أميرات الجدار: إسرائيليات ضد الاحتلال
١٦ أكتوبر ٢٠١٣يكمن دور منظمة "ماخسوم واتش" في مراقبة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وتوثيق ممارساته على "ماخسوم" وتعني بالعربية حاجز، كما أنها تتألف من مجموعة نساء إسرائيليات متقاعدات، يعملن بشكل تطوعي لتسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين، معتقدات أنّ إنهاء الاحتلال يبدأ عن طريق الاعتصام الدائم أمام الحواجز.
اختلفت الآراء حول عمل هؤلاء النسوة بين مؤيد ومعارض في المجتمع الإسرائيلي، وأطلق عليهم بعض المؤيدين اسم أميرات الجدار، وذلك لأجل عملهم الإنساني لمساعدة الفلسطينيين، في حين يرى فيهن المعارضون أعداء لإسرائيل ومن معيقات سياساتها.
فضّلت سيلفيا بيترمان، 67 عاما، العمل لنصّرة العمال الفلسطينيين عوضا عن أن تستمع بوقتها في مرحلة التقاعد، وهي واحدة من الناشطات اليهوديات الإسرائيليات اللائي يعملن في بشكل منتظم على الحواجز لتسهيل حركة مرور العمال، من حاملي تصاريح العمل داخل إسرائيل، نظرا لقلة الفرص داخل الضفة الغربية.
والتحقت بيترمان بمنظمة "ماخسوم وتش" قبل عشرة أعوام، بعدما تركت وظيفتها كخبيرة اقتصادية في بنك إسرائيلي، لتبدأ العمل الإنساني منذ ساعات الصباح الباكر عند حاجر "الكونتينر" على مدخل مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
يُعين بيترمان في جولتها في هذه الجولة ناشطتان تقومان بتوثيق ومراقبة الانتهاكات التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، وخلال هذه الجولة على مدار أسبوع عبر نحو 6500 فلسطينيا في ساعة السابعة صباحا.
"الطريقة الأنسب لإزالة الحواجز هي أن نأتي ونعتصم"
الناشطة الحقوقية، كشفت أنها وزميلاتها يتدخلن حين يلحظن تباطؤا في جنود إسرائيل في حركة المواطنين، فيشرعن بإزعاج مراكز قيادة الجيش باتصالات صباحية مستمرة، لتقديم شكاوى حول سلوك الجنود.
وتقول بيترمان إن "الجنرالات لا يحبون هذا الأمر كثيرا، لذا فقد خصصوا خط هاتف ساخن للحالات الإنسانية"، "وبالرغم أن الرجال في هذه الحالات يتصرفون بعنف، ولكن نظرا لأننا سيدات كبيرات في السن، فإنهم يتصرفون معنا بحذر".
وترى بيترمان أن الطريقة الأنسب لإزالة الحواجز هي "أن نأتي ونقف هنا ونعتصم"، وتختم القول بيتر مان بأنه "لا يوجد أي ادعاء عقلاني ضد هذه الحقيقة أنها أراضي محتلة، وأنها بالفعل محتلة ونحن ضدها".
تجدر الإشارة هنا أن الجنود الإسرائيليون يماطلون في التدقيق بهويات المواطنين والتفتيش الجسدي، إضافة إلى الفحص الالكتروني الذي يستخدم للكشف عن المعادن، وبالتالي تصبح الحركة بطيئة .
ورغم تخصيص بوابات إنسانية لمرور النساء والأطفال وكبار السن، إلا أن الاكتظاظ على الحواجز وطول الانتظار، والفوضى والصفوف الطويلة يبقى قائما.
وتعمل السيدة الستينية في وقت الراحة على متابعة القضايا المتعلقة بالتصاريح، وخصوصا للذين تضعهم إسرائيل على القائمة السوداء، وهي تعمل على مساعدتهم عن طريق تحريك شكاوى وقضايا أمام الجيش الإسرائيلي أو القضاء، فخلال السنة الماضية حصل نحو ألف فلسطيني على تصاريح من المحاكم الإقليمية ومحكمة العدل الإسرائيلية العليا.
ناشطات من أصول متشددة
أما تمار فلايشمان، التي تنحدر من عائلة صهيونية متشددة جدا، فرغم أنّ معظم أصدقائها كانوا عسكريين، لكنها أصبحت ناشطة في هذه المنظمة بعد الاستماع لوجهات نظر وأراء مختلفة عندما عاشت في سنغافورا وبانكوك.
فلايشمان تعمل مصورة صحفية، عند حاجز قلنديا على المدخل الرئيسي لمدينة رام الله، وتوثق معاناة أطفال مخيم اللاجئين منذ 12 عاما، وتقول إن الأطفال رفضوا الفكرة في البداية لكنهم يقولون الآن " صورينا واجعلي العالم يشاهد ماذا يفعل بنا الإسرائيليون".
الناشطة الأخرى دانيلا يوئيل، وهي اليهودية الأرثوذكسية، لا تستطيع أن تمحي ذكرى تلك الفلسطينية التي لم تستطع أن تلد طفلين توأم في حالة طبيعية، ما أدى إلى وفاتهما على الحاجز بسبب عدم سماح الجنود لها بالمرور.
و تشعر يوئيل أحيانا بأنها مصابة بانفصام بالشخصية نظرا للعمل الذي تقوم به من جانب ، ودينها وإرثها التاريخي من جانب آخر، وتضيف: "أن الناس خلال الهولوكوست لم يتعاطفوا معنا، وأنا الآن اشعر بنفس العواطف التي تنتاب الفلسطينيين عندما اذهب إلى الحواجز".