ألمانيا تعتزم إرسال تعزيزات عسكرية إلى مالي
١٥ يناير ٢٠١٣تعتزم ألمانيا دعم العمليات العسكرية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي من خلال تقديم طائرات نقل عسكرية. وقال وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير اليوم الثلاثاء (15 يناير/ كانون الثاني 2013) في برلين إنه من الضروري قبل ذلك توضيح عدد الطائرات التي تحتاجها فرنسا ومدة هذه المشاركة ومكان استخدامها على وجه التحديد. وطبقا للمعلومات المتوفرة لوكالة الأنباء الألمانية فإن برلين تدرس في الوقت الحالي إرسال أربع طائرات نقل من طراز ترانسال وطائرة ركاب من طراز إيرباص 310 "ايه 310" لنقل جنود من القوات التابعة لاتحاد "إيكواس" الاقتصادي لدول غرب أفريقيا إلى مالي.
ومن المقرر أن يزور الحسن واتارا رئيس اتحاد ايكواس برلين غدا الأربعاء وأن يلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأن تتطرق مباحثاتهما إلى الوضع في مالي. وفي السياق نفسه أكدت ميركل موقف الحكومة الألمانية تجاه التواجد العسكري في مالي وأن برلين لن تشارك بجنود في عمليات القتال الدائرة في مالي. وأشارت ميركل في تصريحات إذاعية إلى أن ألمانيا ليست لديها نية للمشاركة في هذه العمليات مضيفة: "ندرس ما إذا كان باستطاعتنا تقديم دعم لوجيستي أو مساعدة إنسانية". كما رأت ميركل أنه "لا يجوز أن ننسى أن ألمانيا نشطة عسكريا جدا في مواقع أخرى، كما هو الحال على سبيل المثال في أفغانستان وكوسوفو حيث لا تشارك دول أخرى بنفس هذا الشكل".
تعزيزات عسكرية فرنسية
كما أن فرنسا تعتزم تعزيز قواتها في دولة مالي لمواجهة المتمردين الإسلاميين إلى جنوب البلاد. ويخطط وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان لإرسال نحو 2500 جندي إلى الدولة الواقعة غربي أفريقيا لتعزيز القوات الفرنسية هناك بشكل تدريجي.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء، على هامش زيارته إلى أبو ظبي، إنه من المقرر زيادة عدد الجنود الفرنسيين في مالي، والذي يبلغ حاليا 750 جنديا. ومن دبي أيضا أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم أن أهداف التدخل الفرنسي في مالي ثلاثة وهي "وقف الاعتداء" وتأمين باماكو والحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لا تنوي البقاء في مالي.
وقال أولاند في مؤتمر صحافي في ختام زيارته للامارات "لدينا ثلاثة اهداف لتدخلنا الذي يتم في إطار الشرعية الدولية: وقف الاعتداء الإرهابي وتأمين باماكو حيث لدينا الالاف من رعايانا والسماح لمالي باستعادة وحدة اراضيها". وكانت فرنسا بدأت الجمعة عملية عسكرية في مالي بهدف صد المجموعات الإسلامية المسلحة المتشددة التي سيطرت على شمال البلاد وكانت تتقدم نحو الجنوب والعاصمة باماكو. وحظيت فرنسا بدعم و"تفهم" من قبل دول مجلس الأمن. كما أكد أولاند أن فرنسا لا تنوي البقاء في مالي إلا أنها تريد أن يكون وضع هذه المستعمرة الفرنسية السابقة مستقرا مع مغادرة القوات الفرنسية البلاد.
آلاف الأشخاص يفرون من الحرب
وأوضح مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية الثلاثاء أن عدد اللاجئين الذين اضطروا الى مغادرة مالي بسبب النزاع فيها يقترب من 150 الف شخص في البلدان المجاورة، وأن عدد النازحين في داخل البلاد يناهز 230 الفا. وقد سجلت المفوضية العليا للاجئين 144 ألفا و500 لاجىء من مالي، منهم 54 ألفا في موريتانيا، و50 ألفا في النيجر و39 ألفا في بوركينا فاسو و1500 في الجزائر. من جهة أخرى قال برنامج الأغذية العالمي الذي يوزع المواد الغذائية في مالي عبر منظمات غير حكومية إنه يحتاج إلى 129 مليون دولار لتلبية الحاجات.
وأمام هذا التطور دعت منظمة "التعاون الإسلامي" إلى وقف فوري لإطلاق النار في مالي، وناشدت جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للوصول لتسوية سلمية. وأبدى الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو، في بيان اليوم الثلاثاء، قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده مالي، وقال إنه "يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في هذا البلد". ووصف الأمين العام للمنظمة العمليات العسكرية في مالي بأنها "سابقة لأوانها"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار هناك. وحث أوغلو جميع الأطراف على العودة إلى المفاوضات المباشرة.
م. أ. م./ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)