أوروبا تتنفس الصعداء بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات في اليونان
١٨ يونيو ٢٠١٢بدأ حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ في اليونان اليوم (الاثنين 18 يونيو/ حزيران 2012) محاولته لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فوزه بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية، ما يجنب بلاده الخروج من منطقة اليورو. وينظر إلى الانتخابات البرلمانية اليونانية على أنها استفتاء حول إجراءات التقشف الصارمة التي يشترطها مقدمو حزمة الإنقاذ المالي لليونان، وكان العديد من الخبراء عبروا عن قلقهم من أن يسبب خروج اليونان حالة من الذعر في منطقة اليورو.
التقشف طريق الإصلاح
وفي برلين اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مساء الأحد أن اليونان ستحترم التزاماتها الأوروبية في مجال الإصلاحات. وأجرت ميركل اتصالا مع بانتونيس ساماراس و"هنأته على النتيجة الجيدة التي حققها في الانتخابات" بحسب بيان للحكومة الألمانية. وأبلغت المستشارة ساماراس "أنها تنطلق من مبدأ أن اليونان ستحترم التزاماتها الأوروبية". أما وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله فقال إن الناخبين اليونانيين ابدوا استعدادهم "على مواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والضريبية العميقة في البلاد". أما زميله وزير الخارجية غيدو فسترفيله ففتح الباب لمناقشة "المهل المناسبة لتنفيذ الإصلاحات في اليونان". ويدعو ساماراس إلى تمديد هذه المهلة سنتين حتى نهاية العام 2016.
وأعرب رئيسا الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن ارتياحهما لفوز اليمين اليوناني الذي يتوقع أن يتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي مؤيد لليورو. وأعلن المسؤولان في بيان مشترك "سنستمر في دعم اليونان بصفتها احد أعضاء عائلة الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو". وأكدت المفوضية الأوروبية على ضرورة حفاظ اليونان على الشروط الخاصة بضغط النفقات. وفي مقابلة مع صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الصادرة اليوم قال يانوستس ليفاندوفسكي المفوض الأوروبي لشؤون الموازنة "نرغب في المساعدة وفي إبقاء اليونان داخل منطقة اليورو، لكننا طبقنا أكبر قدر من المرونة مع أثينا" مشيرا إلى أن أوروبا نزلت عند رغبة أثينا إلى حد بعيد للغاية.
طمأنة الأسواق
من جهته أعلن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أن القادة الأوروبيين أعضاء مجموعة العشرين عقدوا مؤتمرا عبر الهاتف الأحد لبحث نتائج هذه الانتخابات وتنسيق المواقف الأوروبية قبل القمة، علما أن اسبانيا ليست من أعضاء مجموعة العشرين رسميا غير أنها تدعى لحضور جميع قممها. وفي سياق متصل أعرب صندوق النقد الدولي الذي يلعب دورا كبيرا في خطط مساعدة اليونان، عن استعداده للدخول في محادثات مع حكومة أثينا الجديدة.
ويفترض أن يؤدي فوز اليمين المؤيد لليورو في الانتخابات اليونانية إلى طمأنة الأسواق المالية التي ستنتظر تشكيل حكومة ذات مصداقية للخروج من الوضع الحالي الذي يتسم بالغموض. وتؤكد المؤشرات على الرغبة في مد اليد إلى أثينا. فقد أعربت ألمانيا عن استعدادها للتباحث في مهل تطبيق الإصلاحات. كما أن الجدول الزمني يبدو مواتيا لأنه يتزامن مع انعقاد اجتماعات لمجموعة العشرين ودول منطقة اليورو بالإضافة إلى اجتماع بين فرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا الأسبوع المقبل قبل قمة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أواخر حزيران/يونيو.
من جهة أخرى رحبت الصين بنتائج الانتخابات اليونانية مؤكدة أهمية استمرار اليونان في منطقة اليورو. وقال نائب وزير المالية الصيني شو جوانجياو للصحفيين في مدينة لوس كابوس المكسيكية قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين "نعتقد أن اليونان يجب أن تبقى في منطقة اليورو من أجل الحفاظ على تكاملها واستقرارها". وأضاف "نأمل أن تكون الحكومة الجديدة واقفة على أقدام ثابتة وقادرة على الحفاظ على الاستقرار"، مضيفا أن بكين تؤمن بقدرة أوروبا على تجاوز أزمتها المالية.
(ح.ز/ رويترز/ أ.ف.ب/ د.ب.أ)
مراجعة:ابراهيم محمد