أنيس بن حتيرة..نجاح معلق في فراكفورت إلى إشعار آخر!
٢٩ فبراير ٢٠١٦في الثاني من فبراير من العام الجاري انضم اللاعب التونسي الألماني أنس بن حتيرة إلى صفوف فريق فراكفورت لكرة القدم، قادما من هرتا برلين. وكان ذلك ضمن صفقات اللحظة الأخيرة ساعات قبيل من انتهاء موعد الميركاتو الشتوي بالنسبة للدوري الألماني لكرة القدم- بوندسليغا.
وبعد أربعة أيام من حمله قميص "الصقور"، شارك الجناح بن حتيرة في مباراة الفريق أمام شتوتغارت والتي أنهاها بخسارة (4-2)، فأخذ بطاقة إنذار مباشرة من قبل الصحافة المحلية، إذ كتب موقع "أو بي أونلاين" ومقره فراكفورت في اليوم التالي للمباراة أن الوافد الجديد لا زال "جسما غريبا" على الفريق، وأنه "خسر كرات عديدة، ولم يكن يشكل أدنى خطر على الخصم". وتنبأ الموقع أن اللاعب بحاجة إلى كثير من الوقت حتى يتمكن من الاندماج و"مساعدة" فراكفورت. أيضا تقييم صحيفة كيكر الرياضية لم يكن آنذاك أحسن حالا، إذ منحت الدولي التونسي العلامة الرابعة (قبل الأخيرة) على أدائه في تلك المباراة.
وقد يبدو هذا الحكم للبعض قاسيا ومتسرعا خاصة وأن بن حتيرة لم يلعب في مباراته الأولى مع فراكفورت سوى 45 دقيقة فقط. في الأسبوع التالي ضمن منافسات المرحلة الثانية والعشرين أمام كولن الفائز (3-1)، لعب 73 دقيقة كاملة، بأداء أسوأ ، دفع بالمدرب أرمين فيه إلى إبعاده عن المباريات اللاحقة إلى حين، مع العلم أن أرمين فيه بعد التعاقد مع اللاعب صاحب مهارات المراوغة العالية، قدمه على أنه "المنقذ" للنادي في صراعه لتفادي شبح السقوط هذا الموسم.
"الولد المشاغب"
أما بالنسبة لبن حتيرة فلم يكن فراكفورت السبب الرئيسي في رحيله عن هرتا برلين. وإنما يعود السبب إلى ما حصل مع فريقه السابق في 30 من يناير/ كانون الثاني أثناء رحلة العودة بالباص من مباراة التعادل على أرض بريمن (3-3)، حين تشاجر بن حتيرة مع زميله ميتشل فايزر وقام بتعنيفه، ما أدى إلى "طرده" من صفوف الفريق على وجه السرعة عبر صفقة بيعه إلى فراكفورت قبل انتهاء موعد العقد الرسمي الصيف القادم. وأقر بن حتيرة أن ما فعله كان "خطا"، وأنه محبط جدا من الكيفية التي ودع بها فريقه و"التي تختلف تماما عما كان يتصوره"، خاصة أنه كان من اللاعبين المحبوبين بين جمهور هرتا.
منذ تلك الواقعة وبن حتيرة في دائرة اهتمام الصحافة المحلية التي صنفته في خانة "الولد المشاغب". وهو ما يرفضه اللاعب بقوة، إذ ونقلا عن صحيفة كيكر في عددها الصادر الاثنين (29 فبراير/ شباط 2016)، يتساءل الأخير باحتقان عن ماهية "الولد المشاغب": "هل هو ذلك الشخص الذي يدافع عن رأيه وله مواقف؟ أو ذلك الذي لا يقول إلا نعم وحاضر؟!". بشهادة زملائه القدامى، فإن بن حتيرة يتميز بالهدوء والحس الاجتماعي الكبير ووفاءه الشديد لأصدقاء الطفولة، وهو ما لخصه ديرك كونارت مدرب هرتا السابق والمنتخب الألماني دون 17 عاما بقوله "لبن حتيرة قلب كبير!"، في إشارة إلى نشاطاته الاجتماعية بما في ذلك الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه للاجئين في ألمانيا.
جيل جديد
وينتمي بن حتيرة إلى جيل جديد من لاعبي كرة القدم، ممن لهم أصول أجنبية وترعرعوا في محيط اجتماعي ساخن. على الإسفلت وفي القاعات المغلقة تعلموا روح الفريق وحس الانتماء وفرض الوجود قبل فنون الكرة، ومنها انطلقوا إلى عالم البوندسليغا. شأنه في ذلك شأن الأخوين كيفين برينس وجيروم بواتينغ وأشكان ديجارا وسافار يلين وآخرون.
وكان على بن حتيرة المرور عبر بروسيا برلين وهامبورغ ودويسبورغ حتى يتمكن عام 2011 الالتحاق بهرتا، فتحول إلى أكثر اللاعبين شعبية في فريق العاصمة، رغم أدائه المتعثر مع الفريق بداعي الإصابات المتكررة التي لاحقته، بل حتى أنّ نجلي مدرب هرتا برلين الهنغاري بال دارداي يعلقان صور لبن حتيرة في غرفتيهما كما يقول دارداي في أحد مؤتمراته الصحفية السابقة، رغم العلاقة المتوترة التي كانت تجمع بين الأب المدرب واللاعب.
خمسة مواسم قضاها الجناح التونسي مع هرتا، لعب خلالها سبعين مباراة وأحرز 17 هدفا وصنع أحد عشر. أما نجاحه في فراكفورت فهو أمر معطل لغاية تجاوز تداعيات ما حصل في برلين بيته الحقيقي، لأن اللاعب وعلى ما يبدو بات مجبرا أولا على تحسين صورته خارج الملعب، والباقي سيكون تحصيل حاصل.