أنفلونزا الخنازير تؤثر على إقبال مسلمي ألمانيا على الحج
٢٥ نوفمبر ٢٠٠٩
مع حلول شهر ذي الحجة، تفتح المملكة العربية السعودية أبوابها لاستقبال المسلمين الذين يأتون من كل حدب وصوب لأداء فريضة الحج. ولعل أهم ما يميز فريضة الحج هو تجمع ملايين من الناس على اختلاف أشكالهم ولهجاتهم وألوانهم، من بينهم سنوياً حوالي ثلاثة ملايين يأتون من خارج المملكة.
ومن ألمانيا، يتم تنظيم رحلات عن طريق مكاتب تابعة لمؤسسات معترف بها من قبل وزارة الحج في المملكة العربية السعودية. وتتاح للحاج القادم من ألمانيا إمكانية الخيار بين العروض المقدمة من قبل بعض المساجد والجمعيات الإسلامية أو المكاتب السياحية. وتتراوح أسعار الرحلة بين 2700 إلى 3000 يورو، تبعاً لمكان الإقامة ومدى قربه من المشاعر المقدسة وأيضاً للخدمات المقدمة أثناء فترة الحج.
وغالبا ما يبدأ الحجز لرحلة الحج من ألمانيا بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة. ولا يشكل الحصول على تأشيرة الحج مشكلة، لأن ألمانيا ليست من الدول المحدد لها عدد ثابت من التأشيرات، لكن يشترط أن يكون مقدم الطلب ألماني الجنسية أو لديه إقامة طويلة الأمد في ألمانيا. ويبلغ نصيب ألمانيا من هذه التأشيرات سنوياً حوالي 14 ألف تأشيرة حسب ما صرح به نديم إلياس الرئيس السابق للمركز الأعلى للمسلمين في ألمانيا في حديث خص به موقعنا.
إجراءات مشددة بسبب انتشار فيروس اتش1.إن.1
ورغم جميع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، إلا أن الخوف من تزايد انتشار هذا المرض تسبب في منع بعض الدول مواطنيها من المشاركة في أداء هذه الفريضة. ويشير إلياس إلى أن مشاركة المسلمين المقيمين في ألمانيا قد شهدت تراجعاً ملحوظا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث انخفضت نسبة المشاركة إلى النصف تقريباً. لكن نديم إلياس ينظر إلى هذا التراجع بنظرة إيجابية، إذ أن ذلك قد يخفض من زيادة انتشار هذا المرض.
ويشرح عبد الخالق أزرق عضو المجلس الإسلامي التابع لمدينة بون والمسؤول الثقافي في مسجد المهاجرين الذي يساهم سنوياً بتنظيم رحلات الحج منذ 17 عاماً، أسباب تراجع إقبال المسلمين على المشاركة قائلاً: "لا يعود انخفاض مشاركة المسلمين إلى انتشار أنفلونزا الخنازير في حد ذاته وإنما إلى الإجراءات المشددة بخصوص التطعيم التي فرضتها وزارة الحج في هذا العام".
اختلافات جوهرية في تنظيم رحلات الحج من ألمانيا
وتختلف رحلات الحج من حيث التنظيم والدورات التعليمية المصاحبة لهذه الرحلة، باختلاف منظميها، فهناك بعض المكاتب التي تعمل بدافع تجاري بحت، وهناك بعض المكاتب التي تقوم بتنظيم حملات تهدف إلى توعية الحاج قبل السفر، إضافة إلى إرسال أئمة لإرشاد الحجاج وإعطائهم بعض الدروس الدينية، ومساعدتهم في أداء هذه الفريضة بالطريقة الصحيحة حسب ما ذكر عبد الخالق أزرق، قائلاً: "بالنسبة للمسلمين الذين لم يقوموا بأداء هذه الفريضة من قبل، نقوم بإعطائهم دروس نظرية خاصة من خلال استعراض بعض صور الفيديو، ومن ثم يتم تدريبهم بشكل عملي على الطواف باستخدام كعبة تمثيلية".
في كثير من الأحيان يشعر بعض المسلمين العرب الذين يسافرون مع مكاتب غير عربية بشيء من الاستغراب، فبدلاً من أن يدعوا ربهم باللغة العربية يجدون الإمام يدعو باللغة الألمانية، الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على الاندماج في الجو الروحاني بسبب الحاجز اللغوي. وبعد انتهاء أيام التشريق الثلاثة يبدأ الحجاج بالعودة إلى بلادهم حاملين لقب الحاج، ويبدأون ممارسة حياتهم العادية من جديد كجزء من المجتمع الألماني الذي يصل عدد المسلمين فيه إلى حوالي ثلاثة ملايين مسلم.
الكاتبة: دالين صلاحية
مراجعة: سمر كرم