أوباما وحصيلة سنة من محاربة الإرهاب
١٩ يناير ٢٠١٠التوقعات كانت كبيرة وعالية في مستواها، وعقد الكثيرون من مختلف أنحاء العالم الأمل على عودة الولايات المتحدة في محاربتها للإرهاب إلى خط القيم الشرعية بسرعة، وإلى وضع حد لأساليب التعذيب وأماكن الاعتقال السوداء وكل الأساليب التي لجأ إليها سلفه بوش وأساءت إلى سمعة أميركا ككل.
وكان أوباما يعلم تماما ما المنتظر منه فأعلن فورا نيته إغلاق معسكر غوانتانامو، لكن بعد مرور عام لا يزال المعسكر قائما، وفي المجالات الأخرى المتعلقة بمحاربة الإرهاب اصطدم صاحب القرار في البيت الأبيض وبقوة على بأرض الواقع.
ففي يوم عيد الميلاد بالذات كاد نيجيري له صلات على ما يبدو بتنظيم القاعدة، أن يفجر عبوة على متن طائرة مدنية، علما أن الاستخبارات الأميركية كانت تملك معلومات عنه. كم أن اليمن يتطور اليمن أكثر فأكثر ليصبح ملجأ للإرهابيين الإسلاميين الهاربين، ومن بينهم سجناء سابقين في غوانتانامو كما تشير الدلائل.
وتحاول إدارة أوباما الآن نقل المعسكر من كوبا إلى تومسن في ولاية إلينويز على الأرض الأميركية. وإذا استمر سجن المعتقلين هناك دون رفع دعاوى قضائية ضدهم أمام محاكم نظامية فان شائبة النقص في دولة القانون ستبقى قائمة، خاصة وأن أوباما لم يلغ بعد المحاكم العسكرية المثيرة للجدل.
مع ذلك لا بد من الإشادة بالرئيس أوباما لنشره علنا العديد من القرارات السرية التي أصدرها سلفه بوش في مجال مكافحة الإرهاب ساعيا بذالك إلى إظهار شفافية ضرورية. أما عدم تعرض أحد، حتى الآن، من أجهزة الاستخبارات أو من حكومة بوش إلى المحاسبة القانونية عن مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان فهذه مسألة أخرى.
ولا بد من إعطاء تقويم إيجابي أيضا لإقفال كل أمكنة الاعتقال التابعة لجهاز الاستخبارات الأميركية وجلب المشتبه الرئيسيين بهم عن اعتداءات الحادي عشرة من أيلول / سبتمبر إلى السجون الأميركية. والواقع أن أوباما تسلَّم من حكومة سلفه بوش إرثا ثقيلا في مجال محاربة الإرهاب، وهو بدأ طريق التغلب على "مهمة هركولس" الضخمة دون أن يفعل أكثر من ذلك رغم وجود عمل كثير. ويجب على شركائه ألا يكتفوا بتحذيره، وإنما العمل على مساعدته من خلال اقتراحات بناءة مثل الموافقة على استقبال معتقلين أبرياء في غوانتانامو في بلدانهم.
الكاتب: دانييل شيشكيفيتز
مراجعة: حسن زنيند