أنابيب لنقل نفط كردستان إلى تركيا
٧ نوفمبر ٢٠١٣نقلت ذلك مصادر مطلعة منتصف هذا الأسبوع ( الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر 2013 ) وعلى أساس الصفقات التي قد يكون لها عواقب سياسية مهمة في الشرق الأوسط قد تبلغ صادرات كردستان نحو مليوني برميل يوميا من النفط للأسواق العالمية وعشرة مليارات متر مكعب على الأقل سنويا من الغاز إلى تركيا.
ولم يكن من الممكن تصور مثل هذه الصفقات قبل بضعة أعوام حينما كانت أنقرة تتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة المركزية في بغداد وتخوض قتالا منذ عشر سنوات مع المتمردين الأكراد على أراضيها.
لكن تركيا تستورد كل احتياجاتها من الطاقة تقريبا ويعني تنامي الطلب أنها تواجه عجزا متزايدا مما يجعل من الصعب عليها تجاهل موارد النفط على حدودها الجنوبية.
وقالت مصادر شاركت في المحادثات إنه خلال زيارة قام بها رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان البرزاني إلى اسطنبول الأسبوع الماضي اتفق الجانبان على الخطوط الرئيسية للصفقات والتفاصيل الفنية لخط أنابيب النفط الثاني وخط أنابيب ينقل الغاز من شمال العراق إلى تركيا.
وأضاف مصدر مطلع على الصفقة "أنها رسمية وتاريخية...على مدار سنوات تعمدت تركيا تجنب التورط في شمال العراق لكن الآن بداية مرحلة جديدة. لقد كانت خطوة شجاعة لكنها ضرورية جدا."
الود التركي الكردي يغضب بغداد
وأغضب تودد تركيا لأكراد العراق بغداد التي تزعم انها صاحبة السلطة الوحيدة في إدارة نفط العراق وتقول إن جهود الأكراد للاستقلال بمواردهم النفطية قد تؤدي إلى تقسيم البلاد. وأثار ذلك أيضا القلق في واشنطن.
وبموجب الدستور العراقي تذهب كل عائدات الصادرات النفطية إلى بغداد. وتحصل منطقة كردستان على 17 % من إجمالي الإيرادات الأمر الذي ساعدها على أن تكون واحة رخاء آمنة بعيدا عن العنف الذي يعصف بباقي أنحاء العرق .
ويقول الأكراد إن الفائدة ستعم العراق بالكامل إذا ما طوروا موارد منطقتهم، لكن بغداد تخشى أن يسعى الأكراد للانفصال إذا ما تمتعوا بطاقة تصديرية منفصلة.
وقالت تركيا مرارا إنها تحترم حساسيات بغداد ولن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تعمق النزاع الطويل بين الحكومة المركزية التي يقودها العرب ومنطقة كردستان شبه المستقلة.
وأبرمت كردستان صفقات مع شركات من بينها إكسون موبيل وشيفرون وتوتال في اطار سعيها إلى تطوير قطاعها النفطي.
وأقامت أنقرة شركة الطاقة التركية التي تدعمها الدولة والتي أبرمت صفقات شراكة مع كردستان.
وذكرت مصادر مطلعة على المشروع إنه سيتم توصيل أول خط أنابيب برعاية الحكومة الكردية الإقليمية والذي قارب على الانتهاء بخط أنابيب تركي عراقي قائم حاليا ويبدأ في نقل نفط كردستان للأسواق العالمية من ديسمبر كانون الأول.
"طاقة خط الأنابيب الجديد ستصل إلى مليون برميل يوميا"
وحاليا يحمل خط الأنابيب القائم والذي يمتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط جزءا يسيرا من الطاقة الإنتاجية لمنطقة كردستان التي تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا ويمكنه نظريا أن يحمل 700 ألف برميل من النفط الكردي.
لكن مع تنامي انتاج كردستان وبدء العمليات في العديد من الحقول الجديدة هذا العام والعام القادم ستكون هناك حاجة لخط أنابيب ثان.
وقال المصدر القريب من الصفقة "خط الأنابيب الثاني سيخصص في الأساس للنفط الثقيل الذي سيأتي من الحقول الشمالية. خام طاق طاق وطاوكي من نوعية عالية وسيقلل مزجهما من قيمتهما."
وذكر مصدر حكومي أن شركة بوتاش التركية الحكومية لخطوط الأنابيب سيكون لها دور محوري في بناء الخط الثاني. كما أن شركة تركية خاصة مهتمة بالمشروع.
وقال وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق آشتي هورامي في اسطنبول الأسبوع الماضي إن طاقة خط الأنابيب الجديد ستصل إلى مليون برميل يوميا على الأقل. وأضاف انه سيتم قياس الصادرات بشكل مستقل ودعا جميع الأطراف ومن بينها بغداد لإرسال مراقبين لمتابعة العملية.
وقال مصدر مطلع إن الإيرادات ستدفع إلى منطقة كردستان. وأكد هورامي مرارا استعداد حكومة كردستان لإرسال 83 % من الدخل إلى بغداد بعد استقطاع حصة المنطقة. وتعتبر بغداد هذه الخطط غير مشروعة.
وأضاف المصدر "تقول حكومة كردستان إن هذا النفط يخص كافة العراقيين وإنهم على استعداد لاقتسامه، وهناك بارقة أمل في أن يجبر الأمر الواقع بغداد على أن تبرم اتفاقا بهذا الخصوص."
وبينما ينصب التركيز على النفط فان اهتمام تركيا بالعراق العضو في أوبك يرجع أيضا إلى احتياطياتها الغنية من الغاز.
وقالت المصدر إنه بمد خط أنابيب جديد من كردستان سيكون بمقدور تركيا استيراد مليارات متر مكعب على الأقل سنويا من غاز كردستان بسعر أقل من مورديها الحاليين.
ومن المنتظر أن يبدأ بناء خط الأنابيب ومحطات معالجة الغاز المتوقع أن تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات بداية العام المقبل على أن يبدأ أول تدفق للغاز في بداية عام 2017.
م.م/ س.ج/ (رويترز)