أنقرة تجدد دعوتها للمصالحة بين نظام الأسد والمعارضة
١٦ أغسطس ٢٠٢٢جدّد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء (16 أغسطس/ آب 2022) دعوته إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة، بعد دعوة مماثلة أطلقها الأسبوع الماضي وأثارت تظاهرات مناهضة لتركيا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا.
وقال تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللاتفي إدغارز رينكيفيش في أنقرة "يجب أن يتصالح النظام والمعارضة. هذا ما قلته ... نرى أن المصالحة ضرورية لإحلال سلام دائم في سوريا".
وكان الوزير أعلن الخميس الماضي خلال مؤتمر صحافي في أنقرة "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم".
في اليوم التالي، تظاهر آلاف السوريين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة للنظام السوري في شمال وشمال غرب سوريا، منددين بهذه التصريحات.
وأوضح تشاوش أوغلو اليوم الثلاثاء "استخدمت كلمة مصالحة (وليس سلام)"، مؤكدا أنه تمّ "تحريف" أقواله. وأشار إلى أن تصريحاته لا تشكّل منعطفًا في الموقف التركي حيال سوريا.
منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية. وشنتّ منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.
ولطالما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ"القاتل". وقال في أيار/مايو إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده إلى "أفواه القتلة".
ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بُعيد لقاء أردوغان في الخامس من آب/أغسطس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا حيث تقدم موسكو دعما كبيرا للرئيس بشار الأسد في مواجهة مجموعات مدعومة جزئياً من أنقرة.
يحدث هذا في وقت صرّح فيه وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس، اليوم الثلاثاء، أن سوريا، بدعم من الدول الصديقة، تتقدم "بخطى ثابتة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وإعادة الاستقرار".
لكنه شدد، في كلمته بمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي على وجوب "خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضي سوريا"، وسمى الوجود التركي في شمال سوريا بالاحتلال.
المرصد: 11 قتيلًا في قصف جوي تركي استهدف مركزًا لقوات لنظام
وفي سياق متصل، استهدفت طائرة حربية تركية الثلاثاء مركزاً للجيش السوري في قرية حدودية في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنه "ليس معروفاً ما اذا كان جميع القتلى من قوات النظام أو من المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المنطقة"، مشيراً إلى أن القصف جاء وسط اشتباكات عنيفة اندلعت ليلاً بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد غرب مدينة كوباني الحدودية.
لكن وسائل إعلام رسمية سورية أعلنت في وقت لاحق من الثلاثاء أن ثلاثة عسكريين قُتلوا وجُرح ستة آخرون في هجوم جوي تركي استهدف نقاطا عسكرية بريف حلب. ونقلت التقارير عن مصدر عسكري قوله إن القوات المسلحة السورية ردت على الهجوم، حيث أوقعت خسائر بشرية ومادية، دون إعطاء تفاصيل.
وتستمر المعارك بين القوات التركية والمسلحين الأكراد في شمال سوريا، وقُتل مدني سوري وجندي تركي وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقذائف الهاون على نقطة حدودية عسكرية في إقليم شانلي أورفة على الجانب التركي من الحدود على بعد 25 كيلومترا غربي كوباني حسب ما أعلنته أنقرة.
وترى أنقرة أن النظام شبه المستقل- الذي تقوده الفصائل الكردية ويسيطر على مساحات شاسعة من شمال سوريا وشرقها- يمثل تهديدا للأمن القومي على حدودها.
وتسبّب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ع.ا /ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)