IV Avi Primor
٦ مايو ٢٠٠٨تحتفل إسرائيل في الرابع عشر من أيار/مايو عام 2008 بالذكرى الستين لقيام الدولة. غير أن الدولة العبرية تعتبر نفسها، بعد 60 عاما من تأسيسها في عام 1948، تواجه خطرا يهدد وجودها. كما أن علاقاتها مع الفلسطينيين والعرب ما تزال متوترة، حيث يستمر الصراع بين الجانبين ويبدو السلام بينهما هدفا بعيد المنال. موقعنا أجرى بهذه المناسبة لقاء خاصا مع سفير إسرائيل السابق في ألمانيا (1993-1999) آفي بريمور الذي اشتهر أيضا ككاتب في المشهد الإعلامي الألماني بتركيزه على العلاقات الألمانية الإسرائيلية، ولكم نص المقابلة:
دويتشه فيله: في رأيكم كيف يمكن الوصول إلى تحقيق عملية السلام في الشرق الأوسط، وما مدى تفاؤلكم بهذا الأمر؟
أفي بريمور: في رأيي إن عملية السلام ليست فقط ممكنة، لكن الطريق إليها طريق واحد ومعروف. والدليل هو ما يحدث منذ عام 2000، فيما يتعلق باللقاء بين ياسر عرفات والرئيس الأمريكي السابق كلينتون في قمة كامب ديفيد والمشروع الذي اقترحته السعودية عام 2002 لإحلال السلام. فمنذ ذلك الحين بدأ بالفعل التعايش بين العالم العربي وإسرائيل.
وفي الواقع، نجد أن كل الخطط المقترحة متشابهة وإن اختلفت في بعض تفاصيلها. ومبدأ هذه الخطط الأساسي يكمن في اعتراف الدول العربية بإسرائيل والتعامل معها، وإزالة المستوطنات من الجانب الإسرائيلي، ولكن لا يجب أن يتم ذلك وفقاً لحدود ما قبل عام 1967. كما أنه لابد أن يكون هناك توزيع ديموغرافي للسكان. لقد فاز أولمرت في الانتخابات لأنه أكد أكثر من مرة على أنه سيفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن المشكلة تكمن في رأيي في أن كل من الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية ضعيفة وتحتاج إلى المساندة الشعبية للبقاء في الحكم. وإذا ما أجريت اليوم انتخابات مجددة، فستخسر الحكومة. أعتقد أن القضية لا تكمن في وضع خطة لحل الأزمة، ولكن تكمن في تنفيذ تلك الخطة على أرض الواقع.
ما هو السبب في الفشل المتكرر في تنفيذ تلك الخطة على أرض الواقع، مادام الحل معروفاًًًًً ومتفق عليه؟
الكل يتحدث عن السلام، لكن ما معنى السلام؟ وما هو السلام؟ الفكرة لا تكمن في السلام، فعلى مر التاريخ تتفق الشعوب وتختلف وتحارب بعضها البعض ثم تعقد المعاهدات ثم تخل بتلك المعاهدات فتعود للحرب ثانية. فالقضية لا تكمن في السلام، بل في توفير الأمن للشعب.
لقد غيرت السعودية موقفها تجاه إسرائيل وبدأت تبحث عن مساندة عملية السلام وذلك لتتمكن من التفرغ لمواجهة إيران. فالسعودية سنية وإيران شيعة. لقد وجدت السعودية أنها لا يمكنها أن تحارب في أكثر من جبهة، كما أنها لا تريد أن تخسر السلطة الدينية السنية في العالم الإسلامي.
وفي رأيكم ما هو الدور الذي تلعبه أمريكا لدفع عملية السلام؟
أمريكا لا تسعى إلى المساعدة بشكل جدي وذلك لأسباب سياسية داخلية، فمعظم الأمريكيين يظنون أن الدنيا لا تخرج عن نطاق الولايات المتحدة الأمريكية. بالطبع لكل قاعدة استثناء. لكن هؤلاء الذين يملكون الوعي بما يحدث خارج أمريكا لا يتعدون 10 بالمائة، وحتى ما تعرضه قناة "سي.ان.ان" في الولايات المتحدة يختلف تماماً عما تعرضه في أوروبا، ولذلك فأنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة تريد بالفعل إحلال السلام في المنطقة، فهي لا تهتم كثيراً بها طالما الأمر غير متعلق بالناخبين. فكل ما يهم الحكومة الأمريكية في النهاية هو البقاء في السلطة.
بالإضافة إلى الأمريكيين المتدينين المتشددين، وبوش أحدهم، فهم يريدون مساعدة إسرائيل فقط لتبقى موجودة وتتحقق نبوات الإنجيل في رأيهم ويعود المسيح إلى إسرائيل. وهذا هو الجانب الذي يحب اليهود سماعه. أما الجانب الآخر الذي يرفضونه فهو ما سيحدث بعد أن يأتي المسيح، لكن هذه قصة أخرى. اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ليس بتلك القوة التي يظنها معظم الناس. ولذلك فأنا لا أنتظر الكثير من الجانب الأمريكي، وأمريكا لم تساعدنا عندما بدأت الدولة اليهودية، ولكن الناس سرعان ما ينسون.
وماذا عن الدور الأوروبي؟
أرى أن أوروبا هي الأمل الآن لحل المشكلة، ودور أوروبا هو الدور الأهم، وأوروبا يجب أن تتخذ موقفاً أكثر فعالية، وترسل قوات لتدفع عملية السلام بالفعل وليس فقط لتراقب الحدود. وعندما نتحدث عن أوروبا، فنحن نتحدث عن ألمانيا وفرنسا، وقد وافقت فرنسا بالفعل، لكن ألمانيا لم توافق بعد.
رأيي هو رأي الأقلية، ولكني لست الوحيد المقتنع بهذا الأمر، والقوة الوحيدة التي يمكن الآن أن تحرك الأمور هي الاتحاد الأوروبي. أقوم ببعض الأنشطة لذلك لي أيضاً مجموعة من المعارف والعلاقات.
آفي بريمور: سفير إسرائيل السابق في ألمانيا (1993-1999) وكاتب، اشتهر في المشهد الإعلامي الألماني بالتركيز على العلاقات الألمانية الإسرائيلية.