أوباما يعلن عن بدء "فصل جديد" في العلاقات بين أمريكا والعراق
١٢ ديسمبر ٢٠١١وعد الرئيس الاميركي باراك أوباما الاثنين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بان تبقى الولايات المتحدة "شريكا قويا ودائما" لبغداد بعد انسحاب آخر جندي أميركي من العراق بحلول نهاية هذا الشهر. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي في البيت الابيض "في وقت نضع نهاية لهذه الحرب, وفي وقت يواجه العراق مستقبله, على العراقيين أن يعلموا أنهم ليسوا لوحدهم. ان الولايات المتحدة شريك قوي ودائم لكم". وأشار أوباما الى أنه "بعد حوالي تسع سنوات ، تنتهي الحرب في العراق الشهر الجاري"، موضحا في الوقت نفسه أن العلاقة الجديدة سترتكز على "المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل".
وأشار أوباما الى أن اخر الجنود الاميركيين سيغادرون العراق بحلول نهاية هذا الشهر "مرفوعي الرؤوس وبشرف". وقال أوباما "بعد نحو تسعة أعوام, فان حربنا في العراق تنتهي هذا الشهر". وفي واشنطن حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما "دولا اخرى" لم يسميها من أي "تدخل" في شؤون العراق بعد انسحاب الجنود الاميركيين من هذا البلد، مشددا على أهمية "احترام سيادة العراق".
من جانبه قدم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاثنين "الشكر" للولايات المتحدة مع قرب انتهاء انسحاب القوات الاميركية، مشددا على أن "الالتزام المشترك" بين البلدين هو الذي أنهى الحرب. وقال المالكي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الاميركي أوباما في ختام لقائهما في البيت الابيض "نقدم الشكر والتقدير على ما قدمتم والتزمتم به". واعتبر أن هذا الانسحاب "يؤشر على النجاح وليس كما أراد أن يصوره البعض سلبيا".
تدخل أمريكي في العراق بتكلفة كبيرة
وأطاح اجتياح العراق الذي قاده الرئيس الجمهوري جورج بوش بدون تفويض من الامم المتحدة, في اذار/مارس 2003 بنظام صدام حسين الذي كان يشتبه في أنه يمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل تبين بعد ذلك عدم وجودها إطلاقا, واعدم صدام في كانون الاول/ديسمبر 2006. وانتقد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما بشدة تلك الحرب قبل توليه السلطة لكن تعين عليه ان يدير انعكاساتها خصوصا تكاليفها المالية الضخمة التي ساهمت في تعميق العجز في الميزانية وديون البلاد. ولم يبق في اربعة قواعد عراقية سوى ستة الاف عسكري يعملون في وزارة الدفاع الاميركية بعد ان كانوا 170 الفا وعدد قواعدهم 505 خلال 2007 و2008. ويفترض ان يسلموا مهامهم بحلول 31 كانون الاول/ديسمبير الى عناصر قوات الامن العراقية وعددها 900 الف والتي تعتبر قادرة على الرد على التحديات الداخلية، لكنها لا تستطيع حتى الان الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه الاقليمية. وستترك الولايات المتحدة هناك 157 عسكريا و163 مدنيا متعاقدا مع العسكر لتدريب القوات العراقية برعاية سفارتهم في بغداد.
مخاوف من المستقبل الأمني للعراق
وقد أبدى العديد من النواب الجمهوريين مؤخرا مخاوف بشان امن العراق ونفوذ الجارة ايران بعد رحيل القوات الاميركية، بينما تظل البلاد تعاني من العنف، كما تشير الى ذلك سلسلة اعتداءات استهدفت زوارا شيعة وأسفرت عن سقوط 28 قتيلا في اسبوع. وفي ال 22 تشرين الثاني/نوفمبر أعلن مستشار الامن القومي لدى اوباما توم دونيلون ان محاولات ايران التدخل في شؤون العراق فشلت حتى الان، واكد انه حتى بعد سحب قواتها ستظل الولايات المتحدة "ملتزمة بكل حزم في شراكة استراتيجية على الامد الطويل مع العراق لا سيما بتعاون متين في المجال الامني".
وفي بروكسيل ذكر حلف شمال الأطلسي الاثنين أنه سينهي مهمته لتدريب القوات العراقية التي بدأت قبل سبع سنوات في نهاية الشهر الجاري في خطوة تتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من هناك. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن في بيان إن قرار إنهاء مهمة الحلف التي بدأت في 2004 اتخذ في اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل. وقال راسموسن إن مهمة الحلف للمساعدة في تطوير قوة أمن متعددة الأعراق وأكثر قدرة على التحمل دربت أكثر من 5000 آلاف من أفراد الجيش وعشرة آلاف شرطي بالعراق خلال السنوات السبع الماضية. وقدمت المهمة أيضا دورات تعليمية لنحو 2000 موظف عراقي في دول الحلف وعتادا عسكريا بقيمة 115 مليون يورو فضلا عن منح بقيمة 17.7 مليون يورو لصندوق ائتمان للتدريب والتعليم بهيئات تابعة للحلف.
( م أ م /د ب أ / رويترز/ أ ف ب )
مراجعة: عبده جميل المخلافي