أوباما يعترف بإساءة تقدير فرص السلام في الشرق الأوسط
٢٢ يناير ٢٠١٠قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه ربما بالغ في تقدير التأثير الذي تستطيع الولايات المتحدة ممارسته في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، معربا عن أسفه إزاء الإفراط في التوقعات الخاصة بفرص استئناف المحادثات الجادة هذا العام. وقال أوباما أمس الخميس خلال مقابلة مع مجلة "تايم" إن الموقف السياسي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية جعل من الصعب على كلا الطرفين خوض جولة محادثات ثانية. وقال أوباما "أعتقد أننا بالغنا في تقدير قدرتنا على إقناعهم بذلك بينما كانت سياساتهم تسير في اتجاه معاكس".
وكان أوباما قد وضع قضية السلام في الشرق الأوسط على رأس أولوياته خلال العام الأول من دخوله البيت الأبيض وعيّن جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الأوسط ومارس ضغوطا على إسرائيل لوقف كل النشاطات الاستيطانية في مسعى لإحياء محادثات السلام التي تعثرت لوقت طويل. وأضاف اوباما في هذا الصدد أن ما تم فعله خلال العام المنصرم لم يؤد إلى إحراز التقدم الذي كان يرغب فيه، مصرا في الوقت ذاته على أن كلا الجانبين لا يزال لديه " اهتمام أصيل بحل الدولتين".
مهمة أوباما تصطدم بانقسامات الداخل
وأشار أوباما إلى المشاكل التي يواجهها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مع حركة حماس، وإلى ما تعانيه حكومة إسرائيل المتشددة برئاسة نتنياهو من صعوبة للقيام "بخطوات جريئة". وقال أوباما "اعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين وجدوا أنه من الصعب للغاية عليهم أن يبدأوا محادثات ذات معنى في ظل المناخ السياسي وطبيعة تحالفاتهما أو الانقسامات داخل مجتمعيهما." وأوضح كذلك أن محمود عباس يواجه تحديات متواصلة من حركة حماس التي ترفض السلام مع إسرائيل وتكيل الانتقادات لعباس لرفضه العمل المسلح ضد دولة إسرائيل.
وفي الوقت نفسه يخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقيود تفرضها عناصر يمينية متشددة في حكومته الائتلافية التي تعارض تقديم تنازلات من أجل السلام. وقال أوباما إن الإسرائيليين "أظهروا بعد وقت طويل استعدادا لإجراء بعض التعديلات لسياساتهم" ولكنه استطرد قائلا "لكنهم رغم ذلك وجدوا صعوبة شديدة في خطوات جريئة." و بالرغم من هذه الصعوبات إلا أن الرئيس الأمريكي أبدى عزمه على مواصلة كل المساعي من أجل تحقيق السلام في المنطقة و أضاف أن الهدف الحقيقي هو "حل الدولتين تكون فيه إسرائيل آمنة ويكون للفلسطينيين سيادة ويمكنهم بدء التركيز على تنمية اقتصادهم وتحسين معيشة أطفالهم وأحفادهم".
ميتشل في مهمة السلام الصعبة
وتتزامن تصريحات أوباما مع بدء المبعوث الأمريكي جورج ميتشل جولة جديدة من الدبلوماسية المكوكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين ليستأنف بذلك مهمته خلال العام الجديد بعد نحو 12 زيارة قام بها العام الماضي للمنطقة. وقبيل بدء الزيارة تبادل الفلسطينيون وإسرائيل الاتهامات بشأن جدية التزام الطرف الآخر بالسلام. وكان نتانياهو قد أعلن أنه يريد الاحتفاظ بتواجد أمني على الحدود الشرقية للأراضي الفلسطينية في حال قيام دولة وهو ما رفضه الفلسطينيون تماما. وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة، الخميس إن الحكومة الإسرائيلية "تضع المزيد من العراقيل أمام استئناف المفاوضات".
ومن جهته قال المبعوث الأمريكي، جورج ميتشل، أمس الخميس قبل محادثاته مع الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، إنه يدرك "تعقيدات وصعوبات" مواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط ، إلا أنه تعهد في وقت لاحق بمتابعة العمل من أجل الهدف الذي رسمه الرئيس باراك اوباما من أجل تحقيق سلام شامل في المنطقة. يذكر أن ميتشل التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية يوم أمس، حيث قال مكتب رئيس الوزراء في بيان مقتضب إثر هذا اللقاء إن المباحثات استمرت ساعتين ونصف، تناولت بشكل رئيس سبل استئناف عملية السلام. ومن المقرر أيضا أن يلتقي اليوم ميتشل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله بالضفة الغربية قبل أن يغادر إسرائيل يوم غد السبت.
(ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: هشام العدم