ألمانيا تشدد إجراءات حيازة السلاح بعد مؤامرة لتنفيذ انقلاب
١١ ديسمبر ٢٠٢٢قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في مقابلة نشرت اليوم الأحد (11 ديسمبر/كانون الأول 2022) إن البلاد تعتزم تشديد قوانين السلاح بعد مؤامرة يشتبه في أنها كانت من جماعة يمينية متطرفة بهدف الإطاحة بمؤسسات الدولة بالعنف وتنصيب فرد سابق في عائلة ملكية زعيماً للبلاد.
واعتقلت الشرطة الألمانية 25 الأسبوع الماضي للاشتباه في ضلوعهم في المؤامرة التي تسببت في صدمة للكثيرين في أحد أكثر ديمقراطيات أوروبا استقراراً.
والعديد من المشتبه بهم ينتمون لحركة (مواطني الرايخ) التي قال عنها الادعاء إنها ترفض وجود الدولة الألمانية الحديثة.
وقالت وزيرة الداخلية في مقابلة مع صحيفة (بيلد أم زونتاغ) في عددها الأحد إن الحركة تشكل تهديداً متنامياً لألمانيا بالنظر إلى اتساع قاعدتها من ألفين إلى 23 ألفا في العام المنصرم بحسب تقديرات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا)، لافتة إلى أن عددهم زاد بذلك بنسبة 9,5% تقريباً، أي بإجمالي ألفي شخص تقريبا، مقارنة بالعام الماضي.
وكانت الوزيرة قد ذكرت في تغريدة لها اليوم أن السلطات الأمنية الألمانية كشفت عن أكبر شبكة إرهابية مشتبه بها لجماعة "مواطني الرايخ" حتى الآن، متعهدة بمواصلة "العمل بكل شدة ضد حركة مواطني الرايخ والمتطرفين الآخرين".
يذكر أن الاستخبارات الداخلية الألمانية كانت تقدر عدد المنتمين لهذه الحركة بنحو 19 ألف شخص في كل من عامي 2018 و2019. وقال ممثلو الادعاء إن المشتبه بهم من بينهم أفراد يحوزون أسلحة وعلى معرفة بكيفية استخدامها. وحاولوا تجنيد أفراد سابقين وحاليين في الجيش ولديهم مخزونات أسلحة.
ونقلت الصحيفة عن الوزيرة قولها: "هؤلاء ليسوا أشخاصاً مخابيل لا أذى منهم لكنهم إرهابيين مشتبه بهم يقبعون الآن في الحجز الاحتياطي قبل المحاكمة". وقالت فيزر للصحيفة: "نريد من كل السلطات ممارسة أقصى ضغط" لنزع أسلحتهم" مشيرة إلى أن ذلك هو سبب أن الحكومة ستقوم "في وقت قريب بتشديد قوانين السلاح".
وقبل المداهمات، صادرت السلطات بالفعل أسلحة من أكثر من ألف من أعضاء حركة مواطني الرايخ. لكن يعتقد أن هناك 500 آخرين على الأقل لديهم تراخيص سلاح في البلاد التي يندر فيها الحيازة الخاصة للأسلحة النارية.
قواسم مشتركة بين اليمين الشعبوي ومواطني الرايخ
من جانبه، قال وزير الداخلية المحلي لولاية سكسونيا السفلى بألمانيا بأنه يرى ثمة قواسم مشتركة بين "حركة مواطني الرايخ" الألماني اليمينية المتطرفة وبين حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني الشعبوي المعارض.
وقال بوريس بيستوريوس لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد: "حركة مواطني الرايخ ليست هي حزب البديل. ولكن هناك قواسم مشتركة كثيرة، بدءا من رفض دولتنا مروراً بالموقف الموالي لروسيا وصولاً لمعاداة أمريكا".
وأضاف بيستوريوس أن حزب البديل ينجح دائماً في توليد الوقود لسياسته الخاصة من مثل هذه الحركات، وقال: "لذا يتعين علينا التعامل مع ذلك على محمل الجد وأن نراقب عن كثب حزب البديل من أجل ألمانيا".
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية، ولا بقوانينها، ويمتنعون عن دفع ضرائب ومخصصات اجتماعية، ويصرّون على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة.
ع.ح./م.س. (رويترز، د ب ا)