رائف بدوي ينتقد "السمع والطاعة"
١ أبريل ٢٠١٥
من يقرأ كتاب "ألف جلدة" التي جمعت فيها مدونات الناشط السعودي رائف بدوي الذي حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وألف جلدة من قبل السلطات السعودية، إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 266 ألف دولار، لا يعرف إن كان سيضحك أم يحبس أنفاسه. فما يبعث على الضحك هو الأسلوب الساخر للمدون بدوي حين يتطرق على سبيل المثال إلى الهجوم الذي يشنه رجال الدين السعوديين في الإعلام على علماء الطبيعة. أما ما يحبس الأنفاس فهو هذا الحكم المخيف الذي صدر بحق بدوي لكتاباته البريئة والذي لا يمكن تبريره، من وجهة النظر الأوربية.
رجال الدين يتاجرون بعقول الأفراد
الحكم الشديد الذي وقع على رائف بدوي له تفسير واحد: المؤسسة الدينية في السعودية متوترة. وكتابات بدوي يبدو أنها تنقل مشاعر الكثير من المواطنين السعوديين والتي تفشل في الاختراق لتصل إلى العلن. "من يراقب المجتمع العربي سيرى بشكل صارخ كيف يعاني ويتألم ويتأفف من الحكم الديني وأن رجال الدين لا يريدون سماع سوى جملة (سمعنا وأطعنا)"، كما يكتب بدوي في مدوناته. إنها جمل يستخدمها في كتاباته يطرح من خلالها تساؤلات حول الوصاية الدينية. وبدوي يوضح لماذا رجال الدين متحفزون لمنع انتقاد تعاليمهم علنا. "حتى لا يسحب البساط من تحت أقدام الشيوخ الذين يتاجرون بعقول الناس".
أساليب تهكمية للشيوخ السعوديين
بدوي يذكر بعض الأمثلة التي تعكس أساليب رجال الدين وتعاملهم مع الُكتاب. الكاتب تركي الحمد كتب في احد مؤلفاته جملة: "الله والشيطان وجهان لعملة واحدة". إنها جملة عادية ولا تشير إلى أي شيء سوى إلى أن الرب يمكن تعريفه عبر نقيضه. ورجال الدين السعوديين هاجموا الكاتب تركي الحمد بسبب كتابته لهذه الجملة. وفي خلال مقابلة تلفزيونية مع الكاتب السعودي قام فيها بتوضيح قصده من كتابة هذه الجملة، فقاموا بعد ذلك بقص هذه الجملة من المقابلة التلفزيونية وبدؤوا في بثها مرات ومرات. وهي وسيلة ساخرة وناجعة لإثارة السعوديين المتدينين ضد الكاتب السعودي.
نقد النهج الشوفيني والاستعلاء الديني
فهل السعودية بلد متدين فعلا؟ بقراءة الكتاب الذي يضم تدويناته يمكن القول بأن السعودية بلد ليس بمتدين طوال الوقت. فبالنظر إلى حقوق المرأة التي تكون في منظومة تعدد الزوجات، تكون المرأة السعودية بلا حقوق. فلا يجوز المطالبة بنفقة لها أو لأطفالها وعليها أن تكتفي بأن تكون تحت إمرة الرجل. وهناك في السعودية العديد من المسميات لهذا النوع من العلاقات. وبدوي يصفها بأنها: "زيجات حيوانية".
كما يتطرق بدوي لموضوع انعدام وجود مبشرين مسيحيين في المملكة السعودية وعدم السماح ببناء كنائس داخل البلاد. كلها أمور يصفها بأنها مظاهر تعكس عدم التسامح الديني في السعودية.
ولكنه ينتقد بعض المتشددين الذين يصفهم بأنهم: "شوفينيون ويتسترون تحت اسم الإسلام ويعاملون الناس بتكبر".
**في الأول من أبريل يصدر عن دار نشر "اولشتاين" الألمانية كتاب (ألف جلدة- لأنني أقول ما أفكر فيه) الذي يضم 14 مدونة رئيسية للكاتب رائف بدوي من ضمن كتاباته الممنوعة داخل السعودية. والكاتب يتطرق إلى العلاقة بين تفسير الإسلام والحق في حياة يقررها المرء بنفسه.
الكتاب المنشور هو مشروع غير ربحي لصالح رائف بدوي.