ألمانيا تعد بمساعدات لضحايا الاحتلال النازي لبولندا الأحياء
٢ يوليو ٢٠٢٤في أعقاب مشاورات مشتركة للحكومتين الألمانية والبولندية، قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الثلاثاء (الثاني من يوليو/تموز 2024)، إن " ألمانيا تدرك مدى خطورة ذنبها ومسؤوليتها حيال الملايين من ضحايا الاحتلال الألماني والواجب الذي نشأ عن ذلك". وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن ألمانيا تتحمل مسؤوليتها التاريخية بلا أي تحفظات.
وتابع شولتس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك، في وارسو، قائلا إن "وضع الضحايا المسنين هو أمر يؤثر فينا بشدة، وسنتخذ إجراءات في هذا الشأن"، غير أن المستشار الألماني لم يحدد متى ومقدار التعويض الذي سيتم دفعه لحوالي 40 ألف شخص من ضحايا الاحتلال الألماني لبولندا الذين لا يزالون على قيد الحياة.
و أعرب شولتس عن اعتقاده بأن تحمل المسؤولية عن الماضي يعني أيضا تحمل المسؤولية عن المستقبل المشترك، لافتا إلى أن " أمن بولندا هو أيضا أمن ألمانيا".
وبدوره، وصف توسك إعلان المستشار الألماني بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال: "لا يوجد مبلغ مالي يمكن أن يعوض كل ما حدث في الحرب العالمية الثانية". وأوضح أن قضية التعويضات تم إغلاقها من الناحية الشكلية والقانونية مشيرا إلى أن هذا ما كانت تراه الحكومات البولندية السابقة
أيضا. ومع ذلك، رأى توسك أن المساعدات التي وعدت بها الحكومة الألمانية لضحايا الاحتلال يمكن أن تعمل على فتح صفحة جديدة في العلاقات
الألمانية-البولندية، وأردف:" لأن الإيماءات الطيبة مهمة جدا في السياسة".
وتطالب بولندا منذ فترة طويلة بتعويضات عن الأضرار التي سببتها الحرب العالمية الثانية و الاحتلال الألماني . وطالبت حكومة حزب العدالة والقانون البولندي المحافظة، التي قادت البلاد من عام 2015 حتى عام 2023، بتعويضات من ألمانيا تبلغ قيمتها أكثر من1.3 تريليون يورو . وقد أدى هذا - بالإضافة إلى الدعاية المستمرة المناهضة لألمانيا من قبل كبار ممثلي حزب العدالة والقانون - إلى إفساد العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة.
وفي ظل حكومة يسار الوسط بقيادة دونالد توسك، التي تتولى السلطة في بولندا منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تحسن المناخ بشكل ملحوظ. في المقابل قال توسك خلال زيارته الرسمية لبرلين في شباط/فبراير الماضي: "من الناحية الرسمية تم اختتام التعويضات منذ سنوات عديدة. لكن التعويض المادي والأخلاقي لم يتحقق أبدا"، مؤكدا ضرورة تسوية الحسابات والبحث عن طرق للتعاون دون الضغط على العلاقات المتبادلة.
وتعتزم ألمانيا وبولندا وضع تعاونهما على أساس جديد من خلال خطة عمل. وجاء في وثيقة أتاحت الحكومة الألمانية الاطلاع عليها: "تجري الحكومتان حوارا مكثفا حول إجراءات دعم ضحايا الهجوم والاحتلال الألماني في الأعوام من 1939 إلى 1945 والذين ما زالوا على قيد الحياة، وكذلك حول إحياء الذكرى والأمن". ولم تتضمن الوثيقة أي وعود محددة بشأن مدفوعات .
ومع ذلك، فإن الخطة لا تحتوي على أي اتفاقيات مالية محددة بشأن تعويضات عن الحرب العالمية الثانية أو مساعدات عسكرية، حسبما تبين من الوثيقة التي وزعتها الحكومة الألمانية.
وتذكر خطة العمل بناء البيت الألماني-البولندي في برلين كمشروع آخر في خدمة المصالحة. ويهدف المنزل إلى إحياء ذكرى التاريخ الألماني-البولندي المعقد والاحتلال الألماني النازي الوحشي للبلاد خلال الحرب العالمية الثانية (1945-1939) وإنشاء مكان لإحياء ذكرى الضحايا البولنديين.
وجاء في الوثيقة أن الجانبين يوليان أهمية لاستكمال هذا البناء في أسرع وقت ممكن. بالإضافة إلى ذلك، يتعهد الجانبان باستخدام كتاب التاريخ المدرسي الألماني-البولندي بعنوان "أوروبا - تاريخنا" كمادة تعليمية.
ع.ج.م/ح.ز (د ب أ)