"ألفا" و"بيتا" - لماذا سميت متحوّرات كورونا بأسماء جديدة؟
١ يونيو ٢٠٢١بعد بروز طفرات متحوّرةلفيروس كورونا المستجّد، عُرفت تلك الطفرات بمسميات حسب المناطق الجغرافية التي ظهرت فيها. ولذلك سمعنا وقرأنا تسميات مثل المتحور البريطاني أو النسخة البريطانية والنسخة الجنوب أفريقية والنسخة البرازيلية وكذلك المتحور أو النسخة الهندية وما إلى ذلك.
والهند على وجه الخصوص، والتي باتت الأكثر تضررا من الجائحة بعد الولايات المتحدة، كانت مستاءة جدا من التسمية التي نسبت إليها واعتبرت أنها تضّر بسمعة البلاد. ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه الحكومة الهندية انتقادات داخلية قويّة بسبب إدارتها للأزمة الوبائية.
وهكذا أمرت وزارة الالكترونيات والإعلام الهندية، في الـ22 من شهر مايو/ أيار المنصرم، منصات التواصل الاجتماعي بحذف المحتويات التي تشير إلى "المتحور الهندي" من فيروس كورونا، علماً أن اسمه العلمي وفق منظمة الصحة هو 1.617.B وقد صنّف على أنه مصدر "قلق على مستوى العالم" نظرا لقدرته على الانتشار والتي فاقت المتحوّرات السابقة.
وجاء في رسالة وزارة الإلكترونيات الهندية، التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية، أنه "وردنا أن معلومات مضللة تنتشر على الانترنت تفترض أن "متحوراً هندياً" من فيروس كورونا المستجد ينتشر في أنحاء الدول. إنها معلومات كاذبة تماما". وعللّت الهند طلبها هذا استنادا إلى ضرورة منع "الأخبار الكاذبة والمضللة" بشأن الوباء على مواقع التواصل الاجتماعي.
الاستعانة بالأبجدية اليونانية
ولتجنب هكذا حساسيات، قررت منظمة الصحة العالمية الاستعانة بأحرف الأبجدية الإغريقية، في خطوة أُعلن عنها رسميا مساء الاثنين (31 من مايو/ أيار 2021)، تهدف إلى "تجنب" وصم البلدان التي تظهر فيها تلك السلالات لأول مرة.
وعند استشارة الخبراء، تقول المنظمة، أوصى هؤلاء بوضع مسميات جديدة، "تكون أسهل وأكثر عملية لمناقشتها من قبل الجماهير غير العلمية".
وذكرت المنظمة أن الأنظمة الحالية لتسمية وتتبع الأنساب الجينية لفيروس سارس-كوف-2 (فيروس كورونا المستجّد)، ستظل قيد الاستخدام من جانب العلماء وفي الأبحاث العلمية.
"ألفا" و"بيتا"...
وحددت منظمة الصحة العالمية حتى الآن أربعة أشكال مختلفة من السلالات. وسيطلق على السلالة التي تمّ اكتشافها لأول مرة في بريطانيا اسم "ألفا"، والسلالة التي اكتشفت في جنوب أفريقيا اسم "بيتا" والسلالة المكتشفة في البرازيل اسم "غاما"، كما سيطلق على السلالة المكتشفة في الهند وهي الأحدث، اسم "دلتا".
موازاة لذلك شدد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم أن الجائحة "لم تنته بعد"، وتابع بأن "الحقيقة هي أنه مازال يتعين علينا القيام بالكثير من العمل لإنهاء هذه الجائحة.. نحن نشعر بالتشجيع الشديد لاستمرار انخفاض الحالات والوفيات على الصعيد العالمي، ولكن سيكون من الخطأ الهائل أن يعتقد أي بلد أن الخطر قد زال".
ما يؤكد كلام تيدروس أدهانوم، أنه وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، أعلن البروفيسور رافي جوبتا، العضو بالمجموعة المعنية بمواجهة تهديدات الفيروس التنفسي الجديدة والناشئة، أمس الاثنين عن رصد " بداية " لموجة تفشٍ ثالثة للفيروس، وذلك رغم أن أكثر من 60 بالمائة من السكان تلقوا على الأقلجرعة واحدة من اللقاح.
و.ب/ (أ ف ب، أ ب)