ألمانيا وفرنسا تلوحان بعقوبات جديدة في قضية نافالني
٧ أكتوبر ٢٠٢٠قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن البلدين سيقترحان فرض عقوبات إضافية أوروبية تستهدف أفرادا بعينهم يعتقد أنهم مسؤولون عن تسميم أليكسي نافالني منتقد الكرملين بعد فشل روسيا في تقديم تفسير مقنع.
وفيما يتعلق باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك في تسميم نافالني الذي نقل بعدها إلى العاصمة الألمانية للعلاج، قال الوزيران "لم تقدم روسيا حتى الآن أي تفسير يعتد به بهذا الشأن". وأضافا "المقترحات ستستهدف أفرادا يعتبرون مسؤولين عن هذه الجريمة وعن انتهاك الأعراف الدولية استنادا إلى وظائفهم الرسمية بالإضافة إلى كيان مسؤول عن برنامج نوفيتشوك".
وكان ماس قد قال أمام النواب في البرلمان الألماني: "ارتُكب انتهاك خطير للقانون الدولي بواسطة مادة كيميائية تستخدم في الحروب، ولا يمكن لأمر كهذا أن يمر دون عواقب". وأضاف "من الواضح أنه ما لم تتضح الأحداث وما لم يتم تقديم المعلومات الضرورية، فلن يكون من الممكن تجنّب عقوبات محددة الأهداف ومتناسبة في حق الجهات المسؤولة من الجانب الروسي".
وجاء الرد الروسي سريعا إذ نددت موسكو بالبيان الصادر عن الوزيرين وتلويحهما بفرض عقوبات أوروبية على شخصيات روسية في قضية تسميم نافالني. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا في بيان "إعلان الوزيرين غير مقبول إن في المضمون أو في اللهجة ويؤشر إلى عدم رغبة باريس وبرلين مطلقا في النظر في الوقائع" متهمة البلدين بإطلاق "تهديدات ومحاولات لابتزازنا".
مناشدة نافالني للأمم المتحدة
وكشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن المعارض الروسي البارز ألكسي نافالني ناشد الأمم المتحدة المساعدة في التحقيق في واقعة تسميمه. وبحسب تقرير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الأربعاء، طلب نافالني عبر محام تدخل انيس كالامار، المقررة الأممية الخاصة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، وايرين خان، المقررة الأممية الخاصة بحرية الرأي.
وكانت المقررتان التقتا المعارض الروسي في العاصمة الألمانية برلين حيث يتلقى العلاج. وتعافى نافالني من تداعيات تسميمه في الوقت الراهن بعد تلقي العلاج في مستشفى شاريتيه ببرلين، وأعلن أنه يرجح أن الدولة الروسية تقف وراء تسميمه.
وقالت كالامار للمجلة الألمانية إنها "ستدرس بأقصى قدر من الدقة" الاتهامات، مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تحدد الوقت الذي سيستغرقه هذا الأمر، وأضافت أنها لا يمكنها أن تعطي تقديرات إلا بعد إتمام التحقيقات "ومناقشتها مع الدولة المعنية".
ونقل نافالني إلى ألمانيا في أواخر آب/أغسطس بعد إصابته بوعكة في طائرة وتمضيته عدة أيام في مستشفى في سيبيريا. ووصل المعارض الروسي إلى برلين في حالة غيبوبة وكان يتنفس بمساعدة جهاز. وخرج من المستشفى في 22 أيلول/سبتمبر بعد علاج استمر 32 يوما في مستشفى شاريتيه في العاصمة الألمانية بينها 24 يوما في وحدة العناية المركزة.
ورغم تجربته المروعة قال إنه سيواصل نشاطه لدى عودته إلى روسيا. وطالبت القوى الغربية موسكو بإجابات، حيث اتهم نافالني نفسه فلاديمير بوتين بالوقوف وراء عملية تسميمه. لكن روسيا رفضت بشدة هذه المزاعم وانتقدت الثلاثاء "سيناريو تآمري" مخططا له مسبقا.
وألقت القضية بظلالها على العلاقات المتأزمة بالفعل بين روسيا وألمانيا، وهي تأتي بعد عام من اغتيال قائد شيشاني سابق في حديقة تيرغارتن في وسط برلين بأوامر من موسكو بحسب المدعين الألمان.
ع.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ)