ألمانيا تشكك في دقة تقدير وكالات التصنيف الائتماني وباريس تهاجمها
١٦ يناير ٢٠١٢شكك وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله في صحة الحكم الذي أصدرته وكالة ستاندرد اند بورز الأمريكية للتصنيف الائتماني والذي خفضت بموجبه درجة التصنيف الخاصة بتسع دول أوروبية على رأسها فرنسا والنمسا. وقال شويبله في تصريح لراديو ألمانيا "دويتشلاند فونك" صباح اليوم الاثنين:"لا أعتقد أن ستاندرد اند بورز فهمت حقا ما أنجزناه في أوروبا بالفعل.. كما أن ستاندرد اند بورز لم تقيم بشكل كاف ما نفذته الدول الأوروبية التي تواجه صعوبات في الموازنة.. من إجراءات لخفض العجز في موازناتها." وعبر شويبله، القيادي بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن اعتقاده بأن وكالات التصنيف الائتماني تسعى بالدرجة الأولى للترويج لنفسها إعلاميا من خلال تصنيفاتها الائتمانية للدول مضيفا: "يساورني الشك أحيانا بأن هذه الوكالات التي تتنافس فيما بينها أيضا تسعى للفت الأنظار إعلاميا إليها".
تناقض التصنيفات
في هذه الاثناء، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى "التروي" في التعامل مع تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية متعهدا بأن هذه المؤسسات لن "تحدد السياسات الاقتصادية" لبلاده. وقال ساركوزي "لا تدعو الجنون يصيبنا لمجرد أن مؤسسة أصدرت تعليقا أو آخر". بدوره قال المفوض الأوروبي لتنظيم السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إن وكالات التصنيف الائتماني ينبغي أن تقدم مزيدا من الثقة لجهود منطقة اليورو من أجل حل أزمة ديونها، وذلك تعليقا على خفض وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف تسع دول أعضاء في تكتل العملة الموحدة. وقال ميشيل بارنييه في كلمة في هونج كونج: “أعتقد أنه سيكون من المناسب للوكالات أن تأخذ في الحسبان بشكل أكبر الجهود غير المسبوقة التي تبذلها الحكومات
وكانت فرنسا – بلد بارنييه – هي الضحية التى حظيت بأكبر اهتمام من مجموعة التخفيضات التي جرت مساء يوم الجمعة الماضي، إذ فقدت تصنيفها الممتاز "أيه أيه أيه". وفي تصنيف بدا متناقضا مع تصنيف وكالة ستاندرد آند بورز، ابقت وكالة التصنيف الائتماني موديز الاثنين على علامة فرنسا الممتازة "ايه ايه ايه" ومددت النظر في آفاقها الاقتصادية المصنفة حاليا "مستقرة" كما جاء في تقرير نشر على موقعها الالكتروني وخصص لهذه الدولة.
تخفض تصنيف صندوق إنقاذ اليورو
وفي تطور أخر، خفضت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لصندوق إنقاذ اليورو "بي إف إس إف" من درجة إيه إيه إيه الممتازة إلى إيه إيه موجب وذلك حسبما أعلن الصندوق مساء الاثنين في لوكسمبورج. وكانت هذه الخطوة متوقعة بعد أن خفضت الوكالة تصنيفها لتسع دول أوروبية على رأسها فرنسا والنمسا. وأكد رئيس الصندوق كلاوس ريجلينج أن الصندوق لا يزال قويا وأنه يمتلك الوسائل اللازمة للوفاء بتعهداته. وكانت الحكومة الألمانية قد أكدت قبل هذا الخفض توفر التمويل اللازم للصندوق وأن حجم الصندوق لن يتغير.
وبعد فقدان فرنسا تصنيف إيه إيه إيه الأعلى من بين التصنيفات الائتمانية المعتمدة من قبل وكالة ستاندرد آند بورز لم تعد هناك سوى أربع دول أوروبية فقط هي التي لا تزال تحتفظ بهذه المصداقية وهي إلى جانب ألمانيا هولندا وفنلندا و لوكسمبورج. لذلك فإن خفض تصنيف صندوق إنقاذ اليورو كان خطوة متوقعة. ومن غير المستبعد أن يؤدي خفض تصنيف الصندوق إلى الحد من قدرته على توفير الأموال اللازمة للمحافظة على استقرار اليورو واقتصادات الدول المتعاملة به.
(ي ب/ رويترز، د ب ا، ا ف ب)
مراجعة: حسن زنيند