أوراق الدعم تتساقط من حول لوف والطلب يزداد على كلوب
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠منذ أن تولى يوآخيم لوف قيادة المنتخب الألماني لكرة القدم بعد استقالة يورغن كلينسمان في ختام نهائيات مونديال 2006، كان أكبر إنجاز حققه لوف إلى غاية اللحظة، لقب مونديال البرازيل 2014. في تلك البطولة العالمية كتب لوف تاريخا جديدا للكرة الألمانية، وكان فوز المانشافت على البرازيل بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم عنوانه الأبرز.
منذ ذلك الحين وإلى اليوم دخلت مسيرة لوف وبثبات في خريف طويل لم يعد جمهور الكرة الألمانية قادرا على تحمله. فلم يكف الخروج المذل من مونديال روسيا 2018، وما تمخض عنه منإقصاء المانشافت أولا من منافسات دوري الأمم الأوروبية لولا تدخل اليويفا، حتى جاءت خسارة تاريخية أمام فريق إسبانيا بنصف دزينة أهداف في مرمى مانويل نوير، الذي هو بالأصل من أفضل حراس المرمى في العالم.
بعد "الفاجعة" كما وصفتها صحف ألمانية، وفي حركة استباقية، سارع الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى دعم مدربه الذي يعمل تحت لواءه منذ 14 عاما مشددا أن لوف "باقٍ" ويحظى بدعم غير مشروط. جملة ترددت في السنوات الأخيرة لكن هذه المرة وبالتأكيد لم يعد وقعها قادرا لا على إسكات أصوات وازنة في الساحة الكروية ولا على إرضاء جمهور المانشافت، ناهيك عن إقناع الصحافة المحلية التي منحت "شهادة فشل ذريع" للمؤسسة الكروية الرسمية ومنتوجها "المانشافت" بحلته العصرية.
منذ المباراة الأخيرة أمام إسبانيا قبل ستة أيام، ينضاف اسم جديد إلى قائمة رموز الكرة ممن ينصحون لوف وإن وبشكل غير مباشر على التخلي عن منصبه. ويتعلق الأمر برودي فولر مدير نادي ليفركوزن، المعروف عنه خطابه الديبلوماسي الشديد. لكن هذه المرة حتى وإن احتفظ به إلا أنه يحاول إخفاء رأيه في حواره مع قناة "سكاي 90" قائلا: "أعتقد أنه يمكن للوف مواصلة العمل لكن لمدة وجيزة، حتى يأخذ عنه يورغن كلوب" مدرب ليفربول.
للإشارة، في الأيام القليلة الماضية رُفعت الأصوات وبقوة بتكليف مدرب دورتموند السابق بقيادة سفينة المنتخب، وهو ما ردّ عليها كلوب بنفسه، عبر التأكيد على أن عقده مع النادي الإنجليزي مستمر إلى غاية موسم 2024 وبالتالي هو "غير متوفر حاليا". لكن هذا التصريح بالطبع لن يثن أحدا في الداخل الألماني برفع هذه "المطالب" باعتبار بأن كلوب "الأنسب" راهنا وفق قناعات نساء ورجالات الكرة الألمانية.
ولربما كان ما قاله رودي فولر في حواره المذكور مع سكاي 90، الأبلغ على الإطلاق معتبرا أن مدرب ليفربول "من المدربين القلائل جدا ممن له القدرة على حسم متى يمكنهم تولي منصب الإدارة الفنية للاتحاد"، ما يعني أنه ضمن فئة المدربين الذين بيده قرار تولي تدريب المانشافت وليس الاتحاد.
أمام هذا اللغط ومع اشتداد الضغط، أصدر الاتحاد الألماني صباح الاثنين (23 نوفمبر/ تشرين الثاني) بيانا صحفيا، تمّ فيه الإعلان عن أن الرابع من الشهر القادم سيشهد اجتماعا لمناقشات بشأن "الوضع الحالي للمنتخب الأول ومستقبل مديره الفني يواخيم لوف"، في خطوة تظهر أن "الدعم غير المشروط" أصبح موضوع نقاش، ووفق ذات البيان سيتم في الموعد المذكور "تقديم التفاصيل بشأن المناقشات التي جرت وكذلك الخطوات المقبلة".
و.ب