ألمانيا تريد زيادة عدد الطلاب الأجانب بجامعاتها
٦ مارس ٢٠١٢تحظى الجامعات الألمانية بسمعة عالمية جيدة، مايجعلها قبلة للكثير من الطلاب الأجانب. وتعد الهيئةالألمانية للتبادل الأكاديمي من إحدى المؤسسات الألمانية النشطة لمساعدة الشباب في تحقيق طموحهم الدراسي. وفي حديث لها مع DWأكدتالمسؤولة عن الهيئة السيدة مارغريت فينترمانتل على دعمها لزيادة عدد الطلاب الأجانب في ألمانيا.
DW: منذ بداية هذا العام تسلمت رئاسة الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي DAAD، ماذا تودين تحقيقه خلال فترة توليك لهذا المنصب؟
في الحقيقة أشغل مناصب دولية كثيرة، فأنا عضو في مجلس إدارة جامعة التعاون الأوروبي، كما أنتمي إلى المجلس الاستشاري التابع لجامعة الأمم المتحدة، ومن خلال عملي في هذه المناصب تمكنت من جمع الكثير من الخبرات الدولية، الأمر الذي يدفعني للعمل على فتح القطاع التعليمي في ألمانيا على العالم، و بمعنى أخر، أصبح من المهم جدا أن نعمل على تكوين جيل جديد، لديه الكثير من الخبرات الدولية.
أشرت إلى أنك تطمحين خلال فترة توليك لهذا المنصب إلى أن يصبح عدد الطلاب الأجانب في ألمانيا في مستوى 300 ألف طالب أجنبي، ما يعني أكثر بزيادة 55 ألف عن عددهم الحالي، أين تكمن أهمية الرفع من عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الألمانية؟
لدي وجهة نظر خاصة، فإذا كان الشباب الألمان وشباب دول العالم يرغبون في تطوير أنفسهم علميا، فإنه من الضروري أن يطلعوا على ثقافات بلدان العالم وتحمل مسؤوليات عالمية. فالأمور حاليا تختلف عما كانت عليه سابقا، حيث يواجه كل العالم تحديات كبيرة، مثل التغيرات المناخية إلى جانب قضايا توليد الطاقة والرعاية الصحية. ولا ترتبط هذه القضايا ببلد دون غيره، بل إنها تشكل مسؤوليات شمولية وتتطلب تحرك جميع بلدان العالم.
الكثير من الطلاب الأجانب في ألمانيا يشعرون بوجود مثل هذه الحدود الوطنية ، فالبيروقراطية الألمانية تجعل الكثير منهم يشعرون بأنه غير مرحب بهم في الجامعات الألمانية، فما هي مخططاتكم لتغيير هذا الوضع؟
الطلاب الأجانب مرحب بهم جدا في الجامعات الألمانية وفي الكليات أيضا. فحاليا يرتفع عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الألمانية بشكل مستمر مقارنة بالماضي. ورغم اكتظاظ قاعات المحاضرات بالطلاب، فلا يمكننا أن نمنع الطلبة الأجانب من الدراسة في ألمانيا، ولذلك فأنا أرى أن التبادل الطلابي هو الحل الأمثل للحد من الاكتظاظ الطلابي في الجامعات الألمانية. أما فيما يتعلق بالبيروقراطية فهو أمر مبالغ فيه بعض الشيء. ولكن بالطبع علينا أن نهتم بمساعدة الطلاب الأجانب في ألمانيا كي يتمكنوا من متابعة دراستهم ، غير أن الأهم في ذلك حسب رأيي هو قضية الاعتراف بشهادات دول العالم.
المزيد من التدويل في مجال التعليم العالي يعني أيضا زيادة الفرص أمام الطلبة الألمان للدراسة خارج ألمانيا، وحاليا تدل الإحصائيات على أن كل طالب من ثلاثة طلاب في ألمانيا يدرس في الخارج وهو أمر جيد ، ومع ذلك تودين الرفع من مستوى هذا العدد، ألا ترين صعوبات في تحقيق هذا الأمر؟
في الواقع يشكل ذلك أحد طموحاتي، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال التعاون البناء بين جامعاتنا والجامعات الأجنبية. و الأهم في الأمر هو ألا يشكل التبادل الطلابي بين الجامعات سببا في إضاعة وقت الطلبة، بل أن يتم الاعتراف بالفصل الدراسي الذي يقضيه الطالب في الخارج، وهنا يتوجب علينا بذل جهد أكبر.
الدراسة في الخارج تحتاج إلى تمويل، وحسب "تقريرطلبة أوروبا" فإن هناك الكثير من الطلبة الألمان الذين يمولون دراستهم بالخارج من قبل أوليائهم، ولكن ماذا عن الطلبة الأخرين كيف يمكنكم مساعدتهم؟
الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي تحتضن العديد من برامج المنح، ومع ذلك يتوجب علينا البحث في كيفية تطوير برامج المنح بشكل أفضل وتعزيزها. ونحن بحاجة إلى المزيد من الدعم من قبل الاتحاد الأوروبي وخاصة فيما يتعلق بالتعليم العالي المرتبط بمنطقة أوروبا، كما نحتاج أيضاً إلى المزيد من الدعم المادي لتغطية مصاريف إقامة الطلاب الأجانب في ألمانيا.
في نهاية شهر نيسان/ أبريل، ستنتهي مهمتك كرئيسة لمعاهد التعليم العالي في ألمانيا، ما هو تقييمك لهذه الجامعات؟
أرى أن معاهد التعليم العالي في ألمانيا شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ، وأنا سعيدة جدا بأنني رافقت مسار هذه التغيرات، إذ لم يكن لدينا من قبل طلاب بهذا المستوى التعليمي الحالي ، فألمانيا بحاجة ماسة إلى جيل من الشباب المبدع والطموح والخلاق يتمتع بمستوى تعليمي عال. ولمعاهد التعليم العالي في ألمانيا ما يكفي من الدوافع لتنشئة أجيال تتمتع بتلك المواصفات، وهذا مايكسب معاهد التعليم العالي في ألمانيا سمعة حسنة ويجعلها قبلة للطلبة الأجانب من كل أرجاء العالم . وهذا أمر مشرف لنا...
أجرى الحوار: سابينه دامشكه
ترجمة: دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي