ألماني مسلم يوفق بين تدينه ومحيطه الألماني
عندما تراه في زيه الشعبي المتميز أثناء التدريبات على الرقصات الفولكلورية المعروفة في ولاية بافاريا الألمانية يظهر وكأنه شخصية من شخصيات كتب الأطفال المصورة. إنه يوهان ليرير، عضو في نادي الأزياء الشعبية ألمراوش بمدينة ميونخ، بافاري الأصل يبلغ من العمر 63 سنة، واعتنق الإسلام حين كان عمره 21 سنة. ويتوجه يوهان، أو حسن كما يناديه أصحابه بالمسجد، كل يوم جمعة إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة. وهو لا يقصر بزيارة المسجد إذا سمح له الوقت بذلك، فها هو اليوم يدخل باب مسجد باسينغر Passinger-Moschee الكبير في مدينة ميونيخ ويتوجه مثله مثل إخوانه المسلمين إلى غرفة الصلاة الفسيحة والمنقوشة بالفسيفساء لأداء صلاته في كل تخشع.
عندما تصادفه يوم الثلاثاء في زيه الشعبي وهو يرقص أثناء التدريبات مع زميلته في الرقص هانلور في فستانها الشعبي لن تصدق عينيك. وهنا في نادي الرقص الفلكلوري يناديه الجميع هانز، والجميع يعرف أن هانز مسلم والكل مسرور لذلك. لكن في السابق لم يخبر هانز زملائه بالأمر. حتى لما تم انتخابه كمتحدث باسم النادي. ويقول هانز في هذا الشأن: "أنا على يقين أنه لو كان الجميع بالنادي يعرف أنني مسلم لن يتم انتخابي، تصوروا معي كيف كان سيكون رد فعلهم إذا ما طلبت منهم بعدم إزعاجي في أوقات الصلاة لأداء واجبي الديني!".
قصة اعتناقه الإسلام
بعد أحداث 11 من سبتمبر2001 قرر هانز إخبار زملائه بقصة اعتناقه الإسلام وذلك في سنة 1963. وبالإضافة إلى ذلك فإن هانز يحكي أنه عند زياراته المتكررة والطويلة لكل من تركيا وسوريا آنذاك وبسبب مظهره ولون بشرته السمراء كان الجميع يتصور أنه من أهل البلد. كما لم ينس هانز زياراته للمساجد التركية الساحرة والمدن الجميلة وصديقه التركي عمر دينشر الذي أعطاه آنذاك دروساً في تعليم القرآن.وفي هذا الصدد يقول هانز: "عندما زرت تركيا للمرة الثانية استضافني صديقي التركي عمر وخلال هذه الزيارة تعلمت الكثير عن الدين الإسلامي وزاد إعجابي وسروري بهذا الدين وهكذا قررت اعتناق الإسلام، فذهبت برفقة عمر عند المفتي وأديت الشهادة وبعدها أصبحت مسلما".
وفي كل مرة يزور فيها هانز المسجد في ميونخ يستقبله صديقه بكل حرارة ويقدم له الشاي ويتوجهان بعد ذلك إلى غرفة الصلاة. وتنظم كل يوم جمعة حفلة صغيرة في المسجد، اعتبارا أن يوم الجمعة هو اليوم الذي يلتقي فيه المسلمون بعد الصلاة ويتبادلون فيه الأخبار والأفكار. ويقول غونيس أنور في شهادة أدلاها في حق هانز:"أرى أن هانز استطاع أن يثبت شخصيته ويوافق بين أفكاره المتناقضة عند اختياره الدين الإسلامي كدين له وأنا شخصيا أحترمه على ذلك وأعتقد أنه أحسن الاختيار".