ألمانيا تأسف لاستقالة عنان وبعثة المراقبين قد تغادر سوريا
٣ أغسطس ٢٠١٢أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه اليوم الجمعة (الثالث من آب/ أغسطس 2012) عن أسفه لاستقالة كوفي عنان من منصبه كموفد للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، متهما موسكو وبكين بالتسبب جزئيا بها بسبب تعنتهما في مجلس الأمن. وقال فسترفيليه في بيان "يؤسفني بشدة أن يغادر كوفي عنان منصبه نهاية آب/ أغسطس".
وأضاف فيسترفيله أنه "من المخيب للآمال أن خطة السلام التي وضعها لم تطبق حتى اليوم. من البديهي أن سبب تخلي كوفي عنان عن مهمته هو في جزء منه العرقلة التي يشهدها مجلس الأمن والمسؤولة عنها روسيا والصين". وأكد الوزير الألماني انه إذا كانت سوريا قد غرقت في دوامة العنف فان "السبب في هذا خصوصا هو أن نظام (الرئيس بشار) الأسد لم يلتزم بوعده باحترام الاتفاق. لقد حان الوقت وبشدة لان توقف روسيا والصين تغطيته".
بدورها عبرت الصين عن الأسف لتخلي عنان عن دور مبعوث السلام الدولي بشأن سوريا وأكدت دعمها لاضطلاع الأمم المتحدة بدور مهم في حل الأزمة السورية. وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان في وقت متأخر يوم الخميس "ندرك الصعوبات في مهمة عنان للوساطة ونحترم قراره." وأشاد هونج أيضا بجهود عنان وقال إن الصين منفتحة على "أي مقترحات قد تساعد في دعم حل سياسي للمسألة السورية." وقال "تؤيد الصين استمرار الأمم المتحدة في لعب دور مهم في تشجيع حل ملائم للمسألة السورية."
يشار إلى أن عدة عواصم غربية وعلى رأسها واشنطن اتهمت روسيا والصين بالتسبب في استقالة عنان من خلال استخدامهما الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات تتعلق بسوريا. وكان عنان قد أعلن أنه سيتنحى في نهاية الشهر معبرا عن شعوره بالإحباط لعدم حصوله على دعم من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بينما الانتفاضة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد تصبح أكثر دموية.
بعثة المراقبين قد تغادر والجمعية العامة تصوت على القرار العربي
وفي تطور ذي صلة أعلن مندوب فرنسا الدائم في الأمم المتحدة جيرار آرو أن بعثة المراقبين الدوليين في سوريا ستغادر على الأرجح هذا البلد عند انتهاء مهلة تفويضها في 19 آب/ أغسطس. وقال آرو للصحافيين ردا على سؤال عن مصير بعثة المراقبين بعد تقديم موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان استقالته من هذا المنصب الخميس "بصراحة، أعتقد أنه لن يحصل اتفاق (في مجلس الأمن)، أعتقد أن البعثة ستنتهي في 19 آب/ أغسطس".
وأضاف السفير الذي تولت بلاده رئاسة مجلس الأمن منذ مطلع الشهر الجاري "لا أرى أي سيناريو، باستثناء حصول تغيير على الأرض، يتيح الإبقاء على البعثة". وأكد السفير الفرنسي أنه مع اشتداد المعارك في سوريا واتساع رقعتها فإن "أمن المراقبين على المحك. لماذا نبقي في سوريا مراقبين ملزمين بالبقاء في غرفهم بالفندق 95% من الوقت؟".
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت في وقت لاحق اليوم على مشروع قرار قدمته مجموعة الدول العربية يندد بعمليات القصف التي يشنها الجيش السوري على المدن التي تشهد انتفاضة ويطالب بانتقال سياسي في سوريا يلحظ تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وتتخذ هذه المبادرة قيمة رمزية بشكل أساسي إذ لا يمكن للجمعية العامة أن تصدر أكثر من توصيات، خلافا لمجلس الأمن. لكنها قد تساهم في تشديد الضغط على دمشق في حال صوتت الدول الأعضاء الـ 193 بشكل كثيف على النص الذي يتم إقراره بالغالبية بدون أن يكون بوسع أي من الدول الأعضاء ممارسة حق الفيتو.
(أ ح/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند