ولاحقا نشر صورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الدمار. وكتب عبر موقع تويتر "توفي سبعة أشخاص حتى الآن وهناك جرحى" إثر الدمار الذي لحق ببرج سكني.
وحتى الآن قتل 20 شخصا في هذا المبنى بحسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الداخلية. وبحسب التقرير، جرى انتشال مزيد من الجثث من تحت أنقاض مبنى دُمِرَ جزئيا.
بوتين يوقع قرارا يمهد الطريق للترحيل
من جهته وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة قرارا يمهد الطريق لمنح من يعيشون في مناطق من أوكرانيا خاضعة لسيطرة موسكو الجنسية الروسية، إلا أن هذا يعني أن من يرفضون أو لا يقننون أوضاعهم سيواجهون احتمال ترحيلهم.
ويشمل القرار أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها جزء من أراضيها وتسيطر عليها بشكل جزئي، وهي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا. وتقول كييف إنها ستستعيد المناطق الأربعة وتتهم موسكو بمحاولة ترهيب مواطنيها لقبول الجنسية الروسية.
الأمم المتحدة تندد بالعنصرية ضد الأوكرانيين
وفي شأن ذي صلة ندّدت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري الجمعة بانتشار الأفكار النمطية العنصرية ضدّ الأوكرانيين في روسيا، خصوصاً في وسائل الإعلام الحكومية. وشجبت حقيقة أنّ التجنيد الإلزامي في روسيا يطال "بشكل غير متناسب" الأقليات العرقية.
خلال جلستها الأخيرة التي عُقدت في الأسابيع الماضية في جنيف، قامت هذه اللجنة المؤلّفة من 18 خبيراً مستقلاً، بدراسة الوضع في روسيا، في الوقت الذي يجب أن تخضع فيه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، لهذا الإجراء بشكل منتظم.
وقالت اللحنة في الخلاصات التي توصّلت إليها بشأن روسيا إنّها "قلقة للغاية... من التحريض على الكراهية العنصرية وانتشار الأفكار النمطية العنصرية ضدّ ذوي الأصول الأوكرانية، خصوصاً في الإذاعة والتلفزيون العامين، وعلى الإنترنت وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك من قبل شخصيات عامّة ومسؤولين حكوميين".
كذلك، استنكرت "نقص المعلومات عن التحقيقات والملاحقات والإدانات والعقوبات" التي قد تُتخذ بشأن هذه الأفعال، داعية موسكو إلى اتخاذ تدابير لمراقبة خطاب الكراهية هذا ومكافحته.
وأعربت اللجنة عن قلق عميق إزاء التقارير التي تتحدّث عن "التعبئة والتجنيد الإلزاميين"، في كلّ من روسيا والاقاليم الأخرى التي تسيطر عليها، و"اللتين تؤثّران بشكل غير متناسب على أفراد الأقليات العرقية، بمن فيهم السكان الأصليون". وطالب خبراء الأمم المتحدة موسكو بوضع حدّ لهذه الممارسات.
هـ.د/ ص.ش ( د ب أ، أ ف ب، رويترز)