أنصار ترامب يثيرون المخاوف في إسرائيل
٢٦ نوفمبر ٢٠١٦بعد مؤتمر "اليمين البديل" الأسبوع الماضي، اتضح صعود المتشددين في اليمين المتطرف بالولايات المتحدة الأميركية. إذ قام بعض الحضور بتحية ترامب بالتحية النازية التي كان يؤديها أنصار النازي "أدولف هتلر"، ورددوا الهتاف "يحيا ترامب" بأسلوب مماثل لهتاف النازيين لزعيمهم.
في حين شكل فوز ترامب الانتخابي وتصاعد الحوادث المعادية للسامية صدمة قوية للمجتمع اليهودي، إلا أن ردود الفعل في إسرائيل لم تعكس المستوى ذاته من التشاؤم. ولكن في الوقت الحالي، دق الساسة المعارضون في إسرائيل ناقوس الخطر. إذ غردت تسيبي ليفيني، وزيرة الخارجية السابقة، من تحالف"الاتحاد الصهيوني"، يسار وسطي، على صفحتها في تويتر :"أشعر بانزعاج بالغ إزاء التحية النازية، يجب على قادة العالم القول: لا مكان لهذه العنصرية في الديمقراطية الليبرالية".
كما دعا يائير لبيد، زعيم الحزب الليبرالي "هناك مستقبل"، قادة العالم إلى: "الإدانة العلنية لعبارات التعاطف مع النازية وتنامي معاداة السامية".
ترامب لا يؤيد اليمين المتطرف
استنكر ترامب بقوة حركة القومييين البيض العرقية، التي قُدمت عبر منصة موقع "برايتبارت"، شبكة إخبارية لستيف بانون، كبير المخططين الاستراتيجيين والذي يُعرف بمعاداته للسامية وإيمانه بتفوق العرق الأبيض. ولم يقتصر الأمر على تعيين بانون فقط، بل إنه شكل إحدى الأمثلة الكثيرة التي أدت لاتهامه بمعاداة السامية. إذ نشر ترامب صورة خلال حملته ضد كلينتون يظهر عليها وجه المرشحة مع نجمة داوود، وفي الخلفية كمية من الأوراق النقدية من فئة الـ 100 دولار، كُتب عليها "المرشحة الأكثر فساداً على الإطلاق". أثارت هذه التغريدة ردود فعل شديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفعه بعد عدة ساعات من نشرها لتبديل صورة النجمة بدائرة لتغطيتها.
وفي ظل الأجواء المتوترة الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية، حذرت منظمة مكافحة التشهير، منظمة مكرسة لمكافحة كراهية اليهود :"لم يسبق للمجتمع اليهودي الأمريكي أن شهد هذا المستوى من معاداة السامية في المشهد السياسي أو الحوارات العامة منذ ثلاثينيات القرن الماضي".
ومع ذلك، يوجد إجماع غير معلن بين معظم الساسة الإسرائيليين على تقبل نتائج الانتخابات لتجنب خسارة حليف البلاد الأكثر أهمية. فمن جهة، رحب نتنياهو رسمياً بفوز ترامب فضلاً عن اعتباره حليفاً قوياً لإسرائيل آملين بإعطائها الضوء الأخضر لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. ومن جهة ثانية، كتب وزير من الحزب القومي الديني، "البيت اليهودي"، إلى ستيفن بانون، كبير الاستراتيجيين بحملة ترامب رسالة دعم وترحيب، كما التقى وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينت مع الطاقم الاستشاري لترامب لمناقشة بدائل حل الدولتين. وعلى نحو مفاجئ، أصدر نتنياهو قراراً يمنع وزراءه من إجراء اتصالات مباشرة مع أعضاء فريق ترامب إلى أن تتضح الخطوط العريضة للسياسة الجديدة.
لصالح إسرائيل- ضد يهود أميركا؟
أعرب ترامب حتى هذه اللحظة عن دعمه الواضح لإسرائيل، واكتسب بذلك دعم معكسر اليمين الإسرائيلي. إذ يشكل كسب دعم الرئيس الأمريكي الأمر الأهم بالنسبة لإسرائيل حالياً في قضايا مهمة كتحقيق الأمن، وتعطيل برنامج إيران النووي، لذا لن يُسلط الضوء على مخاوف المجتمع اليهودي من تصاعد معاداة السامية في أمريكا. وتعليقاً على ذلك أعربت الصحفية تال شاليف، مراسلة موقع الأخبار الإسرائيلي "Walla"، لـ DW عن قلقلها من هذا الموقف: "إنها معضلة لإسرئيل، فما يمكن أن يصب في مصالح إسرائيل، قد يكون سيئا ليهود أمريكا، مما يجعل العلاقة بينهم متوترة، يجب على إسرائيل إظهار بعض التعاطف مع المجتمع اليهودي في أمريكا". فيما لا يرى المعلق السياسي والمفكر يارون لندن الوضع بهذا السوء، وبرأيه: " فإن هذه الموجة من معاداة السامية لا تسبب خلافاً بين الطرفين، بل على العكس إنها ضرورية لتهدئة الشكوك حول صحة فكرة إقامة دولة إسرائيل".
ميريام داغان/ ريم ضوا.