أهالي حمص للمراقبين الدوليين: من فضلكم ابقوا معنا
٢٢ أبريل ٢٠١٢قتل اليوم الأحد (22 أبريل/ نيسان) 11 شخصا على الأقل خلال أعمال عنف في عدد من المدن السورية، من بينها مدينة دوما وإدلب وبانياس. وأصدر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق بيانا أوضح فيه قيام القوات النظامية "باقتحام دوما منذ ساعات الصباح الأولى، وذلك بعدد من الدبابات (..) وتحت غطاء ناري ومدفعي كثيف". وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت سحب الدخان في سماء المدينة وأصوات إطلاق نيران ثقيلة وأصوات تكبير من المساجد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين في المدينة، أحدهما برصاص قناصة والآخر بإطلاق نار عشوائي. كما قتل أربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة. ونقلا عن الوكالة الفرنسية، صرح محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن "الاقتحام المستمر للمدينة كان الأشد في هذا اليوم"، وذلك "لتأديب المدينة" بعد التظاهرات الحاشدة التي تخرج فيها ولكونها "مركز احتجاجات الريف الدمشقي".
وتشهد مدينة دوما استمرار تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام، كان آخرها تظاهرة ضخمة يوم الجمعة الماضي التي أُطلق عليها اسم "جمعة سننتصر ويُهزم الأسد". وتجدر الإشارة أن المدينة استولى عليها في 21 كانون الثاني/يناير منشقون لفترة وجيزة بعد قتال عنيف مع القوات النظامية، أدَى إلى انسحاب المنشقين ليستعيد الجيش سيطرته على المدينة، وينطلق مسلسل الاقتحامات الذي تواجهه المدينة والذي يتخلله اشتباكات دامية بين القوات النظامية ومنشقين.
أهالي حمص طلبوا بقاء المراقبين
أما حمص فشهدت يوم أمس السبت هدوءا نسبيا لم تشهده منذ عدة أشهر من القصف. ويأتي ذلك تزامنا مع الزيارة التي قامت بها مجموعة من المراقبين الدوليين إلى المدينة يوم أمس. وأفاد نيراج سينغ المسؤول في الأمم المتحدة أن اثنين من طليعة المراقبين، مكثا هناك "تلبية لرغبة السكان"، فيما غادرتها البقية. وأضاف المسؤول الأممي أن جنود حفظ السلام التقوا السلطات المحلية وكذلك جميع الأطراف وتكلموا إلى الناس في إطار جولة تفقدية لأوضاع المدينة والمدنيين. وشملت المجموعة ثمانية مراقبين، في انتظار أن يصل "مراقبان آخران إلى المدينة".
وبيّن شريط بثه ناشطون على الانترنت عددا من جنود حفظ السلام بينهم العقيد المغربي أحمد حميش رئيس الفريق وهم يتحدثون مع السكان في غرفة خلال زيارتهم لمدينة حمص. واظهر مقطع الفيديو احد سكان حي الخالدية وهو يناشد المراقبين بلغة إنكليزية قائلا "من فضلكم ابقوا معنا، فهذا مهم جدا". وفي مقطع آخر، يقول عبد الرزاق طلاس الملازم أول المنشق واحد قادة كتيبة الفاروق التي قاتلت القوات النظامية في بابا عمرو للمراقبين "انتم بحمايتي". موضحا، أنه وفي حال خروجهم "سيتابع (النظام) عملياته العسكرية، مستخدما الدبابات والصواريخ وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ"، لكن وجودهم يضمن "توقف العنف". وهذا ما أكده أيضا هادي عبد الله المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إذ صرح بدوره أن "الهدوء الذي عاد إلى حمص مرده وجود المراقبين" وأنه "سيعود فور مغادرتهم لحمص".
شكوك حول احترام خطة عنان
وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة يوم أمس السبت من أنها قد لا توافق على تمديد مهمة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بعد الأشهر الثلاثة الأولى ودعت إلى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس لوكالة فرانس برس انه على الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الآن إصدار "حكم دقيق" حول الظروف في سوريا قبل إرسال 300 مراقب غير مسلحين إلى هذا البلد. وأعقبت تصريحات رايس تلك، تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2043 القاضي بنشر ما يصل إلى 300 مراقب عسكري غير مسلح في سوريا بشكل مبدئي لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة وقف هش لإطلاق النار بدأ منذ أسبوع.
وقالت سوزان رايس "إذا لم يكن هناك وقف دائم للعنف وإذا لم يتمتع فريق الأمم المتحدة بحرية تحرك كاملة وإذا لم يسجل تقدم سريع وواضح في الجوانب الأخرى من خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بنقاطها الست، عندها يجب القبول بفكرة عدم جدوى المهمة". وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صوتت لصالح القرار، لكنها شككت برفقة حلفائها في جدوى هذه البعثة واتهمت الرئيس السوري بشار الأسد بأنه ضرب عرض الحائط، جميع الاتفاقات التي أبرمت مع المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان لوقف العنف وسحب القوات من المدن السورية.
(و.ب/ أ.ب، أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي