ألمانيا تراهن على دعم دول الجوار الأفغاني لاستيعاب اللاجئين
١٧ أغسطس ٢٠٢١عقب استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان، يتوقع وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر ما يتراوح يتراوح بين 300 ألف وخمسة ملايين أفغاني آخر سينزحون من بلادهم. جاء ذلك وفقا لما أبلغه الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري لرؤساء الكتل البرلمانية وفقا لما علمته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس اليوم الاثنين (16 أغسطس/آب 2021) ولم يذكر زيهوفر مدة زمنية لتوقعاته.
وقبل أسابيع شهدت إيران وباكستان توافدا كبيرا للاجئين أفغان إلى أراضيها، فيما تمثل تركيا محطة أساسية لمواصلة طريقهم إلى أوروبا.
وفي هذا الإطار وخلال مؤتمر صحفي عقدته أمس الاثنين (16 أغسطس/ آب 2021) حول تطورات الوضع في أفغانستان، بادرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى طرح تقديم مساعدات سريعة للجوار الأفغاني لصد حركة اللجوء صوب أوروبا. وقالت إنه من "المهم بالدرجة الأولى مساعدة الدول المجاورة التي قد يأتي إليها اللاجئون الأفغان". وذكرت أن الأولية تكمن في التعاون مع باكستان إلى جانب مباشرة مشاورات فورية مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وتراهن ميركل على "بقاء آمن في محيط أفغانستان" بالنسبة للناس العديدين الذين عملوا بشكل غير مباشر مع مؤسسات ألمانية ولصالح ألمانيا، وحذرت "من تكرار خطأ الماضي عندما لم نعط أموالا كافية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وبرامج مساعدات أخرى، وغادر الناس الأردن ولبنان باتجاه أوروبا".
دعوات لاستراتيجية مستقبلية
وليس بعيدا عن طرح المستشارة الألمانية، جاءت دعوة الاتحاد الألماني للمدن والبلديات التي طالبت بمساعدة الدول المجاورة لأفغانستان مع وضع استراتيجية وطنية لاستقبال اللاجئين.
وقال رئيس الاتحاد، بوركارد يونغ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين إن "المساعدة الإنسانية هي ما يهم الآن"، مضيفا أنه يتعين على ألمانيا والمجتمع الدولي "إرسال مساعدات على نطاق واسع إلى المنطقة على الفور"، مؤكدا على ضرورة حصول "جيران أفغانستان المباشرون على دعم هائل حتى يتمكنوا من رعاية اللاجئين واستقبالهم".
كما طالب يونغ، الذي يشغل أيضا منصب عمدة مدينة لايبزيغ، الحكومة الإتحادية بوضع استراتيجية وطنية فورية لاستقبال اللاجئين ، واصفا خطط جلب 10 آلاف شخص من أفغانستان بمساعدة القوات الألمانية بأنها "عمل إنساني ومساعدة فعّالة" ستشارك فيها المدن أيضا. وأضاف أنه وفي المقابل "تحتاج المدن إلى معرفة ما ستلاقيه - فهي في النهاية توفر الكثير من أماكن الإيواء للاجئين. يجب على الحكومة الاتحادية أن تضع على الفور استراتيجيتها للتعامل المستقبلي مع أفغانستان".
يذكر أن مصادر في الحزب المسيحي الديمقراطي كشفت لوكالة الأنباء الألمانية أن ميركل قالت في اجتماع للمجلس التنفيذي لحزبها يوم أمس، إن حكومة بلادها ستستقبل حوالي 10 آلاف شخص من أفغانستان. وحددت الحكومة منذ أشهر 2500 موظف محلي في أفغانستان، موضحة أنه لم يتضح بعد ما إذا كان 600 منهم في بلدان ثالثة. وأضافت ميركل أن الحكومة الألمانية حددت أيضا 2000 شخص آخر من المفترض أن يغادروا البلاد، مثل نشطاء حقوق الإنسان ومحامين.
مرشح حزب ميركل يتفادى تقديم تعهدات
وفي ظل أسابيع قليلة تفصل عن الانتخابات العامة المزمع إجراؤها الشهر القادم، رفض مرشح تحالف ميركل المسيحي لمنصب المستشار، أرمين لاشيت، إعطاء تعهد من ألمانيا بإيواء لاجئين أفغان.
وفي أعقاب مشاورات لقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي ورئاسته التنفيذية، قال لاشيت الذي يتولى رئاسة الحزب المسيحي، إنه "لا ينبغي أن نبعث الآن بإشارة مفادها بأن ألمانيا يمكنها إيواء كل من يواجه أزمة".
وأضاف لاشيت أن "التركيز يجب أن ينصب على تقديم مساعدات إنسانية ميدانيا في الوقت المناسب هذه المرة وعلى عكس ما حدث في عام 2015".
يذكر أنه وقبل تدهور الوضع في أفغانستان، كانت مرشحة حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، انالينا بيربوك، قد طالبت بإيواء بعض اللاجئين الأفغان في أوروبا وأمريكا وكندا لكنها لم تحدد أعدادا، وقالت في مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية سوف "يضطر مزيد من الأشخاص في مثل هذا الموقف المأساوي إلى مغادرة بلادهم".
مظاهرات تطالب بسرعة الإجلاء
موازاة لذلك تعتزم مبادرات إغاثة إلى تنظيم عدة مظاهرات اليوم الثلاثاء في برلين وعدة مدن أخرى من أجل سرعة إنقاذ الأشخاص المهددين في أفغانستان. وذكرت متحدثة باسم مبادرة "زيه بروكه" المعنية بتأمين طرق اللجوء والإغاثة بحرا والاستقبال الدائم للاجئين،.
وناشدت مبادرة "زيه بروكه"، الحكومة الألمانية بـ"إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص من أفغانستان على الفور"، و"ألا يقتصر الإجلاء على عدد محدود". كما شددت المبادرة على ضرورة "إغاثة الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الألمانية في أفغانستان، وشركاء الحكومة الاتحادية هناك، ونشطاء حقوق المرأة، وصحفيين".
و.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)