ألمانيا: خلية يمينية إرهابية تستهدف اللاجئين
٢٠ أبريل ٢٠١٦عناصر "مجموعة فرايتال" شكلوا هذه الخلية في يوليو/ تموز 2015 على أبعد تقدير، وعددهم ثمانية أشخاص يتزعمهم شاب في الـ 27 من العمر يُدعى تيمو س. وصديقه باتريك ف. البالغ من العمر 24 عاما. المجموعة لم تطلق على نفسها هذا الاسم، بل هو يعود للتسمية التي أطلقتها النيابة العامة الألمانية على المجموعة، التي كانت في الحقيقة "مجموعة دفاع مدني".
تيمو س. وريكو ك. أصدقاء ضمن مجموعة الدفاع المدني
على صورة حساب موقع فيسبوك لمجموعة الدفاع المدني كُتب "تقليد في الشرق أن تنفجر المفرقعات قبل ليلة السنة الميلادية". ويلقى موقع فيسبوك للمجموعة تأييدا من مئات المعجبين، وربما انبهر الكثيرون بما فعله جزء من هذه المجموعة سراً، إذ يبدو أنهم نفذوا اعتداءات بالمتفجرات في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ضد دور للاجئين في بلدة فرايتال. كما اعتدت المجموعة على مشروع بناء بديل بمدينة دريسدن.
ويفيد عناصر المجموعة أن مجموعتهم للدفاع المدني تشكلت في أعقاب "تجاوزات في فرايتال وعلى حافلة نقل حضري". ويتهم أفراد المجموعة لاجئين بالوقوف وراء تلك التجاوزات، وهي تسعى لأخذ الثأر بيدها، لاسيما بعد أحداث ليلة رأس السنة الماضية في كولونيا التي أعقبها ظهور العديد من مجموعات الدفاع المدني التي تدعي أن "الدولة عاجزة عن حمايتنا" أو "مشكلة اللاجئين يجب أن نتولاها بأنفسنا". ويفيد المحققون أن أفراد هذه المجموعات ينحدرون من عدة أوساط كاليمينيين المتطرفين والهوليغانس وحزب "البديل من أجل ألمانيا".
فرايتال ليست حالة منفردة
وإلى جانب مجموعات الدفاع المدني التي هي في غالب الأحيان يمينية متطرفة توجد أيضا مجموعات محلية وأشخاص يحرضون ضد اللاجئين. ولم تصنف السلطات هؤلاء الأشخاص سابقا بأنهم يمينيون متطرفون. ولكن أعمال العنف صدرت أيضا من مواطنين عاديين احتجوا أمام دور لإيواء اللاجئين. وقد سجلت الشرطة الجنائية الألمانية في 2015 أكثر من 1000 اعتداء على دور للاجئين. كما دونت مؤسسة ألمانية أخرى هذا العام 311 اعتداء ضد مساكن للاجئين، 55 منها كانت اعتداءات بالحرق.
المتفجرات تأتي من شرق أوروبا
وكشفت التحريات أن مواد الحرق المستعملة من أولئك الأشخاص ليست مفرقعات عادية، بل هي مواد محظورة في ألمانيا تملك قوة انفجار هائلة. وتفيد النيابة العامة أن "مجموعة فرايتال" اقتنت "كمية كبيرة من المتفجرات بأنواع مختلفة من تشيكيا". ولذلك، فإن لائحة الاتهام يشمل أيضا "التسبب في اعتداءات بمتفجرات". وكشف برنامج تحقيق أنجزته قناة تلفزة ألمانية تحت عنوان "الإرهاب اليميني: التهديد الجديد"، كيف أنه من السهل الحصول على تلك المتفجرات في بولندا أو تشيكيا والذي يُظهر أيضا الآثار المدمرة لتلك المتفجرات.
التهمة: محاولة القتل
وفي بلدة فرايتال ألقى الجناة تلك المتفجرات عبر نوافذ دور لإيواء لاجئين، وقالت النيابة العامة إنه لم تحصل إصابات بليغة أو قاتلة، لأن المقيمين في تلك الدور "نجحوا في وقت مناسب في تأمين حياتهم بالمسكن". وحدثت اعتداءات بمتفجرات في دور أخرى، إلا أنه لحسن الحظ لم تحصل إصابات خطيرة. وتقول النيابة العامة إن كميات المتفجرات المستعملة من قبل الجناة كانت كافية لقتل أشخاص.
السياسة علمت بالإنذار
وسارعت سلطات التحقيق بالتحرك لتعزز الشكوك حول وجود مجموعة إرهابية في بلدة فرايتال، وتولى النائب العام الألماني بنفسه الملف من النيابة العامة في دريسدن. وعبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن ارتياحه لإلقاء القبض على عناصر المجموعة، وتحدث عن ضربة موجعة ضد شبكة إرهابية يمينية في المنطقة. واعتبر أن تدخل الشرطة منع حصول اعتداءات أخرى محتملة للمجموعة ضد دور للاجئين ومعارضين سياسيين. وقال وزير الداخلية: "هذا يوضح أن دولة القانون تتحرك بحزم ومبكرا ضد بنيات متطرفة يمينية وجناة".
وسبق للنيابة العامة الألمانية أن تحركت في هذا العام ضد مجموعة إرهابية يمينية سيمثل أعضاؤها الأربعة الأسبوع المقبل أمام محكمة ميونيخ بتهمة تنفيذ اعتداءات ضد دور للاجئين. كما أن وزير الداخلية الألماني حظر في مارس الماضي النادي اليميني المتطرف باسم "الذئاب البيضاء فريق الإرهاب"، وأعضاؤه متهمون أيضا بالاعتداء على لاجئين.