أوباما يضع شعلة "القيم الديمقراطية" في عهدة ميركل
١٧ نوفمبر ٢٠١٦منذ وصوله إلى برلين مساء أمس الأربعاء (16 تشرين الثاني/ نوفمبر)، يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقاءات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وصفها بعض المراقبين بأنها أقرب إلى مراسم تسليم الشعلة. فقد بات العالم ينظر إلى ميركل على أنها حاملة لواء القيم الديمقراطية بعد الرئيس الأميركي الحالي وإثر انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
نبرة حازمة لميركل تجاه ترامب
وتبنت ميركل بعد فوز دونالد ترامب موقفا غير اعتيادي بنبرته الحازمة والواضحة، فذكرته بأهمية احترام القيم الديمقراطية والتسامح. ولم تأت لهجة المستشارة هذه من فراغ، بل ردا على ما تبناه الرئيس المنتخب في حملته الانتخابية. وكان ترامب قد جعل من ميركل هدفا لسهامه وانتقدها بشدة خلال الحملة الانتخابية وخصوصا موقفها من اللاجئين، أو ما بات يعرف بسياسة "الأبواب المفتوحة".
مراسم تسليم شعلة "القيم الديمقراطية"
ويرى بعض المحللين أن زيارة أوباما تتخذ في هذه الظروف منحى مراسم تسليم الشعلة، لتجد المستشارة نفسها بعد خروجه من البيت الأبيض أفضل ممثلة لـ "العالم الحر"، وكذلك المدافعة عن العلاقة بين ضفتي الأطلسي وعن التبادل الحر، وكلها قيم كان البيت الأبيض يحمل رايتها حتى الآن. وفي دليل على المكانة التي تبوأتها ألمانيا، اختار أوباما برلين ليودع فيها الجمعة قادة بريطانيا (تيريزا ماي) وأسبانيا (ماريانو راخوي) وإيطاليا (ماتيو رينزي) وفرنسا (فرنسوا أولاند).
وتأتي هذه اللقاءات غداة إلقاء أوباما خطابا في أثينا، كان بمثابة وصيّة سياسية دافع فيه عن الديمقراطية وعن عولمة أكثر عدلا، أو عن عولمة تطغى فيها العدالة الاجتماعية. وسيشدد الرئيس الأميركي في برلين، المحطة الثانية والأخيرة من جولة الوداع، على القيم المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة، بحسب ما أوضح مسؤولون في البيت الأبيض.
طمأنة الأوروبيين
هذا كما سيسعى أوباما لطمأنة المخاوف حول مستقبل الشراكة بين ضفتي الأطلسي، في وقت أعلن الرئيس المنتخب أنه سيلتزم بمبدأ "أميركا أولا".وأشاد أوباما (55 عاما) في الأيام الأخيرة بالمستشارة الألمانية التي وصفها بأنها "ربما الشريكة الدولية الأقرب" له. وبعد عشاء خاص مساء أمس الأربعاء، يجري الرئيس الأمريكي المنصرف محادثات رسمية ويعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا.
وفي موقف يتناقض مع الخطاب المعارض للعولمة الذي يعتمده خلفه المنتخب، وجه أوباما وميركل رسالة في مقالة مشتركة نشرتها أسبوعية اقتصادية، دافعا فيها عن العلاقة التي تربط ضفتي الأطلسي وعن التبادل الحر، في وقت أعلن ترامب عن مواقف أقرب إلى الحمائية والانعزالية. وكتب الزعيمان "لن تكون هناك عودة إلى عالم ما قبل العولمة"، مؤكدَين "نكون أقوى حين نعمل معا".
وبعد وصول أوباما إلى السلطة، طور المسؤولان بشكل سريع علاقة وثيقة استمرت حتى بعد أزمة 2013 عند كشف فضيحة تنصت واشنطن على الهاتف النقال للمستشارة.
ويحمل قدوم أوباما إلى ألمانيا رمزية كبرى بالنسبة له. فهناك عقد في تموز/يوليو 2008، حين كان مرشحا للبيت الأبيض، أكبر تجمع انتخابي في حملته. يومها دعا في العاصمة الألمانية، التي كانت مقسومة بجدار في يوم من الأيام، إلى عالم خال من الأسلحة النووية أمام مأتي ألف شخص تجمعوا عند أسفل "عمود النصر" احتفاء به.
أ.ب/أ.ح (أ ف ب)