Obama: USA- hat eine neue Diplomatie mit der Welt
٢٥ فبراير ٢٠٠٩حظيت القضايا الداخلية وعلى رأسها تداعيات الأزمة المالية بنصيب الأسد من أول خطاب رسمي يلقيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الكونجرس أمس الثلاثاء (وفقاً للتوقيت المحلي)، كما عكس الخطاب الذي ألقاه أوباما وعوده بالتغيير أثناء حملته الانتخابية. فقد سعى الرئيس الأمريكي إلى طمأنة الأمريكيين فيما يتعلق بتداعيات الأزمة المالية، مجددا وعده بالإصلاح والتغيير، ومؤكدا أن بلاده ستخرج من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أقوى مما كانت.
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلاً: "بعد سنوات مضت وأرجئت خلالها القرارات الصعبة، دقت ساعة الحقيقة وحان وقت تحمل مسؤولية مستقبلنا"، مشيراً إلى ضرورة تقديم "تضحيات" لخفض العجز الفيدرالي. وفي هذا الإطار، تحدث أوباما عن تقليص في الموازنة وشطب عقود وإصلاح موازنة الدفاع قائلاً: "حتى لا نضطر إلى دفع ثمن منظومات أسلحة تعود إلى الحرب الباردة ولم نعد نستخدمها". وسعى الرئيس الأميركي إلى رسم صورة "نزيهة" حسب تعبير إدارته، للأزمة قائلا إن "تأثير هذا الانكماش حقيقي وفي كل مكان".
لم يتطرق الرئيس الـ44 بشكل محدد إلى الجهود الدولية لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية وإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي العسكري، لكنه تعهد بمواجه التحدي الذي يفرضه الانتشار النووي.
عصر جديد من العلاقات مع العالم
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأمريكي في أول خطاب رسمي له أن الولايات المتحدة دشنت "عصرا جديدا" للدبلوماسية الأمريكية في العالم، متعهدا بالعمل جاهدا على تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن حربها ضد "الإرهاب". وأضاف أوباما أنه سيعزز من تحالفات بلاده ويسعى لإقامة تحالفات جديدة، مشددا في الوقت ذاته على أهمية المفاوضات لتسوية الخلافات. وقال: "نريد أن نظهر للعالم أن حقبة جديدة من الارتباط قد بدأت. لأننا نعلم أن أمريكا لا يمكنها مواجهة تهديدات القرن وحدها، ولكن العالم لا يمكنه مواجهتها (التهديدات) بدون أمريكا". وتابع "لا يمكننا الابتعاد عن طاولة المفاوضات ولا تجاهل أعدائنا ولا القوى التي يمكن أن تؤذينا".
وفيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، أشار أوباما إلى تعيين جورج ميتشل مبعوثا إلى الشرق الأوسط، مؤكدا أن إدارته "ستسعى إلى التقدم باتجاه سلام آمن ودائم بين إسرائيل وجاراتها".
جملة واحدة عن العراق
من جهة أخرى، لاحظ المراقبون أن خطاب الرئيس الأمريكي احتوى فقط على جملة واحدة عن العراق في اختلاف واضح عن سلفه جورج بوش الذي خصص للحرب في العراق ثلاث صفحات كاملة في خطابه أمام الكونجرس في يناير/كانون الثاني 2008 . وقال أوباما، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب جميع القوات القتالية من العراق في غضون 16 شهرا من توليه مهام منصبه:"نراجع بعناية سياساتنا بشأن كلا الحربين (في العراق وأفغانستان) وسأعلن قريبا طريقة ستترك العراق لشعبه وتنهي هذه الحرب بشكل مسئول".
وتوقعت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز اليوم الأربعاء أنه من المتوقع أن يعلن أوباما هذا الأسبوع القرار الذي يتضمن جدولا زمنيا للانسحاب أطول من حيث المدة بثلاثة أشهر من الجدول الزمني الذي كان قد وعد به أثناء حملته الانتخابية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن القادة العسكريين أقنعوه بالحاجة إلى وقت أطول من أجل "تثبيت المكاسب الأمنية وتعزيز المؤسسات السياسية وضمان عدم عودة العراق إلى حالة عدم الاستقرار مرة أخرى".
إستراتجية جديدة للحرب في أفغانستان
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يعد "إستراتيجية جديدة وشاملة" للحرب في أفغانستان، تتعامل مع المناطق التي تستخدمها حركة طالبان وتنظيم القاعدة في باكستان لشن هجمات عبر الحدود ضد القوات الأمريكية والأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال:"لن أسمح للإرهابيين بالتآمر ضد الشعب الأمريكي من ملاذ آمن".
وكان أوباما أمر الأسبوع الماضي بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان ، وربما يبعث بتعزيزات أخرى من آلاف الجنود إلى هناك في غضون عام.