ألمانيا.. البديل الشعبوي يسعى لفوز تاريخي في ولاية تورينغن
٢٧ أكتوبر ٢٠١٩تجري اليوم الأحد (27 أكتوبر تشرين الأول 2019) في ولاية تورينغن الألمانية انتخابات البرلمان المحلي وسط منافسة حادة بين أحزاب الخضر، و"البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، والاتحاد المسيحي الديمقراطي. ويحق لنحو 1.7 مليون شخص من سكان الولاية، الواقعة بشرق ألمانيا، المشاركة في الانتخابات.
وشاركت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي ووزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب-كارنباور، في الفعالية الختامية لحملة حزبها في الولاية في مدينة إرفورت، فيما أجرى رئيسة حزب الخضر، روبرت هابيك، والمرشحة الأبرز للحزب في الولاية أنيا زيغموند، حوارا مع المواطنين في ختام حملة الحزب الإنتخابية.
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" فقد نظم مظاهرة في "ميدان الكاتدرائية" (دوم بلاتس) بوسط المدينة، وشارك فيها رئيس الحزب ألكسندر غاولاند، ورئيس فرع الحزب في الولاية، بيورن هوكه.
واختتمت أحزاب "اليسار" والاشتراكي الديمقراطي والديمقراطي الحر حملاتها الانتخابية الجمعة. وبحسب بيانات الشرطة، تم الإخطار بتنظيم عدد من المظاهرات في كافة أنحاء الولاية اليوم السبت.
"حزب البديل سيضاعف مكاسبة"
ومن المتوقع أن يقود بيورن هوكه، مدرس التاريخ السابق (47 عامًا)، الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) إلى المركز الثالث، وربما حتى المركز الثاني في الانتخابات الإقليمية التي من المقرر أن تقام الأحد، على الرغم من اعتبار أجهزة الاستخبارات الألمانية الداخلية الحزب بأنه يمثل تهديدًا متطرفًا محتملاً.
ويقول معارضوه السياسيون عنه إنه "نازي"، وحكمت المحكمة مؤخرًا بأنه يمكن أن يُعتبر فاشيًا، لكن وبالنسبة للعديد من الألمان الغاضبين من قضية الهجرة، فإن بيورن هوكه هو الزعيم الذي كانوا في انتظاره.
مرشح حزب الخضر ديرك آدمز هاجم حزب البديل من أجل ألمانيا ورئيسه المحلي بولاية تورينغن بيورن هوكه بشدة.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته الجمعة القناة الثانية الألمانية العامة ( ZDF) أن حزب البديل سيحصل على 21٪ من الأصوات في تورينغن، أي ما يقرب من ضعف النتيجة التي حققها في عام 2014 في الولاية نفسها. ومن المتوقع أن يخسر الائتلاف الثلاثي الحاكم الأغلبية، وفقاً للاستطلاع الذي شمل 1117 ناخبًا، بهامش خطأ يصل إلى 3 نقاط مئوية.
ويقود التحالف الذي يشكل حكومة الولاية السياسي اليساري بودو راميلو، ويتكون التحالف من الاشتراكيين واليساريين والخضر. لكن وبحسب الاستطلاع فقد يفقد راميلو والتحالف الثلاثي الأغلبية في الولاية.
ويعكس التصويت في تورينغن الصعوبة التي واجهتها الأحزاب الكبيرة في مواجهة سياسي يناصر علانية الأيديولوجية العنصرية، كما انتقد جهود ألمانيا للاعتذار عن الهولوكوست، وتساءل عما إذا كان أدولف هتلر "شريرًا تمامًا" - وهي مواقف كان من الممكن أن ينظر إليها الناخبون الألمان، حتى وقت قريب، على أنها خارج حدود السلوك المقبول .
وكما هو الحال في غيرها من ولايات شرق ألمانيا (ألمانيا الديمقراطية سابقا)، حيث يعد حزب البديل قويا بشكل خاص، فإن نتيجة التصويت غداً الأحد قد تفرض تحالفات جديدة لم توضع قيد الاختبار من قبل بين فرقاء سياسيين سابقين، يجمعهم بشكل رئيسي رفضهم التعاون مع اليمين الشعبوي.
هل تكون تورينغن بوابة هوكه لكل ألمانيا؟
وقال مايك مورينغ، المرشح الرئيسي في تورينغن عن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل، للناخبين هذا الأسبوع: "أعتقد أن هوكه نازي"، موضحًا أن حزبه لن يتعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" وذلك على الرغم من أن اتحادهما قد يمنحهما أغلبية.
وفي كتاب نشر العام الماضي، كتب هوكه "نحتاج إلى مقشة قوية لتطهير حظيرة الخنازير"، موضحاً أنه سيستهدف المهاجرين والمعارضين السياسيين باستخدام "القسوة المنضبطة جيداً" إذا لزم الأمر.
وقد أثارت لغة الخطاب تلك قلق حتى أعضاء حزب هوكه نفسه، الذيين حاولوا مرتين إبعاده عن الحزب دون جدوى. وقالت زعيمة الحزب السابقة فراوكه بيتري إن هناك أدلة كافية لإثبات أن هوكه كتب مقالات بأسماء مستعارة لمجلات النازيين الجدد، وهو استنتاج تمت مشاركته بواسطة وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية.
لكن هوكه نفى أن يكون قد كتب لمجلات النازيين الجدد أو أن يكون متطرفاً. ومع ذلك، فقد شارك هوكه في مسيرة علنية إلى جانب متطرفين معروفين في مظاهرة عامة العام الماضي. وفي الشهر الماضي رفضت محكمة إقليمية شكوى هوكه ضد معترضين وصفوه بأنه "فاشي"، مستشهدين بمحتويات كتابه.
ومن الممكن أن تعزز نتائج قوية في تورينغن موقف هوكه داخل الحزب، ما سيوفر له منصة قوية في الانتخابات القيادية المقبلة.
ومنذ تأسيسه في عام 2013، انجرف حزب البديل بشكل مطرد نحو اليمين، حيث احتل العديد من المناصب التي كانت تشغلها في السابق الأحزاب الهامشية كما أنه جذب الناخبين المحافظين غير الراضين عن سياسات ميركل الليبرالية بشأن الهجرة.
وحذرت أجهزة الأمن الألمانية من أن المتطرفين اليمينيين يشعرون بالجرأة على نحو متزايد، مستشهدين بمقتل سياسي معتدل من حزب ميركل في يونيو / حزيران بالرصاص على يد مشتبه به من النازيين الجدد، وهجوم معاد للسامية بإطلاق النار على كنيس يهودي بمدينه هاله هذا الشهر، والذي أسفر عن مقتل شخصين.
واتهمت أحزاب أخرى حزب البديل من أجل ألمانيا بإذكاء العنف ضد المعارضين السياسيين والأقليات، مع استخدام نبرة نقد حادة للهجرة ، وهي التهمة التي نفاها الحزب بشدة.
وللتأكد من وصول رسالته بقوة ووضوح للناخبين في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، قال هوكه إن حزب البديل من أجل ألمانيا سوف "يطلق حملة ترحيل في عام 2020 إذا ما دخلنا الحكومة".
ع.ح./ص.ش./م.س (د ب أ، ا ب)