ألمانيا تدعو اليونان إلى التعقل ومحادثات تشكيل الحكومة تتعثر
١٢ مايو ٢٠١٢قال وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله، في مقابلة مع صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الأسبوعية السبت (12 مايو/ أيار 2012)، إن ألمانيا مستعدة لبحث اتخاذ إجراءات إضافية لتشجيع النمو في اليونان. لكنه أضاف أنه ما زال يتعين على الاقتصاد اليوناني المتعثر أن ينفذ الإصلاحات المتفق عليها. ونقل عن شويبله قوله "إذا كان لدى اليونانيين فكرة نستطيع أن ننفذها بالإضافة إلى تشجيع النمو فبإمكاننا دوماً التحدث والتفكير بشأن ذلك"، إلا أنها في نهاية الأمر تتعلق بجعل اليونان قادرة على المنافسة من جديد والسماح للاقتصاد بالنمو وفتح الطريق أمام الأسواق المالية من جديد. وأضاف شويبله "هذا يتطلب تنفيذ الإصلاحات الجوهرية المتفق عليها وإلا فانه لا توجد آفاق للمستقبل أمام هذا البلد".
وأوضحت ألمانيا أمس الجمعة دعمها "لاتفاقية نمو" أوروبية، في محاولة لتفادي انتقادات بأن إصرارها على التقشف أدى إلى تفاقم مخاوف الديون لدى اليونان. لكنها أبلغت اليونان أيضاً أن بقاءها في منطقة اليورو هو خيارها وأنه يتعين عليها عدم التهرب من التقشف إذا كانت تتوقع الحصول على مساعدات مالية. وقال شويبله: "بوسعي تفهم اليونانيين بشكل جيد..إنهم يعانون كثيراً"، مضيفاً أنه "لا يوجد حل أفضل.على اليونان الآن أن تثبت إذا كان لديها القدرة على الحصول على الأغلبية المطلوبة لذلك. ليس بوسعي إلا أن أتمنى أن ينتهج المسؤولون في اليونان نهجاً عاقلاً بسرعة".
أزمة تشكيل الحكومة
وغرقت اليونان في أزمة سياسية إلى جانب أزمتها المالية، بعد أن عززت انتخابات عامة جماعات اليسار المتطرف واليمين المتطرف وجردت الأحزاب، التي تمثل التيار الرئيسي المؤيد لخطة إنقاذ مؤلمة للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، من أغلبيتها البرلمانية. لكن ألمانيا والمفوضية الأوروبية أصرتا مراراً على ضرورة أن تواصل اليونان زيادة الضرائب وتخفيض الإنفاق من أجل الاستمرار في الحصول على أموال بموجب برنامج الإنقاذ للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، الذي يبلغ حجمه 130 مليار يورو.
ويتوقع مراقبون أن يسعي الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس السبت إلى كسر الجمود السياسي والتوسط في اتفاق في آخر لحظة، بعدما فشل الساسة المتشاحنون في تشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما قد ينذر بإعادة إجراء الانتخابات في البلاد. وكان إيفانجيلوس فينيزيلوس، رئيس حزب باسوك الإشتراكي، آخر زعماء ثلاثة أحزاب حاولوا التوصل إلى اتفاق بعد انتخابات السادس من مايو/ أيار الجاري، التي جاءت ببرلمان بدون أغلبية.
وأقر فينيزيلوس بالهزيمة أمس الجمعة عقب اجتماع مع زعيم تحالف اليسار الراديكالي (سيريزا)، الذي جاء حزبه في المرتبة الثانية في الانتخابات. وقال زعيم سيريزا، ألكسيز تسيبراس، إنه لا يرغب في المشاركة في حكومة ائتلافية تستمر في فرض إجراءات تقشف قاسية مقابل حزم الإنقاذ المالي. وسيرد فينيزيلوس التفويض الممنوح له لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية إلى رئيس البلاد في وقت لاحق من السبت. وبدوره، سيدعو بابولياس جميع زعماء الأحزاب إلى اجتماع خلال الأيام القادمة، في محاولة أخيرة لتشكيل تحالف. وما لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستتم الدعوة إلى انتخابات جديدة في يونيو/ حزيران المقبل، على أن يتم تعيين حكومة تصريف أعمال يترأسها رئيس المحكمة العليا أو مجلس الدولة أو ديوان المحاسبة.
(ع.خ/ د.ب.ا، رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق