أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين: صراخ حتى إطلاق سراحهم
١٥ أكتوبر ٢٠١٤في ساحة الرئيس رياض الصلح القريبة من مقر المجلس النيابي والمواجهه للقصر الحكومي في وسط بيروت، أقام أهالي المخطوفين خيم اعتصام للتعبير عن ألمهم ومعاناتهم، وليؤكدوا عزمهم على مواصلة التحرك والصراخ لاسماع أصواتهم في ظل غياب الجهود الرسمية والسياسية، حسب قولهم.
تتحدث السيدة صابرين، زوجة الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي المخطوف زياد عمر، عن تجربة مريرة تعيشها في ظل استمرار وجود زوجها في الأسر، وتقول لـDWعربية، "لا نزال نخاف عليهم وعلى مصيرهم. المرارة تتزايد يوماً بعد يوم في ظل غياب المعلومات عن أوضاع أزواجنا، وما اذا كانت هناك مفاوضات أم لا، وهل سيعودون أم لا؟".
تؤكد صابرين، وهي أم لطفلين صغيرين، أن اللقاءات تتم مع وسائل الإعلام فقط "نسألهم اذا كانوا يعرفون شيئاً عن قضيتنا. لم يكن هناك أي تواصل مع أي جهة رسمية حتى وقت قريب. هذا الضياع أبشع الأمور إضافة الى الاعتصام والفزع وعدم النوم"، وتشير صابرين أن آخر لقاء مع رئيس الحكومة أسفر فقط عن تطمينات. لكن "نحن لا نطمئن الا اذا اتصل بنا ازواجنا".
ترى الزوجة، التي يبدو على وجهها التعب والحزن، أن التفاوض هو السبيل. لأن "المجرِّب مجرَّب كان عقله مخرَّب"، بحسب المثل اللبناني في تعبيرها عن خيبة أملها وعدم ثقتها بالحكومة. وتوقعت أن تصبح مصالح المسؤولين والوزراء هدفاً لتحركات الأهالي. وتروي صابرين عن طفليها الذين يقبّلان صورة والدهما على جهاز "آيباد" كل يوم". وتصف صابرين شعورها ازاء الرسالة الصوتية التي وصلتها من زوجها: "الرسالة الصوتية بعثها زوجي قبل 20 يوماً، حرقت قلبي كثيراً، وسمعت الرسالة مرات عديدة. كل يوم استيقظ ولسان حالي يقول زوجي سيعود".
الحل من خلال التفاوض
أما السيدة نزهة، زوجة المعاون أول في قوى الأمن الداخلي المخطوف بيار جعجع، فقد تلقت قبل فترة اتصالاً من زوجها المخطوف وتمكنت هي وأولادها من مكالمته وهو في الأسر. تعتبر نزهة أن الاعتصامات والاحتجاجات قد تؤدي الى نتيجة ما. "لا يسمع أحد صوتنا الا اذا صرخنا. وقد نتطور في التحرك لنطال المسؤولين". تتحدث نزهة عن طفليها وتأثرهما بغياب والدهما، وهما في سن 3 و5 سنوات، وتقول إن الكبير يصحو ليلاً ويبكي طالباً والده. عن اللحظات الأولى لخطفه قالت لـDWعربية، "كان يحادثني قبيل خطفه حتى المساء وكنت أعتبر أن المسألة لن تطول أكثر من يوم واحد ويخرج. لم أكن أعتقد أنه سيبقى كل هذا الوقت غائبا، ورسالته اعطتنا بعض الأمل والطمأنة على انه لازال حياً".
وفي ما يتعلق برؤيتها لدور الحكومة في هذا الموضوع تقول نزهة "فوجئنا بتصرف الدولة. كنا نعتقد أنها ستعيدهم. يمكن بالتفاوض أن نعيدهم. لماذا فاوضنا اسرائيل حول الأسرى ولا نفاوض في لبنان ؟"، معتبرة ان مظلومين اسلاميين موقوفين يوجدون أيضا في لبنان ، ينبغي إطلاق سراحهم. أما شقيقة المعاون أول جعجع فتصف ما يحدث للعائلة بأنه "مأساة كبيرة". وتعتبر أن هذا التحرك قد يؤدي الى نتيجة، مشيرة ان الجميع يتعاطف معهن.
القضية ليست مذهبية أو طائفية
بدوره يشير السيد حسين جابر، عم العريف في قوى الأمن الداخلي المخطوف ميمون جابر خلال حديثه لـDWعربية الى لقاء مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي "أعطانا جرعة أمل. لكن على ضوء نتيجة المساعي نقوم بتحركاتنا. هناك تنسيق من خلال لجنة تقوم بالحديث مع المسؤولين ولنا الثقة باللواء ابراهيم. لن نبقى ساكتين اذا تأخرت القضية. أولادنا مهددون بالذبح. فليعطونا أملاً". ويرفض جابر إعطاء القضية صيغة مذهبية أو طائفية قائلاً إن "قضيتنا وطنية وهؤلاء الجنود يمثلون كل الوطن وكل انسان شريف في هذا البلد".
تحركات حضارية
من جهتها، توضح الناشطة ليال الديراني، شقيقة العريف في قوى الأمن الداخلي سليمان الديراني طبيعة التحرك من اجل هذه القضية بالقول "نحن نقوم مع بعض الأشخاص من ذوي المخطوفين بالتنسيق حول طريقة التواصل مع المعنيين، وفي ما يتعلق بالتحركات على الأرض". وحول آداء وسائل الإعلام مع هذه القضية توضح أن "بعض وسائل الإعلام يغطي القضية بشكل جيد وهناك إعلام يغطي جزءاً من الصورة حسب ما يناسبه. طلبنا من الإعلام التعاطي معنا بشفافية وعدم وضع هذه القضية في قالب مذهبي أو سياسي لأن قضيتنا وطنية وليست طائفية. هناك من ينتقد اعتصامات أهالي المخطوفين بدلاً من التعاطي معها بمسؤولية وكقضية على مستوى الوطن"، واستدركت "نحن ننزل الى الشارع بشكل حضاري لا من خلال حرق اطارات بطريقة غير حضارية. وقد طلبنا من كل شخص يريد الأذى بالتحركات ألا يشارك معنا في هذا التخريب".