أوباما تفوق بفضل دعواته إلى التغيير والتجديد
٣ نوفمبر ٢٠٠٨يعد باراك أوباما أول شخص أسود يمتلك حظا حقيقيا للمنافسة على منصب الرئاسة والوصول إلى سدة الحكم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. كما يعد حامل بريق أمل الليبراليين اليساريين في أمريكا. ولعل وجود مرشح أسود لأعلى منصب قيادي في الولايات المتحدة مؤشراً واضحاً على تضاؤل الحواجز بين الأعراق والإثنيات في هذا البلد الذي عاني من العنصرية خلال حقب من تاريخه.
أوباما يترعرع في كنف جديه
ولد أوباما في الرابع من آب/ أغسطس من عام 1961 في هاواي من أب كيني قدم إلى الولايات المتحدة بقصد الدراسة، ومن أم أمريكية بيضاء. ثم افترق والداه لتتزوج أمه بعدها من رجل اندونيسي انتقلت معه إلى جاكرتا، التي احتضنت مدارسها أوباما عام 1971. بعد ذلك عاد إلى هاواي وترعرع في كنف جديه من جهة والدته.
وفي مطلع شبابه التحق بالجامعة في نيويورك ليدرس السياسة. بعد ذلك انتقل للقيام بأعمال اجتماعية في شيكاغو، وإلى دراسة الحقوق في جامعة النخبة هارفارد. وبعد تخرجه دخل معترك تدريس الحقوق في جامعة شيكاغو التي بدأ منها مشواره السياسي. قطف أوباما أول ثمار نجاحاته السياسية بوصوله إلى مجلس شيوخ ولاية إلينوي في عام 1996. كما فاز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2004.
مفاجأة الجمهور بخطب ركزت على التغيير
في شباط/ فبراير 2007 أعلن أوباما عزمه على ترشيح نفسه لمنصب رئيس الولايات المتحدة، غير أن الكثيرين لم يأخذوه محمل الجد في بادئ الأمر باعتباره مرشح لا يتمتع بالقدرة على منافسة سيدة أمريكا الأولى سابقا هيلاري كلينتون، إذ ان معظم الخبراء توقعوا فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس. لكن قدرات أوباما الخطابية المدهشة خالفت تلك التوقعات وجعلت آذان الأمريكيين تشغف لسماع خطبه التي تبنت شعارات تمثل "الأمل" و"التغيير" و"التعايش" تحت لواء "أمريكا الحديثة".
تجاوز النمط التقليدي للسياسة
هناك ما يشبه الإجماع على أن شخصية أوباما الليبرالية اليسارية تتمتع بالروية والحنكة السياسية الواعية، وكذلك الرغبة في تجاوز خلافات الأحزاب المعتادة ونمط السياسة التقليدي المتبع في واشنطن.غير أنه وضع نصب عينيه هدفاً هاماً أخر، ألا وهو تحجيم تأثير جماعات الضغط/ جماعات اللوبي وزيادة الضرائب على الأثرياء. إضافة إلى نيته سحب القوات الأمريكية من العراق، لكنه يتوقع تعاوناً أوثق من حلفائه الأوروبيين فيما يخص الملف الأفغاني.