أمل مرقس تغني في ألمانيا من أجل المحبة والسلام
١٨ أكتوبر ٢٠١٢بدعوة من "مقهى فلسطين" بمدينة كولونيا وبشراكة معه، أحيت المغنية الفلسطينية أمل مرقس يوم 16 أكتوبر/ تشرين الثاني، حفلا غنائيا في قاعة العروض"هارموني" بمدينة بون الألمانية. و قدمت الفنانة خلاله عددا من أغانيها الصادرة في اربعة ألبومات تحت عنوان: "أمل" و" شوق"و "نعنع يا نعنع" و"بغني"، التي تتميز بإيقاعات شرقية من التراث الفلسطيني وقصائد لشعراء فلسطينيين وفي مقدمتهم محمود درويش. إيقاعات شنفت آذان الجمهور العربي والألماني من مختلف الأعمار حيث كان الحضور من مناطق ألمانية مختلفة. وعن تجربة الغناء في ألمانية تقول أمل مرقس لDW /عربية: " كلما أتلقى دعوة للغناء خارج فلسطين تغمرني سعادة كبيرة خصوصا وأني فنانة نشأت في ظروف سياسة صعبة. وهي أيضا فرصة لألتقي بجهوري في ألمانيا أيضا".
شغف بالغناء منذ الطفولة
ولدت أمل مرقس في فلسطين عام 1968 وبدأ شغفها بالغناء عندما كان عمرها خمسة أعوام. وتقول مرقس في حديثها مع DW عربية: " كانت ملكَة الحفظ عندي قوية، أحفظ المواويل والأغاني بسرعة وأرددها بعد ذلك. لما كان عمري خمس سنوات، بدأت أغني في البيت، في المدرسة والقرية وفي الاحتفالات الشعبية والأعراس". وحصلت مرقس على الجائزة الأولى في أحد المهرجانات الغنائية التلفزيونية في دولة قطر وهي في العاشرة من العمر، وكانت تلك التجربة بمثابة انطلاقة لبروزها في الشاشات التلفزيونات العربية. كما أدت أغاني كثيرة مع فنانين غربيين مثل الفنانة الأمريكية "جون بايز" ضمن حفلة مناهضة للحرب في قاعة "تسافتا" في تل أبيب، والفنانة الأرجنتينية "مرسيدس سوسا"، وكانت لها مشاركات فنية مع فرق موسيقية عالمية مثل فرقة الروك الإيطالية "ستاديو" ومع المغني "أوليفر شانتي" وفرقة "راديو دراويش" عام 1999 و"ناني كاييمي" من البرازيل و"الفرقة الفلهرمونية الملكية ليفربول". وتم اختيار مرقس عام 2001 من قبل التلفزيون النمساوي كصاحبة أجمل الأصوات في القرن العشرين.
وبحكم عيشها في إسرائيل فإن الطريق الفني لمرقس لم يكن مفروشا بالورود. وتقول " في إسرائيل كان الناس ينظرون إلي بأحكام مسبقة، لم يكن من السهل إنتاج غناء عربي في بلد تسيطر فيه الثقافة العبرية، حيث يُنظر فيه إلى اللغة العربية كلغة العدو. لكن العديد من الإسرائيليين تجاوبوا مع صوتي وأعلنوا دعمهم لي ويشترون ألبوماتي".
أمل مرقس: "صوت المرأة ثورة وليس عورة"
غير أن الصعوبات التي واجهتها مرقس ولازالت تواجهها لا ترتبط بالمحيط الإسرائيلي فقط، بل أيضا ببلدها فلسطين الذي ولدت فيه حيث إنها لا تزال عرضة لانتقادات التيارات الإسلامية المتشددة التي ترفض ممارسة المرأة للغناء. وتقول مرقس في هذا الصدد: "كوني امرأة أدعو لتحرير المرأةز لقد جلب لي ذلك مشاكل كثيرة مع الإسلاميين المتشددين"، وتضيف قائلة: "خلال أحد الأنشطة الفنية طلبت الحركة الإسلامية من أنصارها أن ينسحبوا من العرض قبل أن أعتلي المنصة. لكنني خاطبتهم بالقول: "صوت المرأة ثورة وليس عورة"، ولولاها لما حافظنا على ذاكرتنا الشفوية وعلى تراتنا". وتركز مرقس في أغانيها على مواضيع الحب والسلام كرسالتين إنسانيتين. وتقول "أغني من أجل الصالح العام ولكل الناس، جمهوري متعدد ولا أقسمه إلى طوائف". كما تبرز مرقس تمسكها بالأغنية الملتزمة وليس "بالأغنية التسويقية" التي هي فقط عبارة عن"وجبات سريعة تُطبخُ بسرعة وتُؤكل بسرعة" على حد قولها.
" صوت إنساني ساحر"
ولاحظت DW / عربية تجاوبا كبيرا بين المغنية مرقس والجمهور خلال الحفل، الذي رددا معها الأغاني والمواويل الشعبية وتعالت الزغاريد والهتافات احتفاء ب "فيروز فلسطين". وعن شعورها وتقييمها لهذه التظاهرة الفنية تقول السيدة بوتارفيك التي حضرت الحفل " أنا سعيدة جدا بحضور أمل إلى بون والاستمتاع الى صوتها الإنساني والساحر. إنها تبدو كملكة وهي تعتلي المنصة"، أما صديقتها السيدة موستار فهي "معجبة بأغاني مرقس رغم أنها لا تعرف المضمون لعدم إلمامها باللغة العربية". والتقت DWعربية بالعديد من أصدقاء طفولة أمل مرقس القاطنين في ألمانيا مثل ضرار الحجم وسما جريس اللذين أكدا أنهما يستحضران" ذكريات الطفولة والماضي في فلسطين" كلما سمعا صوت مرقس. بدورهما عبر الدكتور صالح سروجي وسريا هوفمان من اللجنة المنظمة للحفل عن سعادتهما بنجاح هذه التظاهرة الفنية وعن أملهما في دعوة أصوات فلسطينية أخرى للالتقاء بالجمهور العربي والألماني المتعطش للفن العربي والفلسطيني.