020909 EU Flüchtlinge
٤ سبتمبر ٢٠٠٩هناك تقديرات مختلفة لعدد اللاجئين الذين يتدفقون على القارة الأوروبية، كما توجد طرق مختلفة برية وبحرية يسلكونها للوصول إلى هدفهم المنشود بالوصول إليها. وكان مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون القانونية سابقا فرانكو فراتيني الذي يتولى حاليا منصب وزير الخارجية في بلده إيطاليا، طالب في عام ألفين وخمسة بالتصدي للاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وفي هذا السياق طالبها أيضا بإظهار تضامنها حيال ما وصفهم باليائسين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
حاجة ملحة لإعادة توطين اللاجئين
أما المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية جاك بارو فدعا دول الاتحاد للعمل بشكل أقوى من أجل إعادة توطين اللاجئين في هذه الدول وخارجها. وهو يرى بأنه يجب تخفيف الأعباء الواقعة على مالطا واليونان وقبرص وإيطاليا وأسبانيا، لاسيما وأن هذه الدول الواقعة في الجزء الجنوبي من القارة تغص بعدد من اللاجئين يفوق طاقتها. لكن هذه النداءات لم تلق إلا استجابة ضعيفة من الدول الأوروبية الأخرى.
إن دول الاتحاد الأوروبي ما زالت تتعامل بشكل منفصل فيما يتعلق بملف اللاجئين. ورغم إنشاء وكالة مشتركة بينها لحماية الحدود، إلا أن دورها يقتصر فقط على التنسيق، فهي لا تملك المعدات اللازمة كما أن التمويل المخصص لها هزيل للغاية.
"أوروبا قارة لجوء وعليها أن تبقى كذلك"
ينصب الهم الأكبر لدول الإتحاد الأوروبي بشكل أساسي في منع وصول اللاجئين إلى أراضيها. أما السبيل الذي تتبعه لتحقيق هذا الهدف فهو تشديد الرقابة على الحدود والتنسيق فيما بين الدول الأوروبية بحسب وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله. وكما يرى المنتقدون فإن تعاطي دول الاتحاد الأوروبي مع ملف اللاجئين يقوم على إستراتيجية صدهم وإبعادهم، الأمر الذي دفع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتارس عام 2006 إلى مطالبة الاتحاد بمزيد من الانفتاح. وكما يقول المفوض الأممي فإن الهدف الأمثل هو توفير حماية أفضل إلى جانب محاولة البحث عن حلول دائمة في البلاد التي يأتي منها اللاجئون. لكنه يرى من جانب آخر أن هذا لا يجب أن يأتي على حساب مسؤولية أوروبا تجاه طالبي اللجوء، فهو يعتبر بأنها قارة لجوء، وعليها أن تبقى كذلك.
"ايطاليا تضع الكل في سلة واحدة"
وفي سياق الإطلاع على أوضاع اللاجئين قام النائب في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني فولفغانغ كرايسل دورفلر بزيارة إلى جزيرة لامبادوسا الإيطالية المكتظة باللاجئين الذين يصنفون- كما يقول- منذ البداية كمهاجرين غير شرعيين. وهو ينتقد السلطات المعنية لقيامها بوضع كل اللاجئين في سلة واحد، دون تمييز بين الفئات المختلفة من لاجئين اقتصاديين وبين طالبي اللجوء الذين يحق لهم الحصول على اللجوء السياسي.
إن الدول الأوروبية التي تشكو الآن من كثافة أعداد النازحين وطالبي اللجوء فيها، والتي تطالب الآن الدول الأخرى التضامن معها، "لم تحرك ساكنا عندما كان كاهل ألمانيا ينوء تحث ثقل موجة الهجرة إليها في التسعينيات، حيث كان المعدل السنوي لأعداد اللاجئين إلى ألمانيا يُقدر بـ 280.000 لاجئ" كما يقول النائب الاشتراكي الألماني. وأخيرا وبالنظر إلى كل الاختلافات القائمة حاليا بين الدول الأوروبية وتقييمها المتباين لقضية الهجرة، يمكن القول بأن الاتحاد الأوروبي يبدو بعيدا كل البعد حتى عن موقف موحد بين دوله حيال التعامل مع هذه القضية.
الكاتب: كريستوف هازلباخ/ نهلة طاهر
مراجعة: ابراهيم محمد